المسكنات الطبيعية .. 8 مسكنات فعالة وآمنة

المسكنات الطبيعية هي الوسيلة الأمثل للتغلب على الألم، هذا وفقاً لما جاء بالعديد من التقارير البحثية المعنية بالصحة، والتي أكدت على أن تناول المسكنات التقليدية، من بين الأمور المحفوفة بالمخاطر، والتي قد ينتج عن تناولها العديد من الآثار الجانبية الضارة، علاوة على أن تعاطي هذا النوع من العقاقير، قد ينتج عنه الإدمان والاعتياد عليها إذا استمر ذلك لفترات طويلة نسبياً، وللأسباب المذكورة ولأسباب أخرى، اتجه أساتذة وخبراء طب الطبيعة إلى البحث عن حلول آمنة أكثر، تتمثل في إيجاد بدائل من المسكنات الطبيعية ، تحقق ذات الأثر الذي ينتج عن المسكنات التقليدية، ولكن دون تعريض متناوله لأي أثر جانبي سلبي.. فما كانت نتيجة الأبحاث المجراة في هذا الصدد؟

مسكنات طبيعية .. فعالة وآمنة :

الطبيعة من حولنا تحمل في داخلها دواء لكل داء، وهذا تحديداً ما يسعى لاكتشافه خبراء الطب البديل في الماضي والحاضر، وقادتهم أبحاثهم إلى التعرف على مجموعة الأطعمة التي تعد بمثابة مسكنات طبيعية ، والتي يمكن الاعتماد عليها كبديل للمسكنات الكيميائية التقليدية، بجانب أنها آمنة ولا ينتج عن استعمالها آثار سلبية، ومن أمثلة تلك المسكنات الطبيعية ما يلي:

1- البصل :

فوائد البصل الصحية بالغة التعدد، وعرفها القدماء واستخدمته الحضارات السالفة كمادة وقائية من الأمراض، إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت أن للبصل خصائص علاجية أيضاً، لعل أهمها أنه يعد أحد أكثر المسكنات الطبيعية فاعلية، وذلك بفضل ما يحتوي عليه من مركبات، مثل مركبي الفينيل وثنائي السلفيدات، وهما مركبان لديهما القدرة على تخدير وتسكين الشعور بالأوجاع، ويمتاز البصل عن غيره من المسكنات الطبيعية أيضاً، بإمكانية استخدامه لذلك الغرض بأكثر من صورة، فبداية يمكن تسكين الألام عن طريق التناول المباشر للبصل، كذلك يمكن استخدام ماء البصل في عملية الغرغرة أو المضمضة، وذلك يساهم في تسكين آلام الأسنان واللثة والحلق، بجانب إمكانية استخدام البصل كأحد المسكنات الطبيعية الموضوعية لأماكن الألم، وذلك من خلال وضع شريحة منه على مواضع الألم بالجسم، ويشير الأطباء أن البصل ذو فاعلية في تسكين أوجاع الأسنان والضروس.

2- الزنجبيل :

الزنجبيل من مشروبات الأعشاب متعددة الفوائد والاستخدامات، والتي من بينها قدرته على الحد من الشعور بالألم، وخاصة الألم الناتج عن الإصابة بنوع من الالتهابات، الأمر الذي دفع الأطباء إلى تضمينه لقائمة المسكنات الطبيعية ، ويمكن الحصول على تلك الفائدة العلاجية، سواء بإضافة أوراق الزنجبيل للأطعمة والمشروبات لإكسابه نكهة مميزة، أو من خلال تناوله كمشروب عُشبي مستقل، وتأثير الزنجبيل لا يقتصر فقط على تسكين الألم، أو الحد من بغض الأعراض التي تأتي مصاحبة للأمراض، بل إنه أيضاً يلعب دوراً في علاج تلك الأمراض.

3- عشبة الحلتيت :

الحلتيت هو أحد الأعشاب الطبية متعددة الاستخدامات، وذلك لأن أوراق هذا العشب تحتوي على العديد من أنواع الفيتامينات والمعادن، التي ترفع من قيمتها الغذائية وكذلك من قدراتها العلاجية، ويشتهر الحلتيت باعتباره أحد المسكنات الطبيعية فائقة الفاعلية، إذ أن بمقدور ذلك النبات التغلب على أشد الآلام وأقساها، فعلى سبيل المثال يستخدم أساتذة الطب البديل هذا النبات، في علاج وتسكين الألم الناتج عن ضرس العقل، والذي يعد من الحالات المرضية التي تشتهر بما يصاحبها من ألم شديد، وذلك لأن نبات الحلتيت على حمض الفيرليك بمعدلات مرتفعة، الفعال في مكافحة البكتيريا والقضاء على الجراثيم، كما تعمل ذات العشبة كمضاد للتشنجات، وهو من المسكنات الطبيعية التي تستخدم بأكثر من شكل، فيمكن تناول عشب الحلتيت في هيئة مشروب مغلي، وكذا يستخدم كمسكن موضعي للأسنان، وقد استخدمت خلاصة هذه العشبة في العديد من الصناعات الدوائية، من بينها إنتاج علكة بخلاصة الحلتيت لتسكين الألم بالمضغ.

4- الفلفل الحار :

من لا يفضلون الأطعمة ذات المذاق الحار، هم يهدرون قيمة غذائية مرتفعة وفوائد صحية عديدة، فقد أثبتت الدراسات الحديثة المدققة في خواص الفلفل الحار، أنه يحتوي على مجموعة متنوعة من المركبات النافعة جدا للجسم، وأهمها مركب الكابسيسين والذي يعتبر المكون الرئيسي للفلفل، وارتفاع معدلات نسبة هذا المركب بثمار الفلفل الحار، كان سبباً في عَدّه أحد المسكنات الطبيعية الفعالة، ويمكن استخدام الفلفل الحار لتسكين مختلف أنواع الألم، وذلك لأن مادة الكابسيسين تتمكن من إضعاف إشارات الألم الواصلة إلى المخ، وبالتالي تعمل بطريق غير مباشر على تسكين الآلام.

5- ورق الجوافة :

هو الوصفة الشعبية الأشهر لعلاج العديد من الأمراض، وبصفة خاصة أمراض الرئة والجهاز التنفسي، فورق الجوافة فعال في محاربة أعراض نزلات البرد والانفلونزا، ولهذا فهو يعد من المسكنات الطبيعية واسعة الانتشار، وهذه القدرة على تسكين الألم التي يمتاز بها ورق الجوافة، تنتج بفضل نسبة مركب بيوفلافونويد المرتفعة به، وهو أيضاً من المسكنات الطبيعية التي يمكن استخدامها بعِدة طرق، فيتم تناوله كأحد مشروبات الأعشاب لعلاج نزلات البرد، وكذا يستخدم كعلاج موضعي لعلاج الأسنان واللثة، خاصة وأن ورق الجوافة لديه القدرة على إيقاف النزيف، لذا يستعان به بعد إتمام عمليات خلع الأسنان أو الضروس، وأخيراً يمكن استخدام مغلي ورق الجوافة كغرغرة للفم، وذلك بعد إضافة ملح الطعام إليه.

6- الفانيليا :

جميعنا يعرف الفانيليا لأنها واحدة من أشهر مكونات صناعة الحلويات، إلا أن هذا لا يمثل كامل فوائد الفانيليا، حيث كشفت الدراسات عن احتوائها على الكثير من العناصر الغذائية، التي جعلتها مشبعة بالعديد من الخواص الصحية والعلاجية، ومن بينها إنها أحد المسكنات الطبيعية للألم، ويستعمل سائل الفانيليا لتسكين أنواع عديدة من الآلام، وبصفة خاصة يستخدم كمسكن لآلام الأسنان واللثة، كما أن استخدامه بالنسبة للأصحاء يعد بمثابة إجراء وقائي، حيث يحد بنسبة كبيرة من احتمال تعرضهم لآلام الأسنان، ويشبه الأطباء تأثير سائل الفانيليا هذا بتأثير غسول الفم.

7- الكركم :

الكركم من الأعشاب الأساسية التي اعتمد عليها الطب الهندي الشعبي، فقد عرف الأطباء القدامى بدولة الهند فوائد الكركم، وقاموا باستخدامه في العديد من الأغراض العلاجية، وذلك نظراً لما يحتويه من عناصر ويتميز به من خواص، لعل أهمها أن الكركم يعتبر أحد المسكنات الطبيعية فائقة المفعول، بل أن الأطباء يؤكدون أن الكركم يحسن صحة الإنسان بشكل عام، أما عن كونه أحد المسكنات الطبيعية للألم، فلن نبالغ إن قلنا أنه الأفضل في هذا الصدد، إذ أن الكركم له قدرة على تسكين أشد الآلام وأقواها، وينصح باستخدامه المصابون بأنواع من الأمراض المزمنة، والتي ينتج عن الإصابة بها الشعور بآلام مبرحة بالجسم، كذلك يفضل تناوله بالنسبة لممارسي الرياضيات المرهقة، مثل كمال الأجسام ورياضات بناء وتضخيم العضلات، وذلك لأن الكركم من المسكنات الطبيعية التي تعالج تشنجات العضلات.

8- مشروب الكاكاو :

الكاكاو ليس مجرد مشروب لذيذ المذاق فحسب، والمتعة ليست الفائدة الوحيدة التي تتحقق من تناوله، فقد وجدت الدراسات الحديثة أنه أحد المسكنات الطبيعية ، وذلك لما يحدثه من تأثير على الإفرازات الهرمونية بالجسم، فالمواد المتوفرة بتركيب مشروب الكاكو، تؤدي إلى زيادة إفراز هرمون إندروفين، وذلك الهرمون المندرج من سلسلة الببتيد المتواجدة ضمن الجهاز العصبي، يتحكم في قدرة المخ على الاستجابة للأحاسيس المختلفة، ويفرزه الجسم كنوع من الدفاع عن التعرض لحالة من التعب أو الألم، فذلك الهرمون جزء رئيسي من نظام تسكين الآلام بالجسم.