الرئيسية - نصائح ومعلومات - الحساسية الموسمية .. الإصابة والوقاية والعلاج
الحساسية الموسمية .. الإصابة والوقاية والعلاج
الحساسية الموسمية .. الإصابة والوقاية والعلاج

الحساسية الموسمية .. الإصابة والوقاية والعلاج

الحساسية الموسمية كما هو مبين من اسمها، هي أحد أنواع الحساسية التي يرتبط ظهورها بموسم معين، في الأغلب يكون هذا الموسم هو مقدم فصل الربيع، بسبب إنتاج النباتات لحبوب الطلع وانتشارها بالجو، وتسبب الحساسية الموسمية إزعاجاً شديداً لمريضها، فرغم إنها لا تدرج بأي حال ضمن قائمة الأمراض الخطيرة، إلا أن الأعراض التي تصاحبها تشكل كثير من الإزعاج، هذا بخلاف الخلط الشديد بين الزكام و الحساسية الموسمية ، والذي قد ينتج عنه تأخر الحصول على العلاج المناسب لها..

الحساسية الموسمية.. الإصابة والوقاية والعلاج :

ما المقصود بـ الحساسية الموسمية وكيف تنتج؟، وكيف يمكن أن نفرق بينها وبين نزلات البرد وحالات الزكام؟ والأهم هل من وسيلة يمكن بها علاجها أو الوقاية منها؟.. كل هذه الأسئلة أجابت عنها الأبحاث المتناولة للحساسية الموسمية، وهي ما سنورده في الفقرات التالي ذكرها:

الحساسية الموسمية .. وراثية أم مكتسبة :

الأمراض بشكل عام عادة ما تنقسم إلى نوعين، إما هي أمراض تنتج عن العامل الوراثي، أو أنها أمراض مكتسبة أي تصيب الإنسان نتيجة عوامل أخرى، مثل الأمراض البكتيرية أو الفيروسية، فترى إلى أى نوع من النوعين تنتمي الحساسية الموسمية ؟، وإجابة الأطباء على هذا السؤال جاءت صادمة نوعاً ما، إذ أقروا بأن الحساسية الموسمية تنتمي إلى كلا النوعين، فالنسبة الغالبة من حالات الإصابة بـ الحساسية الموسمية ،هي لأفراد لديهم من البداية استعداد وراثي لحدوث الإضابة، إلا أن هناك بضعة حالات لهذا النوع من الحساسية، سُجلت باعتبارها إصابة مكتسبة دون استعداد وراثي.

أسباب الإصابة المكتسبة :

رغم تأكيد نتائج الأبحاث العلمية في أكثر من موضع، على أن من المحتمل أن تنتج الإصابة بـ الحساسية الموسمية ،بطريقة مكتسبة وليست بسبب عوامل وراثية، إلا أن العوامل التي تقود لحدوث تلك الإصابات المكتسبة لا تزال مجهولة، إذ أن العلم لا يزال حتى يومنا هذا، عاجزاً عن تحديد مجموعة العوامل المسببة لهذه الإصابة، الأمر الذي يتوجب معه الحذر وخاصة خلال فصل الربيع، حيث أن الجهل بمسببات المرض، يعني أن جميع البشر عرضة للإصابة له في مرحلة ما من حياتهم.

الحساسية الموسمية إصابة متكررة :

أعراض الحساسية الموسمية تتسم بإنها مزعجة، فمجرد التعرض لها يؤرق المصاب، ويشعره بالضيق والإرهاق ويعكر صفو يومه، ومنها الاستشعار بحالة من صعوبة وضيق التنفس، ويدوم هذا الإحساس لأسابيع عديدة حتى تنقضي فترة الإصابة، ولكن الأمر الأشد إزعاجاً فيما يتعلق بهذا المرض، هو أن هذا النوع من الحساسية يتسمم بتكرر إصابته، فقد سجل العلماء بعض حالات إصابة بـ الحساسية الموسمية ،أصيب بها المرضى لمرة واحدة في العمر، ولكن هذا هو الاستثناء، أما القاعدة فيما يخص هذا النوع من أنواع الحساسية، هو أن الإصابة بها تتكرر بصفة دورية، غالباً ما تكون في ذات التوقيت من كل عام، حيث أن تكرار ظهور المسبب ينتج عنه تكرار ظهور أعراض الحساسية، وأغلب الإصابات تظهر مع مقدم فصل الربيع كل عام.

الحساسية الموسمية والزكام .. ما الفرق ؟

كثيراً ما يخلط الناس بين أعراض الزكام ونزلات البرد، وبين التعرض لحالة من حالات مرض الحساسية الموسمية، وذلك ناتج عن التشابه الكبير بينهما، فكلاهما يصاحبه عادة الشعور بضيق في عملية التنفس، وأحياناً يأتي مقترناً بالعطس المتكرر أو رشح الأنف، ولكن ثمة فروق جوهرية يمكن بواسطتها التفرقة بينهما، وهي:

المدة الزمنية : الإصابة بالزكام أو نزلات البرد لا تدوم لفترات طويلة، فهي تستمر لمدة 10 أيام كحد أقصى، وقد يتخلص الإنسان منه في فترة أقل بتناول الأدوية والمضادات الحيوية، أما الحساسية الموسمية فهي تدوم لفترات أطول من ذلك، فالأعراض المصاحبة لها تستمر لأسابيع كحد أدني، وفي بعض الحالات المزمنة تدوم الحساسية الموسمية لعِدة أشهر متوالية.

  • حرارة الجسم : نزلات البرد والزكام يرافقها ارتفاع ملحوظ في درجة الحرارة، أما ارتفاع الحرارة من بين أعراض الحساسية الموسمية.
  • مخاط الأنف : في كلا الإصابتين سواء الحساسية الموسمية أو الزكام، تكون من ضمن الأعراض سيلان الأنف، لكن في حالة الزكام السائل يكون مخاطي ثقيل مُصفر اللون، أما السائل الناتج عن الحساسية يتسم بشفافيته ويكون رقيقاً.
  • حرقة العين : لا يصاحب نزلات البرد أي أعراض متعلقة بالعين، في حين أن حرقة العين عرض رئيسي من أعراض الحساسية الموسمية.

كيف تتعامل مع الحساسية الموسمية ؟

لا يوجد علاج نهائي وفعال لمرض الحساسية الموسمية ،لكن هذا لا يعني الاستسلام لها، والتعامل معها باعتبارها أمر واقع لا مناص منه ولا فرار، وفي ذلك السياق يقدم الأطباء مجموعة نصائح لمرضى الحساسية الموسمية، والتي يمكنهم من خلالها الحد من الأعراض المزعجة التي تصاحبها، أما بالنسبة للأصحاء، فقد أشرنا أن الحساسية الموسمية مرض قد يُكتسب، وبالتالي فإن الإجراءات ذاتها، يمكنها اعتبارها إجراءات وقائية بالنسبة للأصحاء ومن لا يعانوا من أعراض هذه الحساسية، والإجراءات الوقائية هي كالآتي:

  • تجنب تربية الحيوانات الأليفة داخل منزل مرضى الحساسية الموسمية
  • تجنب توافر أواني الزهر أو المزروعات داخل المنزل.
  • إغلاق نوافذ المنزل لمنع دخول حبوب الطلع، والأمر نفسه ينطبق على نوافذ السيارة خاصة عند السفر.
  • استخدام غسول طبي للعين، خاصة بالنسبة لمن يتعرضون للبيئات الزراعية للضرورة، مثل من يعملون بالمجال الزراعي أو ما شابه.
  • تقصير العشب في حالة تواجد حدائق بمحيط المنزل.
  • عدم نشر الملابس خارج المنزل، وذلك لأن حبوب الطلع تلتصق بها وتنتقل للمريض عند استخدامها.

مواجهة الحساسية الموسمية والاستعداد لها :

كما ذكرنا فإنه لا يوجد علاج نهائي يقضي على الحساسية هذه، لكن بالنسبة للأشخاص الذين تتكرر إصابتهم بهذا النوع من الحساسية، فعليهم زيارة الطبيب المعالج قبل الإقبال على موسم تفشي الإصابة، وذلك لاتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية والعلاجية، والتي يمكن من خلالها تجنب التعرض للإصابة، أو على أقل تقدير الحد من شدة إزعاجها، عن طريق خفض معدلات تأثيرها على الصحة العامة للإنسان، وفي الغالب تتمثل مجموعة التدبير تلك في الآتي:

  • مضادات الهستامين : غالباً تكون الوسيلة الأولى التي يلجأ الطبيب إليها، ويستفاد منها عند ظهور بعض أعراض الحساسية الموسمية الشائعة، مثل تكرار العطس أو الشعور بحرقة أو حكة بالعين مع احتقان الأنف.
  • قطرة مرطبة : يوصي الأطباء كثير من مرضى الحساسية الموسمية ،باقتناء نوع يحددونه هم من أنواع القطرات المرطبة للعين، وذلك لاستخدامه في حالات الضرورة وعند اللزوم، بهدف ترطيب سطح العين عند الشعور بحرقة بها، مع رغبة مُلحة في حك العين، وتلك القطرة فعالة في الحد من شدة هذا العرض المزعج.
  • بخاخ الكورتيزون : هو بخاخ يساهم في معالجة الأعراض الأنفية المزعجة، والتي تأتي مصاحبة للتعرض للإصابة بـ الحساسية الموسمية ،وذلك البخاخ يعد الوسيلة الوحيدة التي تستخدم بانتظام، إذ ينصح الأطباء باستخدامها بمعدل بخة واحدة يومياً، ويمكن البدء في استخدام بخاخ الكورتيزون قبل أسبوع من بدء الموسم، وذلك يكون كإجراء احترازي أولي، ويستمر استخدامه بانتظام لحين انتهاء موسم الحساسية واختفاء أعراضها.
  • حبوب الكورتيزون : حبوب بريدنيزولون أو حبوب الكورتيزون فئة 5 ملليجرام، ينصح بحمل مريض الحساسية الموسمية لها باستمرار، وذلك لفاعليتها في التغلب على إزعاج أعراضها، ولكن استخدام هذا النوع من العلاج يكون في حالات الضرورة فقط، ويستعان به فقط في حالة التعرض إلى نوبة شديدة، أما الانتظام في تناوله يجب أن يكون تحت إشراف طبي متخصص، وذلك بهدف تجنب الآثار السلبية التي تنتج عن استخدامها.

عن محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

شاهد أيضاً

مادة الليكوبين .. ما فوائدها وكيف تحصل عليها؟

مادة الليكوبين .. ما فوائدها وكيف تحصل عليها؟

مادة الليكوبين هي واحدة من أهم العناصر الغذائية وربما هي الأهم على الإطلاق وذلك لما لها من فوائد وآثار صحية إيجابية.. فما تلك الفوائد ؟ وكيف نحصل عليها ؟