سرطان الرئة .. الأعراض والأسباب

سرطان الرئة هو أحد أخطر أنواع السرطان على الإطلاق، ووفقاً لآخر دراسة إحصائية فأن ذلك النوع، هو المسبب للنسبة الأكبر للوفيات نتيجة التعرض لمرض السرطان، ووفقاً لإحصاء 2012م فإن حوالي 1.7 مليون جالة، لقيت حتفها نتيجة الإصابة بمرض سرطان الرئة

أعراض سرطان الرئة وأسباب الإصابة :

بعد استعراض مدى الخطورة التي يشكلها سرطان الرئة ،علينا التعرف على أمرين يخصا ذلك المرض المميت، أولهما هو كيفية الاكتشاف المبكر لحدوث الإصابة، وذلك لن يتسنى لنا إلا بالتعرف على أعراضه، وثانيهما هو معرفة الأسباب الرئيسية التي تقود إليه، لأن الوقاية منه لن تتحقق إلا بتفادي مسبباته.. فترى ما هي أعراض سرطان الرئة؟ وما العوامل التي تسببه؟

أولاً : أعراض سرطان الرئة :

تمكن الباحثون من تحديد مجموعة الأعراض المصاحبة لـ سرطان الرئة ،والتي منها يمكن أن يُستدل على التعرض للإصابة به، وتلك الأعراض هي:

1- بروز الأوردة :

من الأعراض والآمارات الدالة على احتمالية الإصابة بـ سرطان الرئة ،هو ملاحظة وجود بروز وامتلاء بالأوردة، وبالأخص تلك الأوردة التي تتواجد بمحيط منطقة الصدر، حيث يسهل ملاحظتها بالعين ورؤيتها عبر الجلد، وبالطبع يكون ذلك مصحوباً بشيء من ضيق التنفس.

2- السعال الجاف :

السعال أيضاً أحد أقوى الأمور الدالة على حدوث الإصابة بـ سرطان الرئة ،ولكن السعال هو عَرَض يصاحب أكثر من مشكلة صحية، خاصة تلك المشاكل الصحية التي تصيب الجهاز التنفسي، ولكن عند حدوث الإصابة بـ سرطان الرئة فأن السعال حينها يكون مختلفاً، فأنه يكون شديد ونوباته تدوم لفترة أطول، حيث أن السعال الذي يصاحب سرطان الرئة شبه دائم، أي أنه لا يختفي من تلقاء نفسه بعد فترة أسبوع مثلاً، كما هو الحال مع أمراض الجهاز التنفسي الأخرى مثل الأنفلونزا ونزلات البرد.

3- النزيف :

نزيف الدم هو من أعراض السرطان العامة، أي أنه يأتي مصاحباً لأكثر من نوع من أنواعه، لكن هذا لا يُعني أنه لا يمكن الاستدلال به على نوع السرطان، أو بمعنى أدق فأن موضع النزف يمكن منه تحديد نوع السرطان، وبالنسبة للإصابة بـ سرطان الرئة ،فأن النزيف الذي يرافقها يكون نزيف فموي، أي أنه يظهر على هيئة قطرات دم ترافق نوبات السعال، ويعد السعال الدموي ذلك من أقوى المؤشرات، ويزداد معه احتمال أن يكون الشخص مصاباً بداء سرطان الرئة

4- التهاب القصبات الهوائية :

لا يُعد التهاب القصبات الهوائية عرض مباشر من أعراض سرطان الرئة ،ولكن وجد الباحثون أن نسبة كبيرة من المصابين بذلك السرطان، كانوا قد تعرضوا في وقت سابق لأحد التهابات القصبات الهوائية، وفي حالات أخرى كانت الإصابة به مصاحبة لاكتشاف السرطان، الأمر الذي يعني أن مريض التهاب القصبات الهوائية أكثر عرضة لـ سرطان الرئة

5- تراكم البلغم :

البلغم يصاحب أكثر من مرض من أمراض الجهاز التنفسي، لكن الشعور به وبتراكمه بالصدر لا يدوم لأكثر من أيام، أما دوامه لفترة أطول من المعتاد، فأن ذلك قد يكون مؤشراً لوقوع الإصابة بـ سرطان الرئة ، خاصة إذا كان الإنسان يواجه صعوبة في إخراج البلغم.

6- صعوبة ابتلاع الطعام :

أثر الإصابة بـ سرطان الرئة لا ينعكس على الصدر وحده، بل أن أثره السلبي يمتد ليشمل كافة أجزاء الجهاز التنفسي، ومن ثم يعد احتقان الحلق المزمن من بين أعراض الإصابة، ومواجهة صعوبة في بلع الطعام ومضغه، هو من الأمور الدالة على احتمالية التعرض لـ سرطان الرئة، ولكن ذلك لا يعد من المؤشرات القوية، ولا يعتد به إلا إذا كان مصاحباً لأي من الأعراض الأخرى.

7- الألم :

لا مرض دون ألم، لكن موضع الألم يمكن أن يستفاد منه في تحديد نوع المرض، وبالنسبة لـ سرطان الرئة فإن الألم يتركز عادة بمحيط الصدر، ويمتد منه إلى أحد الكتفين أو كلاهما، وفي بعض الحالات يكون الألم ممتد بين منطقتي الصدر وأحد الأذرع، وذلك المؤشر من المؤشرات القوية الدالة على الإصابة بـ سرطان الرئة ،خاصة إذا كان مصاحباً لعرض آخر أو أكثر من أعراض الإصابة.

8- تورم اللوزتين :

سرطان الرئة يؤثر على منطقة اللوزتين والغدد اللعبابية، ونتيجة للإصابة به يحدث تورم وانتفاخ بتلك الغدد، وحدوث ذلك يعد دلالات التعرض للإصابة بـ سرطان الرئة ،بل أن الأطباء يعتبرونه من أوضح وأقوى المؤشرات، والتي يجب عند ملاحظته الإسراع بإجراء الفحص اللازم، للتأكد من حدوث الإصابة بـ سرطان الرئة من عدمها.

9- انتفاخ الوجه :

انتفاخ الوجه من المؤشرات الدالة على الإصابة بـ سرطان الرئة ،وشأنه شأن انتفاخ الغدد يُعد من المؤشرات القوية، إذ أنه يظهر عن استفحال المرض، وتمكن الخلايا السرطانية من الرئتين.. فنتيجة لنمو الأورام وانتشار الخلايا السرطانية، تحدث إعاقة لحركة الدم نحو الوجه، وترتيباً على عدم تدفقه بشكل سليم، يحدث تغير واضح بلون بشرة الوجه فيميل إلى الحُمرة، بجانب ظهور بعض الانتفاخات أو التورمات بالوجنتين، وعند ملاحظة ذلك لابد من توقيع الكشف الفوري، للتعرف على أسباب حدوث ذلك، والتي يحتمل أن يكون من بينها الإصابة بـ سرطان الرئة

10- الإعياء :

الخمول التام والإرهاق عند بذل أقل قدر من الجهد، هو من الأعراض العامة أي التي تصاحب مختلف أنواع السرطان، لكن حالة الإعياء التي تكون مصاحبة لـ سرطان الرئة ،تتسم بأنها دائمة وشديدة، فحتى إذا حصل المريض على وقت للراحة والاسترخاء، لن يمكنه التخلص منها وستبقى مسيطرة عليه، وذلك لأن الرئة في تلك الحالة تكون عاجزة عن إمداد أعضاء الجسم بكم الأكسجين اللازم لها، وبالتالي تنخفض قدرتها على القيام بوظائفها الحيوية بنسبة كبيرة، فيترتب عليه ذلك الشعور بالإعياء والإرهاق الشديدين.

ثانياً : أسباب سرطان الرئة :

بعد أن تعرفنا على الأعراض والآمارات الدالة على الإصابة بـ سرطان الرئة ،فلعل السؤال الذي يفرض نفسه الآن يدور حول الأسباب، والعوامل التي تقود إلى وقوع الإصابة في الأساس، والتي وردت أيضاً بتقارير الأبحاث، وكانت كالآتي:

التدخين :

التدخين هو السبب الرئيسي لكل ضرر يحيق بالجهاز التنفسي.. كان ذلك بالأمس القريب مجرد قول بديهي، أما اليوم فقد صار حقيقة مثبتة علمياً لا تقبل الشك، وقد وجد العلماء أن رواسب النيكوتين الناتجة عن حرق التبغ عند التدخين، هي المسبب الرئيسي لحوالي 90% من حالات سرطان الرئة

التدخين السلبي :

أشارت التقارير الصادرة عن منظمات الصحة، إلا أن سرطان الرئة لا ينتج عن التدخين الفعلي فقط، بل أن التدخين الثانوي أو التدخين السلبي قد يقود للنتيجة نفسها، ونصحت في خاتمة تقريرها بتجنب التواجد في محيط المدخنين، كما أوصت بإصدار بعض القوانين والتشريعات، التي تلزم مُلاك الأماكن العامة بتخصيص ركن للمدخنين.

عوامل جينية :

لا يوجد دليل قاطع أن سرطان الرئة قد ينتج عن عامل وراثي، لكن تلاحظ أن الأشخاص الذين يتضمن تاريخ عائلتهم المرضي، إصابة شقيق أو أحد الأبوين بذلك الداء، هم أكثر عرضة من غيرهم للتعرض لـ سرطان الرئة في مرحلة ما من حياتهم، ولا يزال ذلك الأمر حتى اليوم محل البحث والدراسة.

الأدخنة السامة :

ليس دخان السجائر وحده هو المسبب لـ سرطان الرئة ، بل أن كافة السموم التي تدخل إلى الجسم عن طريق الاستنشاق، تؤثر بشكل سلبي على صحة الرئة والجهاز التنفسي، وقد يتفاقم الأمر إلى حد الإصابة بـ سرطان الرئة ،وخصت الباحثون بالذكر الدخان الناجم عن اشتعال الفحم أو إحراق الأخشاب.