الرئيسية - صحة المرأة - تسمم الحمل .. مخاطره ومضاعفاته والحد من احتمالات حدوثه
تسمم الحمل هو أخطر المضاعفات التي قد تنتج عن الحمل وتهدد حياة الأم والجنين.. فما أسبابه وما مدى خطورته وهل يمكن الوقاية منه؟

تسمم الحمل .. مخاطره ومضاعفاته والحد من احتمالات حدوثه

اختصاراً يُقصد بـ تسمم الحمل زيادة نسبة البروتين في البول عن الحد المسموح، أو ارتفاع معدلات ضغط الدم بنسبة كبيرة عن الحد الطبيعي الآمن، و الإصابة بـ تسمم الحمل لم يتمكن العلماء من تحديد توقيت معين لها، ولكن النسبة الغالبة من حالات الإصابة كانت خلال الأسبوع الـ20 من الحمل.

تسمم الحمل .. خطورته وأسبابه والأكثر عرضة له :

تسمم الحمل يعد أخطر حالة مرضية قد تتعرض لها المرأة الحامل.. فترى ما السبب في اعتباره التهديد الأكبر للحوامل؟ ومن هن النساء الأكثر عرضة للإصابة به؟ وما النتائج والمضاعفات المحتمل أن تترتب عليه؟

خطورة تسمم الحمل :

الخطورة الحقيقية لـ تسمم الحمل تكمن في التخلص منه!.. هذه هي الحقيقة فالحل الآمن لـ تسمم الحمل هو إتمام الولادة، الخطر الحقيقي هو تعرض الأم لـ تسمم الحمل في وقت مبكر من الحمل، فذلك سيمثل عقبة كبيرة في عملية إتمام الحمل، حيث أن الطفل يكون في حاجة إلى وقت ليتم النمو بشكل طبيعي، واستمرار الوقت مع تسمم الحمل يشكل خطر بالغ على الحالة الصحية، ليس للأم فقط إنما الخطر يهدد الحالة الصحية للجنين أيضاً.

انتشار تسمم الحمل :

تسمم الحمل لا يمكن اعتباره من الإصابات النادرة، بل على العكس هو يعتبر من الإصابات الشائعة، فوفقاً لآخر الدراسات الإحصائية المجراة في أحد مراكز البحوث البريطانية، فأن نسبة الإصابة بـ تسمم الحمل تتراوح ما بين 20% : 30%، وبالنظر إلى خطورة تلك الإصابة فلا يمكن اعتبار تلك النسبة ضئيلة أو هينة.

الأكثر عرضة لـ تسمم الحمل :

حدد العلماء مجموعة من النساء، واعتبروهن الأكثر عرضة لـ تسمم الحمل ومضاعفاته، وهذا لا يعني أن تعرضهن له يعتبر من الأمور المحتومة، إنما يقصد فقط أن نسبة احتمال إصابتهن بـ تسمم الحمل تكون مرتفعة ،وذلك في حال توفر لديهن واحد أو أكثر من العوامل التالية :

  1. إذا كانت المرأة قبل الحمل تعاني من ارتفاع ضغط الدم، فذلك من العوامل التي ترجح احتمال تعرضها لـ تسمم الحمل ،خلال أي مرحلة من مراحله.
  2. تسمم الحمل وفقاً للعديد من الدراسات يعد من الإصابات محتملة التكرر، بمعنى أن المرأة التي تتعرض لـ تسمم الحمل بحملها الأول، فهي عرضة للإصابة به مجدداً في مرات حملها التالية، لذا يجب إخبار الطبيب المتابع لحالة الحمل بذلك، لتوخي الحذر وتوقيع الكشف الدوري اللازم للكشف عن الأمر.
  3. المرأة التي تحمل في سن متقدم نسبياً، وعلى وجه التحديد النساء اللواتي تعددت أعمارهن سن الـ40 عاماً، هم أيضاً عرضة للإصابة بـ تسمم الحمل بحسب تقدير العلماء.
  4. الحمل المبكر لا يختلف كثيراً عن الحمل المتأخر، فالحمل في سن أقل من 18 عاماً يحتمل معه الإصابة بـ تسمم الحمل
  5. إذا كانت المرأة قبل الحمل مُصابة بضعف جسماني عام، وعلى وجه الخصوص إذا كانت تعاني من نقص بعض أنواع الفيتامينات، وخص العلماء بالذكر فيتامين ج وفيتامين هـ وعنصر الماغنيسوم، فهذا النوع من النساء الحوامل أيضاً عرضة لـ تسمم الحمل
  6. الحمل بأكثر من جنين واحد يزيد احتمالات تسمم الحمل ،ولكن ذلك العامل لا يعتبر مؤشر قوي على احتمالية الإصابة، ولا يتم الأخذ به إلا في حالة اقترانه مع أي من العوامل الأخرى المذكورة.
  7. إذا كانت المرأة الحامل تعاني من أحد الأمراض المزمنة، فأن ذلك يشكل عِدة مخاطر صحية عليها وعلى جنينها، ومن بين تلك المخاطر هو احتمال تفاقم الأمر إلى الإصابة بـ تسمم الحمل ،وبالأخص مرضي ارتفاع أو فرط ضغط الدم من الدرجات المزمنة، وكذا يعد مرض السكري أحد الأمراض التي قد تقود إلى تسمم الحمل
  8. التاريخ المرضي للعائلة من المؤشرات التي ترجح احتمال التعرض لـ تسمم الحمل من عدمه، فإذا كانت والدة الزوجة كانت قد أصيب بتسمم الحمل أثناء حملها بها، فأن ذلك يعده العلماء من الدلائل القوية على احتمال تعرضها له، وكذلك الأمر بالنسبة لأم الزوج هي الأخرى.
  9. حدوث حمل آخر بعد فترة وجيزة نسبياً من الحمل الأخير، ويقدر العلماء المدة الزمنية المفترضة بين حدوث حملين، بحوالي 18 شهر : عامين على الأقل.
  10. السمنة أيضاً من العوامل التي تزيد من احتمالات حدوث تسمم الحمل ،فكلما زاد وزن المرأة الحامل كلما كانت أكثر عرضة لهذا الخطر.

أسباب تسمم الحمل :

رغم تسمم الحمل تم تناوله من خلال عدد كبير من الدراسات، إلا أن المسبب الرئيسي لهذا الخطر لا يزال من الأمور المجهولة، حتى أن تسميته بـ تسمم الحمل جاءت بناء على اعتقاد لا يقين، حيث أن العلماء يعتقدون بأن الإصابة تأتي مترتبة على تسمم دم الأم، ولكن تلك الأبحاث التي جرت لم تكن عديمة الجدوى تماماً، فقد توصلت لمجموعة افتراضات وإن لم تكن مؤكدة، ومن ضمن الأمور المُرجح أن تسمم الحمل ينتج عنها ما يلي:

  1. سوء التغذية ونقص العناصر اللازمة لصحة الأم خلال الحمل.
  2. تدهور الجهاز المناعي لدى الأم، وعجزه عن الصمود أمام المخاطر التي تهدد حالتها الصحية.
  3. نقص معدل الدم الذي يُمَّد به الجنين.
  4. إصابة الأوعية الدموية بمحيط الرحم بالتهتكات.

الوقاية من تسمم الحمل :

تسمم الحمل والخطورة التي يحملها لصحة الأم والجنين، تجعل الحل الأمثل للتعامل معه هو الوقاية منه، والحد بقدر المستطاع من احتمالات التعرض له، وذلك يمكن تحقيقه من خلال اتخاذ بعض الخطوات الاحترازية، ومنها:

  1. الاستعداد للحمل بإجراء بعض الفحوصات الطبية، للتأكد من أن الحالة الصحية للمرأة تسمح بالحمل، وكذا العمل على علاج أي مرض مزمن أو عارض يتكشفه تلك الفحوصات.
  2. الحرص على إجراء المتابعة الدورية للحمل لدى الطبيب.
  3. الحرص على إنقاص الوزن بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من سمنة ملحوظة، مع الحرص على ممارسة اتباع نظام غذائي في مرحلة ما قبل الحمل، والانتظام في ممارستها أثناء فترة الحمل ولكن بعد استشارة الطبيب.
  4. حرص المرأة الحامل على اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، يمدها بالعناصر الغذائية الهامة لها خلال فترة الحمل، وفي ذات الوقت يجنبها التعرض لنقص أي من الفيتامينات أو العناصر، باعتبار ذلك أحد العوامل التي تزيد من احتمالات تسمم الحمل
  5. انقطاع الأم عن العادات الخطيرة والضارة مثل التدخين وتناول الكحول، ويجب أن يتم ذلك قبل انتواء الحمل بعدة أشهر.

مضاعفات تسمم الحمل :

الإصابة بـ تسمم الحمل لا تكون أبداً نهاية المطاف، ولا تمثل أقصى الخطورة التي تكون المرأة الحامل معرضة لها، فأن الإصابة بذلك التسمم ينتج عنه عِدة مضاعفات، تشكل الضرر الحقيقي للإصابة وتجعل تسمم الحمل من أخطر المشاكل الصحية، وتلك المضاعفات يمكن أن توجز فيما يلي :

  1. تضرر المشيمة : تسمم الحمل له بالغ التأثير على الحالة الصحية للمشيمة، أو بمعنى أدق نتيجة لـ تسمم الحمل تتهتك الأوعية الدموعية المتواجدة بها، وبالتالي ينخفض كم الدم الذي يغذي الجنين من خلالها، أي أن المواد الغذائية والأكسجين الذي يمد بهما لا يكونا كافيان، الأمر الذي يعرض الجنين لمخاطر عديدة وبالغة أثناء وبعد الولادة، ويؤثر على نمو الطفل خلال المراحل المختلفة، ويجعله عرضة للكثير من الأمراض والمشاكل الصحية.
  2. النزيف : نتيجة لتهتك الأوعية الدموية بالمشيمة الناتجة عن تسمم الحمل ،يمكن أن يؤدي ذلك إلى انفصالها تماماً، وبالتالي تدمر وينتج عن ذلك نزيف حاد، من الممكن أن يتسبب في إجهاض الجنين، علاوة على أنه يشكل خطورة بالغة على حياة الأم الحامل.
  3. صحة القلب : تسمم الحمل يقترن دوماً بارتفاع حاد في ضغط الدم، الأمر الذي يزيد من احتمالات تعرض الأم لمشاكل صحية بعضلة القلب، وقد يظهر ذلك التأثير على المدى البعيد بعد الولادة بفترة، لذا ينصح دائماً بأن تستمر الحامل التي أصابها تسمم الحمل ،في إجراء كشفاً دورياً لدى الطبيب المختص للتأكد من تجاوزها كافة مراحل الخطر.

عن محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

شاهد أيضاً

أنيميا الحمل .. مفهومها ومحفزات حدوثها والعلاج

أنيميا الحمل .. مفهومها ومحفزات حدوثها والعلاج

أنيميا الحمل هي عرض طبيعي يصب كافة النساء الحوامل إلا إنه حين تزداد حدته يصنف كأحد المخاطر المهددة لسلامة الحمل واستقراره.. فما مسبباته وكيف يمكن علاجه؟