الرئيسية - صحة الطفل - الطفل الانتقائي ورفض الطعام .. الأسباب والحلول
الطفل الانتقائي ورفض الطعام .. الأسباب والحلول
الطفل الانتقائي ورفض الطعام .. الأسباب والحلول

الطفل الانتقائي ورفض الطعام .. الأسباب والحلول

الطفل الانتقائي هو وصف لا يقصد به الإشارة إلى حالة مرضية، لكن يقصد به الإشارة إلى مرحلة يمر بها نسبة كبيرة من الأطفال، وتمثل تلك المرحلة إزعاجاً شديداً بالنسبة للأمهات، إذ أن الطفل الانتقائي هو ذلك الطفل الذي يرفض الطعام، أو بمعنى أكثر دقة يرفض أنواع محددة من الطعام وخاصة الجديدة بالنسبة له، ويفضل تناول الطعام الذي اعتاد عليه لفترات طويلة، فما الأسباب التي تدفع الطفل للتحول إلى طفل انتقائي ،وكيف يمكن التغلب على تلك المشكلة؟

الطفل الانتقائي .. الأسباب والحلول :

خلال المراحل الأولى من عمر الطفل يجب الاهتمام بنظامه الغذائي، وذلك لأن جسمه يكون في طور التكوين والبناء، ونمو العضلات والعظام بل والقدرات العقلية أيضاً، لا يمكن أن يتم إلا إذا تم إمداد الطفل بالقدر الذي يحتاجه من مختلف العناصر، مثل الفيتامينات بأنواعها وكذا المعادن والأملاح وغيرها، ولكن اتخاذ الطفل لسلوك الطفل الانتقائي ورفضه للطعام، يحول دون تحقيق ذلك، ولذلك تناول الأطباء الأمر بالدراسة والبحث، فتوصولوا إلى الأسباب وقدموا بعض النصائح التي قد تقودنا إلى إيجاد حل لهذه المشكلة.

أولاً : أسباب انتقائية الأطفال :

الطفل الانتقائي هو حالة عرضية تصيب النسبة الغالبة من الأطفال، وقد حدد الأطباء مجموعة الأسباب أو العوامل التي تحول الطفل إلى طفل انتقائي ،وجاءت تلك العوامل بتقاريرهم كالآتي:

الخوف :

الإنسان بفطرته يرهب المجهول ويخشى ما لا يعرفه، وذلك يعد من ضمن عوامل انتقائية الأطفال، فالأطفال جميعهم يخشون تجربة الأمور المستحدثة، وذلك بدافع فطرتهم التي ترهب النتائج غير المضمونة، لكن بعضهم يكون معدل الرهبة لديه مرتفع عن المعتاد، فيرفض تجربة تناول أنواع جديدة من الأطعمة، والطفل من ذلك النوع يسمى بـ الطفل الانتقائي ،وتزداد احتمالات تحول الطفل إلى طفل انتقائي بدافع الخوف، إذا كان له تجارب ليست بالجيدة مع الطعام الجديد، إن كان قد قُدم له طعام غير مستساغ، أصابه بالألم أو دفعه إلى التقيؤ، أو إذا تناول أطعمة مضاف لها توابل سببت له حرقة، كل هذه أسباب كفيلة بجعله يعتقد أن كل طعام جديد سيء، وبالتالي لا غرابة في أن يرفض تجربته وينتقي الأنواع المُجربة والآمنة.

عضلات البلع :

الطفل الانتقائي قد يكون سبب انتقائيته مشكلة عضوية، وهي تأخر عملية نمو العضلات المسئولة عن ابتلاع الطعام، الأمر الذي يُصعب عليه عملية تناول بعض أنواع الأطعمة، ونتيجة لذلك يتخلق لديه رابط شرطي بين الطعام الجيد والألم، والنتيجة المباشرة لذلك هو امتناعه عن قبول هذه الأنواع، وانتقاء أنواع الأطعمة التي اعتاد عليه ويثق بأنها مستساغة بالنسبة له.

العامل النفسي :

الطفل الانتقائي أحياناً تنتج انتقائيته عن عوامل نفسية، وفي تلك الحالة عادة ما يفقد الأطفال الرغبة في الطعام بشكل كامل، وإذا أقدموا عليه فأن ذلك يكون في حالة تضورهم جوعاً، وحينها يقوم الطفل بانتقاء الطعام فقط المعتاد المحبب إليه، والذي يمكن القول بأنه يُمثل إغراءً بالنسبة له، ومن المعتاد أن تحدث تلك الحالة نتيجة تعرض الطفل لصدمة عاطفية، والتي تتولد نتيجة حدوث تغير جوهري ومفاجيء في نمط حياته، وعادة ما تزول من تلقاء نفسها ويعود الطفل لطبيعته مع اعتياده على ذلك المتغير، مثال على ذلك عند ولادة الأم لطفل جديد، وشعوره بأنه بات له شريك في الاهتمام والرعاية، أو الانتقال المفاجيء إلى منزل جديد لم يألفه الطفل من قبل.

التسنين :

التسنين أو بداية بزوغ الأسنان لدى الأطفال، من أول العوامر التي قد تؤدي إلى اختلال النظام الغذائي، وتصيب الطفل بحالة من فقدان الشهية طفل انتقائي ،وقد تصيبه بعض أنواع الأغذية المتسمة بشيء من الصلابة بالألم، وبالتالي فأنه يعزف عنها، بل ويرفض أيضاً تناول أي نوع جديد من أنواع الأطعمة، ويكتفي بتناول الأطعمة التي اعتاد عليها في السابق، والتي يثق بأنها لن تسبب له ذلك الألم.

ثانياً : علاج انتقائية الأطفال :

الطفل الانتقائي لا يجب أبداً أن تتم مهادنته، والاستسلام للأمر الواقع والاكتفاء بتقديم الأطعمة التي يرغبها فقط، فأن ذلك يعني حرمانه من العديد من العناصر الغذائية، والتي لها أهمية بالغة بالنسبة له خاصة في مراحل نموه الأولى، وعلاج الطفل الانتقائي لا يتم بمناولته الأدوية أو العقاقير، وإنما بمجموعة من الحيل تساهم في تعديل سلوك الطفل، وترغيبه في تجربة أنواع الأطعمة التي يرفضها.. إليكِ الحيل أو الوسائل التي يمكنها تحقيق تلك الغاية.

التشجيع :

الطريقة المثلي لتقوييم سلوكيات الأطفال بصفة عامة، هي اتباع أسلوب الثواب والعقاب معهم، وبالنسبة لـ الطفل الانتقائي قد يفلح ذلك الأسلوب في دفعه إلى تقبل الطعام، وذلك من خلال تحفيزه لتناول أنواع مختلفة من الطعام، عن طريق مكافأته بشيء رمزي حين يتناول الأطعمة التي تختارها له الأم.

التوقيت المناسب :

ترغيب الطفل الانتقائي في تجربة نوع جديد من الطعام، يمكن أن يتم من خلال اختيار الأوقات المناسبة لتقديم تلك الأطعمة، فإذا كان الطفل ينعم بشبع جزئي فقد يمتنع عن تجربة الطعام، لذا تعتبر وجبة الإفطار توقيتاً مثالياً لتقديم الأطعمة الجديدة.

المزج :

الطفل الانتقائي تزعجه محاولات الإجبار وتزيده عِناداً، لذا فبدلاً من محاولة إكراه على تناول طعام لا يفضله، يمكن أن يتم عمل مزج بين ذلك الطعام الجديد وبين مفضلاته، أي يتم تضمين نوع الطعام الجديد بقدر قليل إلى الوجبة، بينما يكون النوع الرئيسي للوجبة من الأنواع المفضلة.

المشاركة :

وفقاً لما ورد بنتائج أكثر من دراسة وبحث علمي، فأن الأطفال تأكل بشكل أفضل عند مشاركة أقرانهم الطعام، ومن ثم يمكن اعتبار ذلك أحد الحيل الممكن اتباعها مع الطفل الانتقائي ،يمكن تقديم الطعام الجديد له أثناء الرحلات، أو حين يكون برفقة أطفال العائلة والأصدقاء، ذلك سيشكل فارقاً وسيحفزه لتقليد أقرانه، وسيرغب في تجربة الطعام الجديد حين يجدهم يتناولونه.

تجنب الحلوى :

الحلويات والعصائر المحلاة من أسباب انصراف الطفل عن الطعام بصفة عامة، وبالتالي فأنها تمثل عائق مضاف بالنسبة إلى الطفل الانتقائي ،فهي تمنحه شعوراً وهمياً بالشبع وبالتالي يرفض تناول الطعام، حتى تلك الأنواع المحببة بالنسبة له.

معادلة النكهات :

إذا كانت الأطعمة التي يرفضها الطفل الانتقائي قابلة للتعديل، فأنه بذلك قد قدم لأمه الحل المثالي للمشكلة، فعلى سبيل المثال أن كان اللبن هو الغذاء المرفوض، يمكن ترغيبه إليه من خلال إضافة بعض النكهات اللذيذة، التي ترفع من قيمته الغذائية وفي ذات الوقت تعادل مذاقه بالنسبة للطفل، كمزج اللبن مع الفراولة أو الشيكولاته وغيرهما من النكهات الأخرى.

التزيين :

قد تبدو فكرة تقليدية لكنها فعالة تماماً، وهي أن يتم تزيين أطباق الطعام المقدمة للطفل، بمطالعة مواقع الإنترنت يمكن التوصل إلى أساليب مبتكرة لتزيين أطباق الطعام، يمكن جعل الخضروات مزخرفة وصنع أشكالاً بقطع الفاكهة، وإذا نجحنا في جذب نظر عين الطفل الانتقائي إلى الطعام، فيمكن حينها الجزم بأن 90% من المشكلة قد تم حله، وأنه سيُقبل على تجربة ذلك النوع الذي أعجب بأشكاله.. الدليل على ذلك هو أن منتجي الحلويات أدركوا هذه الحقيقة، ولذا نجد الحلوى المباعة تتخذ أشكالاً زخرفية، ويتم إضافة صور الشخصيات الكرتونية المحببة إلى أغلفتها.

عن محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

شاهد أيضاً

قلب الطفل .. ما تأثير الغذاء وعادات الأم عليه ؟

قلب الطفل .. ما تأثير الغذاء وعادات الأم عليه ؟

العناية بـ قلب الطفل ليس أمراً اختيارياً ويبدأ مبكراً جداً، فهو يبدأ مع بداية الحمل.. فما النصائح التي يقدمها الأطباء كي ينمو قلب الطفل بشكل صحي وسليم