مادة الليكوبين هي تلك المادة المندرجة من الكاروتين أو الصبغات العضوية، وبشكل أبسط فإن مادة الليكوبين واحدة من أهم العناصر الغذائية للإنسان، وذلك لما لها من خواص صحية ووقائية، فهي فعالة في تحفيز أجهزة الجسم بصفة عامة وتحفزها للقيام بوظائفها الحيوية، مما يحسن الحالة الصحية العامة للإنسان ويمنحه شعوراً بالحيوية والنشاط، هذا بجانب إن مادة الليكوبين تساعد على الوقاية من المخاطر الصحية، حتى الجسيم منها مثل التعرض للأزمات القلبية أو نمو خلايا السرطان، واختصاراً فإننا لو علمنا فوائد الليكوبين لجعلنا كافة وجباتنا تتضمن نوع أو أكثر من الأطعمة المحتوية عليها.
فوائد مادة الليكوبين الصحية ومصادرها :
أولاً : فوائد مادوة الليكوبين الصحية :
تم تناول مادة الليكوبين أو الصبغة الحمراء العضوية من قبل العديد من الباحثين، والنتائج بحق كانت مذهلة، إذ وجد إن لتلك المادة فوائد متعددة، وآثار صحية إيجابية هائلة، وتقريباً لا يوجد عضو بجسم الإنسان إلا ويستفيد من مادة الليكوبين بصورة ما، ومن بين أهم فوائد مادة الليكوبين ما يلي:
1- حماية القلب :
القلب هو مايسترو الجسم أو قائد كافة الأعضاء، كونه هو المسئول عن ضخ الدماء المحمل بالعناصر الغذائية والأكسجين إلى كافة الأعضاء والأنسجة، ومن ثم فإن قيام القلب بوظيفته الحيوية بالشكل السليم، يُعني الارتقاء بالحالة الصحية للإنسان بشكل عام، وإن اخطر العوامل التي تهدد صحة القلب والشرايين هو الكولسترول السئ LDL، لكن وجد العلماء إن الأشخاص الذين يحصلون على قدر وافي من مادة الليكوبين ،هم أقل عرضة لأمراض القلب والشرايين بكافة أنواعها، وذلك لإن ارتفاع نسبة مادة الليكوبين يقابلها انخفاض في نسبة الكولسترول، وذلك لإن الليكوبين من المواد التي تمنع أكسدة الكولسترول، وبالتالي فإنه يحد من احتمالات التعرض لمرض ارتفاع ضغط الدم، وكذا تنخفض معه فرص الإصابة بالأزمة القلبية أو انسداد وتصلب الشرايين.
2- واقي من سرطان البروستاتا :
سرطان البروستاتا هو أحد أكثر ثلاث أنواع من السرطان شيوعاً بين الرجال، وقد وجد الخبراء إن مادة الليكوبين تحد من فرص التعرض لهذا السرطان، وذلك لإنه من المواد المضادة للتأكسد بالغة الفاعلية، التي تحارب نمو وانتشار الخلايا السرطانية بالجسم، وإن فاعليتها مضاعفة فيما يخص مكافحة سرطان البروستاتا، حتى إن الأطباء ينصحون المصابون فعلياً بهذا السرطان بتناول قدر وفير من مادة الليكوبين، وذلك لإنها تعزز من تأثير الأدوية التقليدية وتساهم في السيطرة على انتشار الخلايا السرطانية، وحتى الخاضعون لعمليات استئصال ورم سرطاني من البروستاتا، ينصحون بتناول نظام غذائي يحتوي على نسبة مرتفعة من مادة الليكوبين خلال الثلاث الأسابيع السابقة على إجراء العملية.
3- معزز للخصوبة :
فوائد مادة الليكوبين بالنسبة للرجال لا تتوقف عند حد الوقاية من سرطان البروستاتا، بل إن من فوائدها أيضاً إنها تعمل كمعزز للخصوبة، وقد وجدت الدراسات علاقة بين نسبة مادة الليكوبين المُدخلة إلى جسم الرجل، وبين معدل الخصوبة والقدرة على الإنجاب، وذلك لإن تلك المادة تساهم في تقوية الحيوانات المنوية والحفاظ على سلامتها، والدليل على فاعلية مادة الليكوبين في هذا الصدد، هو اتجاه العلماء لدراسة تأثيراتها على صحة الرجل، اعتقاداً منهم من إن هذه المادة يمكن أن تساهم في علاج حالات العقم لدى الرجال، والمؤشرات الأولية لهذه الأبحاث تؤكد صحة هذا الاعتقاد، لكن في النهاية لم يتم التوصل إلى نتائج قاطعة بهذا الشأن، كما تجرى دراسات أخرى للتعرف على تأثير مادة الليكوبين على خصوبة النساء.
4- مانع لهشاشة العظام :
لم يحتكر الرجال فوائد مادة الليكوبين الوقائية والصحية، فالنساء أيضاً لهم نصيب من فوائدها وآثارها، ولكن الفائدة هنا لا تتعلق بمعدلات الخصوبة أو الصحة الجنسية، إنما تتعلق بصحة وسلامة العظام، فإن مرض هشاشة العظام شائع بين النساء بمعدلات أكبر من الرجال، ووفقاً لآخر الإحصاءات فإن هناك أكثر من 200 مليون امرأة مصابة فعلياً بهشاشة العظام، وضعف هذا العدد من المحتمل تعرضهن له في مرحلة ما من عمرهن، ولكن الخبر السار هو إن الوقاية من التعرض لهذا ليست من الأمور المستحيلة، فكل ما يتطلبه الأمر هو اتباع نظام غذائي غني بـ مادة الليكوبين ،والتي وجدت الدراسات إن لها تأثير إيجابي على صحة العظام، إذ إنها تحفظ الكتلة العظمية من التآكل، وتعزز مفعول عنصر الكالسيوم الذي يمكن الحصول عليه من تناول اللبن ومنتجاته، فإن كان نظام المرأة الغذائي يحتوي على الكالسيوم و مادة الليكوبين ،صار من المستعبد أن تتعرض للمشكلات الصحية مثل هشاشة العظام أو تساقط الأسنان.
5- يعالج السكري :
داء السكري مُصنف ضمن قائمة الأمراض المزمنة، أي تلك المجموعة من الأمراض التي تلازم المصاب بها طيلة حياته، وإن نظرنا إلى الأمر بشئ من الموضوعية والتمعن، سنجد إن كافة الأمراض كانت مزمنة في أول ظهورها، بما في ذلك الأمراض البسيطة مثل نزلات البرد، حتى تمكن العلم من إيجاد سبل إلى علاجها، وفي ظل سعي العلماء إلى إيجاد علاج لمرض السكري المزمن، فإن نتائجهم الأولية تشير إلى أن مادة الليكوبين قد تكون هي الحل، وقد يتمكنوا في المستقبل القريب من استخلاص منها مادة علاجية لمرض السكري من النمط الثاني، والأبحاث في ذلك الخصوص لا تزال بدائية جداً، ولم يتم التوصل إلى حقائق مثبتة أو نتائج نهائية، فيما يخص استخدامها كعلاج فعال لمرض السكري، لكن الأمر المؤكد هو إن مادة الليكوبين تساهم في تحسين حالة مريض السكري من النوع 2، وذلك لإنها قادرة على خفض مستويات السكر في الدم، وكذلك مادة الليكوبين من المواد المضادة للأكسدة بالغة الفاعلية، ومن ثم فإنها تحد من أكسدته، وهو ما ينعكس بصورة إيجابية على الحالة الصحية لمريض السكري.
6- يعالج أمراض فروة الرأس :
أمراض فروة الرأس هي واحدة من أشد الأمراض الجلدية إزعاجاً، ولكن وجدت الدراسات إن مادة الليكوبين قد تفيد في هذا الصدد، بل إنها تستخدم حالياً كعلاج لأمراض فروة الرأس، مثل أمراض الصدفية والشريطة والتهاب فروة الرأس، ولكن الحصول على مادة الليكوبين من مصادرها الطبيعية قد لا يجدي نفعاً في هذا الصدد، إنما يستعين الأطباء بمكملات الليكوبين الغذائية لتحقيق النتائج المأمولة.
7- الحد من الإصابة بالسرطان :
فاعلة مادة الليكوبين في مكافحة مرض سرطان البروستاتا هو أمر مؤكد، وكذلك هو الحال بالنسبة لسرطانات الجهاز الهضمي، ولكن هناك دلائل تشير إلى أن مادة الليكوبين تحد من التعرض لمختلف أمراض السرطان بكافة أنواعها، والقول بإن “هناك دلائل” هنا لا يُقصد به التشكيك في الأمر، بل إن العلماء يؤكدون إن مادة الليكوبين ذات فاعلية في هذا الخصوص، ولكنهم لم يتوصلوا بعد لمدى فاعليتها فيما يخص أنواع السطرنات الأخرى، لكن من المؤكد إنها تعزز من المواد المعالجة لأنواع السرطان مثل سرطان الجلد وسرطان الثدي والكبد وكذا سرطان الرئة، وذلك لإنها تعد واحدة من أقوى المواد المضادة للأكسدة وأكثرها فاعلية.
ثانياً : فوائد مادة الليكوبين التجميلية :
إن كانت ضالتك هي تحقيق الشباب الدائم، والحصول على إطلالة جذابة تدوم لأطول فترة ممكنة من العمر، فإن السبيل الأمثل لتحقيق ذلك هو الانتظام في تناول الليكوبين ،والحصول عليه بكميات مناسبة تضمن اغتنام آثاره الإيجابية، والتي بعضها يمكن وصفه بالآثار التجميلية لـ مادة الليكوبين وهي:
أ) صحي للشعر :
أوجد العلماء علاقة وطيدة تربط بين صحة الشعر و مادة الليكوبين ،وذلك بعدما وجدوا إن الأشخاص الأكثر شكوى من تقصف شعورهم، أو من يعانون من الصلع غير الوراثي أو تساقط الشعر، كانوا في الأصل يعانون من تدني نسبة الليكوبين بأجسامهم، ومن بين الفوائد التي تحققها مادة الليكوبين للشعر:
- الحد من تساقط الشعر : أحد المسببات الرئيسية والشائعة لداء الصلع هو ارتفاع معدلات مادة DHT، ومن فوائد مادة الليكوبين إنها تحافظ على معدلات هذه المادة بالجسم، وبالتالي فإنها تُبطئ من عملية فقدان الشعر بنسبة كبيرة.
- نمو الشعر : أيضاً من فوائد مادة الليكوبين للشعر، هو إن هذه المادة تقوم بتغذية فروة الرأس، ومن ثم فإنها تشكلاً دعماً لبصيلات الشعر، وتدفعها للنمو بشكل صحي وتكون الشعيرات قوية وأقل عرضة للتقصف، أو التأثر بالعوامل البيئية المُضرة للشعر.
ب) مفيد للبشرة :
الجلد والبشرة هم أصحاب النصيب الأكبر من فوائد مادة الليكوبين الصحية، فتلك المادة عند تناولها فإنها تتحول إلى فيتامين أ أو ريتينول، وهي عناصر بالغة الأمية للحفاظ على نضارة البشرة ونعومتها، مما جعل لـ مادة الليكوبين العديد من الآثار الإيجابية بالنسبة للجلد ومنها:
- الحماية من أضرار الأشعة فوق البنفسجية.
- الحد من احتمالات التعرض لحروق الشمس.
- تحفيز نمو خلايا الجلد الجديد.
- تأخر ظهور أعراض الشيخوخة الجلدية مثل التجاعيد والانكماشات.
- تهدئة الجلد والحد من إحمراره.
- مادة الليكوبين تساهم أيضاً في تفتيح البشرة ،وذلك لإنه يعزز من فاعلية مادة الميلانين المسئولة عن لون البشرة.
- يحد من احتمالات ظهور البقع الجلدية والهالات الداكنة.
- يحافظ على نضارة البشرة ونعومتها.
- بقلل من احتمالات التعرض لإصابات حب الشباب أو بثور الوجه
ثالثاً : من أين يمكن الحصول على مادة الليكوبين :
بعد التعرف على الفوائد الصحية العديدة والبالغة لـ مادة الليكوبين ،فالسؤال هو من أين يمكن الحصول عليها والاستفادة من آثارها الصحية، والإجابة على هذا السؤال تتضمن وسيلتين للحصول على هذه المادة، الأولى عن طريق تناول مكملات الليكوبين الغذائية المباعة بالصيدليات، ولكن ينصح بالحصول عليها بعد استشارة طبيب مختص، أما الطريقة الثانية فتتمثل في اتباع نظام غذائي سليم يحتوي على مصادر متعددة لـ مادة الليكوبين ،والتي تتوفر في العديد من الأغذية الطبيعية ومنها:
- الطماطم : تعد الطماطم هي أغنى أنواع الأطعمة على الإطلاق بـ مادة الليكوبين ،وهو المسئول عن إكسابها ذلك اللون الأحمر الخارجي لها.
- البطيخ : الحال بالنسبة لفاكهة البطيخ لا يختلف كثيراً عن الطماطم، فإنه يحتوي على نسبة مرتفعة أيضاً من مادة الليكوبين ،هي المسئولة عن منحه ذلك اللون الأحمر المميز له.
- الجريب فروت : كلما كانت ثمرة الجريب فروت مائلة أكثر إلى اللون الوردي، كلما كان ذلك دليلاً على ارتفاع نسبة مادة الليكوبين بها، وينصح بتناول الجريب فروت للراغبات في الوقاية من هشاشة العظام، إذ إنه بجانب توفيره لـ مادة الليكوبين اللازمة لذلك، فإن الجريب فروت يساعد على امتصاص العظام لعنصر الكالسيوم.
- الجوافة الوردية : هذا النوع من الفاكهة للآسف غير شائع بعكس الجوافة الصفراء، لكن إن كان بمقدورك الحصول عليها فلا تهدر الفرصة، فإن الجوافة الوردية تحتوي على العديد من العناصر الغذائية الهامة، ومثل فيتامين ج وأحماض أوميجا 3 الدهنية وهذا كله بجانب مادة الليكوبين
- البابايا : إن كنت ممن لا تتوفر في بيئتهم الجوافة الوردية، فيمكنك الاستعاضة عنها بتناول ثمار فاكهة البابايا، إذ إنها تحتوي على مادة الليكوبين بنفس القدر والنسبة.