تعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل العمرية التي تؤثر على الإنسان طوال حياته ومرور هذه المرحلة بطريقة طبيعية سيؤثر إيجابا على الإنسان فيما بعد, لذلك يتساءل العديد من الآباء إن كان نشاط الأطفال و رغبتهم المستمرة في اللعب الزائد عن الحد أمرا طبيعيا أم مرضا ؟؟
الطفل الذي يعاني من فرط الحركة او فرط النشاط ليس سيئ، كسول، أو غبي. قد تكون لديه مشكلة الجلوس والانصات والتركيز او قد يتصرف وفق دافع غريزي من دون التفكير بالشيء اولاً وطبعاً ليس بالنتائج . هذا الطفل سوف يقضي الكثير من الوقت في مكتب المدير او الناظر وأحيانا قد يفعل أشياء التي تسبب له الضرر وهو يغيير أصدقائه باستمرار.
أعراض فرط الحركة او فرط النشاط
هنا يمكننا إخبارك أن أي شيء إن زاد عن حده اعتبر مرضا فالطفل العادي ينام ما بين ثمانية واثنا عشر ساعة ناهيك عن الراحة وقت الظهيرة واستغلال الفترة المسائية لأداء الواجبات المدرسية أو مشاهدة التلفاز أما أوقات اللعب والحركة فلا يجب ان تتعدى ثلاثون بالمائة من وقته في الأيام العادية وخمسون بالمائة أيام العطل وشغل باقي ساعات اليوم بالأعمال اليدوية أو الألعاب التي لا تتطلب جهدا كبيرا لذا سيدتي فتشخيص فرط الحركة او فرط النشاط لدى طفلك يعتبر أمر بسيط نوعا ما , يكفي أن تلاحظي أن طفلك يكره الراحة ولا يستطيع الجلوس لفترة طويلة دون فعل شيء ويميل الى ممارسة الرياضات العنيفة وكذا مشاهدة الرسوم المتحركة التي تتسم بالعنف وحتى إن شعر بالتعب فهو لا يعترف بذلك بل يستمر بالحركة حتى انقضاء آخر جهد لديه,
تجدر الإشارة إلى أن جسم الأطفال في هذه الحالة يقوم بتحويل جميع العناصر الغذائية التي تدخل إليه إلى طاقة عبر عملية الايض وذلك بشكل مستمر حيت لا يتم تخزين البروتينات و السكريات في أعضاء الجسم إلا بنسب ضئيلة ونظرا لكون طفلك يقوم بحرق تلك الطاقة بكاملها فلا يترك للجسم جزءا منها لتحويله إلى حرارة مما يجعل الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة او فرط النشاط يشعرون بالبرد حتى إن كان الجو عاديا.
علاج فرط الحركة او فرط النشاط
فيما يخص العلاج هناك أطباء إختصاصين في سلوكيات الأطفال ينصحون بعلاجات تهم الجانبين السلوكي والعضوي إلا أن تناول الأدوية دون تتبع نظام تقويم السلوك لا يجدي نفعا في معظم الحالات فبالإضافة إلى تناول مهدئات الأعصاب وبعض الأدوية التي تعمل على إرتخاء العضلات, فعلى الطفل أن يتلقى دعما سواء من المحيط الأسري أو المدرسي وكذا من أصدقائه, فعلى والدي الطفل أن يشرحا لأساتذته حالة الطفل باعتبارها حالة مرضية وعليهم التعامل معه حسب توصيات, الطبيب في هذه الأثناء إن كان الطفل قد تعدى العشر سنوات فعلى الأطفال أن يكونوا على علم بحالتهم المرضية و على الأبوين أن يكونا جديين وواضحين في حديثهم فهذا من شأنه أن يسرع من وثيرة العلاج خصوصا إذا علم الأطفال بأهمية الأمر وخطورته على حياته المستقبلية وأن ما هو عليه هو حالة مرضية تدعى فرط الحركة او فرط النشاط يمكن علاجها.