الحصول على قدر من الاسترخاء ضرورة قصوى لكل إنسان، فمن خلال الاسترخاء يتم تجديد النشاط الجسماني والعقلي، بعد طول العناء الذي يلاقياه خلال ساعات الاستيقاظ وأداء الأنشطة المختلفة، وتحقيق تلك الغاية لا يحتاج سوى اتباع بعض الوسائل البسيطة.
عوامل تحقيق الاسترخاء :
وتحقيق الاسترخاء لا يتطلب دائماً إجراءات شاقة ومعقدة، فثمة بعض السلوكيات البسيطة التي يمكننا من خلالها الوصول لقمة حالة الاسترخاء
1- حمام دافيء :
من أهم العوامل المحققة لـ الاسترخاء البدني والعقلي هو الحصول على حمام دافيء، حيث أن أثبتت الأبحاث العلمية فوائد صحية عديدة لانسياب الماء الساخن على الجسم، وفيما يخص الاسترخاء فإن الحمام الدافيء يساهم في تنشيط الدورة الدموية، وكذا فعال في علاج تصلبات العضلات، ويعد الحمام الدافئ مسكناً طبيعياً للجسم والعقل ويساعد في إراحة الأعصاب، ومن ثم يعد أحد العوامل الهامة لتحقيق الاسترخاء.
2- الأعشاب :
تحقيق الاسترخاء يمكن أن يتم بواسطة النظام الغذائي، ومشروبات الأعشاب على وجه الخصوص لها فاعلية فائقة في تحقيق ذلك، فالأبحاث العلمية أثبتت أن بعض هذه المشروبات يعد معالجاً لأعراض التوتر، وكذا يساهم في إرخاء الأعصاب وتحقيق الاسترخاء ،ومن أمثلة هذه الأعشاب جوزة الطيب والزنجبيل والبابونج والشمر.
3- الساعة البيولوجية :
الراحة والعشوائية هما عاملين لا يمكن لهما أن يجتمعا أبداً، ومن ثم فإذا اتسم نظام حياة الإنسان بكونه بالعشوائية وعدم التنظيم، فبالتالي ستضطرب الساعة البيولوجية للجسم ومن ثم يزداد الشعور بالتوتر والقلق وتكالب الضغوط عليه، والعكس صحيح فتنظيم النمط الحياتي العام يحقق الاسترخاء والراحة للجسم والعقل، ولذلك على الإنسان تحديد مواعيد ثابتة للاستيقاظ وكذا مواقيت أخرى للنوم، وأيضاً الوجبات الغذائية الرئيسية الثلاث يفضل أن يتم تناولهم في مواعيد ثابتة، هذه العوامل مجتمعة من شأنها أن تساعد في اتسام الحياة بالنشاط والحيوية، وتساهم في الوصول بالإنسان إلى قمة الاسترخاء .
4- الموسيقى :
العلاج بالموسيقى هو أحد أقم النظم العلاجية التي عرفتها الحضارات الإنسانية، ولذلك لما عُرف عنها من قدرة على التأثير بموجات المخ، ومن ثم تصبح سبيلاً إلى الحصول على الاسترخاء والاستجمام وتصفية الذهن، وينصح علماء النفس بالاستماع إلى مقطوعة موسيقية هادئة بنهاية اليوم، فذلك يخفض من حِدة التوتر والشعور بالضغط المفرط، ويهيئ الجسم إلى الدخول في حالة سبات عميق عند النوم.
5- التأمل :
التأمل في الكون من حولنا والطبيعة المحيطة هو أمر إلهي، وكل ما أمر به المولى -عز وجل- كان لصالح البشر ولتحسين حياتهم، وهذا ما أكدته الأبحاث العلمية النفسية حين توصلت إلى أن التأمل يعد رياضة عقلية، تنمي القدرات الفكرية والإدراكية لدى الفرد بجانب مساهمته في تحقيق الاسترخاء للذهن والبدن.
6- النوم الصحي :
الحصول على يوم حيوي ونشيط يبدأ بالحصول على قسط وافي من النوم الصحي، فحالة الاسترخاء التي يبلغها العقل والجسم خلال فترة النوم، تساهم في إراحة العضلات وتجديد الخلايا وتعد الإنسان لاستقبال يومه الجديد، ولذلك يجب أن يولي الإنسان نومه أهمية قصوى، فبداية يجب أن يكون النوم في أوقات ثابتة ومنتظمة، وأن يكون خلال فترة الليل حيث أثبت علمياً أن النوم النهاري لا يصل بالإنسان لدرجة النوم العميق، ويقدر العلماء مدة النوم اللازمة للإنسان بحوالي 7: 8 ساعات يومياً.
7- الجلسات الودية :
العلاقات الاجتماعية والاجتماعات الودية بالأهل والأصدقاء من الأمور المحققة للاسترخاء ،فذلك من الأمور التي تساهم في رفع الروح المعنوية، وتصفي الذهن من ضغوط الحياة والعمل المعتادة، وتمنح الإنسان وقتاً ممتعاً ومضحكاً، والأبحاث العلمية أثبتت أن الضحك يقلل من إفراز الجسم لمادة أدرينالين المسببة للتوتر، لذا لا تدع أعمالك الروتينية تلهيك عن مجالسة الأصدقاء والأقارب.