فوائد اللبن أكثر تعدداً وتنوعاً مما يتصوره البعض، فذلك المشروب يمكن وصفه بأنه من المشروبات حسنة السمعة، أي أن كونه مفيداً فذلك شيء لا خلاف عليه ولا ختلاف حوله، ولكن السؤال الواجب طرحه هو لأي مدى مفيد ؟.. خاصة بعدما تناولت فوائد اللبن أكثر من دراسة عملية بكبرى مراكز البحوث الغذائية، والنتائج فاقت كل التصورات وكانت مُبهرة للجميع حتى العلماء.. فترى إلى ماذا توصلت تلك الأبحاث؟ وما الذي يمنحنا إياه كوب واحد من اللبن الحليب يومياً ؟
فوائد اللبن الصحية :
فوائد اللبن التي توصلت لها الأبحاث العلمية فاقت التصورات، ففي الماضي كان يُعتقد أن أعظم فوائد اللبن تتمثل في تقويته للعظام، لكن تلك الأبحاث أثبتت أن فوائده الصحية تفوق ذلك بكثير، ومن بين تلك الفوائد :
1- اللبن وتكوين العضلات :
تضخيم الكتل العضلية وتقويتها هو أمر يحتاج إلى البروتين، فهو العنصر الأساسي الذي تعتمد عليه تلك العملية، وذلك العنصر -أي البروتين- يحتويه اللبن بنسب هائلة، مما يجعل بناء العضلات وتكوينها من فوائد اللبن الصحية، فلا عجب من أن اللبن هو النصيحة التي تتردد دائماً على ألسنة خبراء التربية البدنية، وهي أحد أسرار التكوين الجسماني الذي يحظى به أبطال كمال الأجسام، فإن كنت من معتادي ممارسة التمارين الرياضية، فعليك تناول كوب واحد من اللبن كامل الدسم بعد انتهاء التمرين، فبداية من فوائد اللبن أنه يعيد إمداد الجسم بالطاقة التي فقدها، وفي ذات الوقت يسمح للعضلات بالتعافي السريع من الإرهاق الذي أصابها، وبجانب هذا كله فالفائدة تنال فائدة اللبن العظيمة، المتمثلة في نسبة البروتين المساهم في إبراز العضلات.
2- اللبن والاسترخاء :
فوائد اللبن الصحية تشمل الصحتين النفسية والجسمانية، فقد تم مؤخراً ضم اللبن إلى القائمة المشتملة على طرق الاسترخاء الفعالة، بل أن أساتذة طب النفس ينصحون بتناوله كوب دافيء منه يومياً، وبصفة خاصة خلال الأيام المزدحمة بالأعمال والأنشطة، وذلك لأنه يساهم في تهدئة الأعصاب وطرد التوتر وإرخاء العضلات، الأمر الذي يقاوم المشاعر السلبية والاكتئاب والشعور بالضيق والضغوط.
3- اللبن والنوم الصحي :
النوم له العديد من الفوائد الصحية واغتنام تلك الفوائد ليس خياراً، فأن عدم الحصول على قدر كاف من النوم، يؤثر بشكل سلبي على صحة الإنسان، وبالنسبة للأطفال فأن النوم يلعب دوراً محورياً في عملية نمو الطفل، لكن بعد التعرف على فوائد النوم الصحي فالسؤال هو كيف يتحقق؟.. ومن ضمن الطرق العديد التي أوردها العلماء كإجابة لهذا السؤال، هو اغتنام فوائد اللبن الدافيء في هذا الصدد، إذ يعمل على إرخاء الأعصاب والعضلات معاً، مما يهيء الجسم والعقل للدخول إلى حالة السبات.
4- اللبن واقي من المخاطر :
من ضمن فوائد اللبن أيضاً أنه يعتبر عامل وقائي، يصد العديد من المخاطر الصحية التي قد يتعرض الإنسان لها، ومن أمثلة تلك المخاطر التي يقي اللبن منها، ارتفاع ضغط الدم والذي يعتبر أحد أخطر المشكلات الصحية، وبالتبعية يقي اللبن من المضاعفات المحتملة لذلك القاتل الصامت، ومن أخطرها التعرض إلى إصابات القلب والشرايين، وكذا يقي من التعرض للجلطات أو السكتة الدماغية القاتلة، كما أن من فوائد اللبن أنه يُنظم معدلات الكوليسترول في الدم، فتناول كوب منه يساهم في تخفيض نسبة الكوليسترول الضار بالدم، وفي الوقت ذاته يحفز الكبد لإفراز نوع الكوليسترول الآخر، أي النوع النافع الذي يعد من العناصر الهامة للصحة العامة للجسم.
5- اللبن مفيد للمرأة :
النساء لهن حظ وافر من فوائد اللبن الحليب الصحية، فقد قام فريق بحثي بإحدى الجامعات الإنجليزية، بدراسة العلاقة بين نوع الغذاء وأعراض الدورة الشهرية، وجاءت النتائج مؤكدة على أن من بين فوائد اللبن ،أنه يقوم بالحد من الأعراض المزعجة التي تصاحب فترات الدورة الشهرية، وفي نفس الوقت اللبن من الأغذية المفيدة جداً خلال فترة الرضاعة، حيث يساهم في زيادة معدلات إنتاج لبن الثدي بتلك المرحلة.
6- اللبن مقوي للعظام :
من بين فوائد اللبن بالغة التعدد تلك هي الأكثر شهرة، فمن المعروف أن خير غذاء لصحة العظام وصحة الأسنان، هو اللبن الذي يعد أغنى الأغذية بعنصر الكالسيوم المفيد لها، ويعتقد البعض واعتقادهم خاطيء أن تلك الفائدة مقتصرة على مرحلة النمو، أي أنها لا تتحقق إلا بالنسبة للأطفال في المراحل العمرية المبكرة، إلا أن الدراسات العلمية التي تناولت فوائد اللبن وآثاره الصحية، أكدت بما لا يدع للشك مجالاً أن حاجة الشباب وكبار السن لـ فوائد اللبن ،لا تختلف ولا تقل عن حاجة الأطفال له، فكما يساعد اللبن في تقوية العظام وتنميتها بمرحلة الطفولة، فأنه يحافظ على صحتها وقوتها في فترة البلوغ والكبر، وقد وجدت إحدى الدراسات المقارنة التي خضع لها أكثر من 50 مسناً، أن الأشخاص الذين انتظموا طوال حياتهم في تناول اللبن، حصلوا على الشباب الدائم ولم يتعرضوا في كبرهم لمشاكل العظام والعمود الفقري، بعكس النوع الآخر الذي كانت نسبة كبيرة مصابة بمرض هشاشة العظام، والكثيرون يعتقدوا بأن الفضل في ذلك يعود لعنصر الكالسيوم وحده، لكن الحقيقة أن من فوائد اللبن احتوائه على فيتامين د، وهو عنصر أهميته بالنسبة لصحة العظام لا تختلف عن أهمية الكالسيوم.
7- اللبن وصحة البشرة :
فوائد اللبن تتعدى كونها مجرد فوائد وقائية وعلاجية، فـ فوائد اللبن لها بُعد آخر وهو البعد التجميلي، فمنذ الأزمنة القديمة عرف الأطباء أهمية اللبن لصحة البشرة والجلد، وحتى يومنا ذلك يدخل اللبن في كثير من تركيبات مسكات الوجه، والتي لها فوائد متنوعة وآثار متعددة جميعها إيجابية، فبعض تلك الماسكات تقضي على حب الشباب وبثور الوجه، ومنها ما يساهم في تغذية البشرة فيحافظ على نعومتها ونضارتها، و فوائد اللبن بالنسبة للبشرة لا تغتنم من خلال المسكات فقط، بل أنه يتحقق أيضاً من خلال تناول الحليب مشروباً.
8- اللبن والصحة العامة :
من فوائد اللبن أيضاً أنه يعد واقياً من بعض أنواع السرطان، أو بمعنى أصح يخفض من احتمالات أن يتعرض الإنسان لذلك الخطر، كما يعتبر مضاد شديد الفاعلية بالنسبة لحموضتي الحلق والمعدة، وبجانب ذلك كله يساهم اللبن في تقوية الجهاز المناعي، وذلك لأنه يحسن من الصحة العامة للإنسان ويجعله أقل عرضة للأمراض، وذلك لأنه يمده بمختلف العناصر الغذائية اللازمة له، ومن أهمها فيتامين أ وكذلك فيتامين ب اللازمان للحفاظ على صحة العين وقوة الرؤية، وذلك كله بجانب قدر من الدهون يختلف باختلاف دسم اللبن.
9- اللبن يقاوم مظاهر الشيخوخة :
من فوائد اللبن أنه يعمل على مقاومة مظاهر الشيخوخة، فاللبن يُمزج مع عدد من العناصر الأخرى مكونة بعض الماسكات، من بينها ماسك اللبن مع عسل النحل ورقائق ثمار البابايا، ويؤكد خبراء التجميل أن ذلك الخليط له مفعول السحر، حيث يعمل على القضاء على مظاهر الشيخوخة وتقدم العمر، فهذا الخليط المثالي يمد البشرة بالعناصر الغذائية الهامة لها، فيحافظ على توهجها ونعومتها ويقضي على الانكماشات والتجاعيد، بل أن ذلك الماسك له تأثير مزدوج، فالانتظام في استخدامه من البداية يؤخر ظهور تلك الأعراض، أما استخدامه بالنسبة لمن ظهرت عليهم علامات تقدم العمر، فيعمل ذلك الماسك على التخفيف من التجاعيد ويعيد للجلد نضارته.
10- اللبن والتخسيس :
التسريع من وتيرة إنقاص الوزن يمكن اعتباره أحد فوائد اللبن ، وذلك وفقاً لنتائج دراسة مقارنة أجريت بجامعة أوهايو الأمريكية، والتي أكدت على أن النساء اللواتي انتظمن في تناول الحليب خالي الدسم، تمكنوا من خسارة كم أكبر من السعرات الحرارية وفي وقت أسرع، من نظائرهن اللواتي اتبعن نظام غذائي لا يتضمن أي نوع من الألبان.