أنواع الصداع الثلاثة الشائعة.. أسباب وأعراض وعلاج

وصف كل ألم يصيب الرأس بالصداع هو وصف مشوب بكثير من التقصير، فـ أنواع الصداع متعددة ومتدرجة في شدة ألمها، و أنواع الصداع التي عَرّفها العلماء تتجاوز الـ10 أنواع، لكن هناك ثلاثة منها هم الأكثر شيوعاً وانتشاراً.

 أنواع الصداع الأكثر انتشاراً :

صداع الرأس لا يمكن إعداده مرضاً في حد ذاته، إنما هو يكون أحد الأعراض التي تنجم عن الإصابة بأحد الأمراض، سواء كان ذلك المرض مرضاً عضوياً أو نفسياً، ومن بين أنواع الصداع هناك ثلاثة هم الأكثر انتشاراً بين الناس، فترى ما هما وما أسبابهم وأعراضهم والعلاج؟

1- الصداع التوتري :

من بين أنواع الصداع المختلفة يعد ذلك النوع هو الأوسع انتشاراً، وغالباً لا تكون الإصابة بذلك النوع من أنواع الصداع عابرة، وإنما الشخص الذي يتعرض له غالباً ما تكون إصابته به متكررة، والسبب في شيوعه هو أنه يكون مصاحباً للعديد من الإصابات الأخرى، سواء كانت تلك الإصابات بدنية أو نفسية.

 أسباب الصداع التوتري :

الصداع التوتري هو من أنواع الصداع التي لم يجزم العلماء بأسباب محددة تؤدي إليه، ولكن الأبحاث توصلت لعدد من الترجيحات غير المؤكدة، أولها إنه ينتج عن تعرض الإنسان لإي من الإصابات النفسية أو المزاجية، فالتعرض للإحساس بمشاعر سلبية يقود إلى الصداع التوتري، وذلك سبب اكتسابه لذلك المسمى “توتري”، فنتيجة للضغوط العملية أو فرط القلق والتوتر يحدث ذلك الصداع، وكذلك اعتبر العلماء تشنج العضلات إحدى مسببات الإصابة بالصداع التوتري، وهذا كله بجانب التغيرات الطارئة على الكيمياء الدماغية.

 أعراض الصداع التوتري :

هذا النوع من أنواع الصداع إما أن تكون الإصابة به تدريجية، وإما أن تكون مفاجئة وشديدة، ويكون الألم الناتج عنده بمنطقة جانبي الرأس، يبدأ من اقصى نقطة في خلف الرأس ثم يمتد للأمام وينتشر ببطء، وفي أغلب الأحيان يكون مصحوباً بتصلب بعضلات الرقبة والكتف أو الفك، وتزداد حِدة الألم إذا قام المصاب بلمس فروة الرأس بيده.

 علاج الصداع التوتري :

غالبية أنواع الصداع تتم معالجته بتناول المعالجات الكيميائية والمسكنات، لكن مع الصداع التوتري لا يجب إغفال العامل النفسي، فإذا كان الصداع ناتج عن أزمة أو ضغوط نفسيه، فإن الألم سيظل مستمراً ما دامت أسبابه قائمة، ويتمثل العلاج العفال في تلك الحالة في التغلب على هذه الحالة المزاجية السلبية، ويمكن أن يحصل الشخص على قسط من الراحة والاسترخاء، ونادراً ما يتطلب الأمر زيارة خاصة إلى عيادة الطبيب النفسي، إلا إذا كان الشخص يعاني من عَرَض نفسي مزمن كالاكتئاب الشديد وما يشابهه.

النوع الثاني من علاج الصداع التوتري يتمثل في تناول الحبوب العلاجية والمسكنات، ويمكن الاستعانة بأحد المسكنات التي تباع دون وصفة طبية، مثل “نابروكسين” أو “إندوميثاسين” أو “إندوسين”.

إذا لم يفلح شيء من هذا مع ذلك النوع من أنواع الصداع ،فلابد من التواصل مع الطبيب لتوقيع الكشف والوقوف على مسبباته الحقيقية، وفي أغلب الحالات يقوم الطبيب بوصف العقاقير المرخية للعضلات والمضادة للاكتئاب.

 2- الصداع العنقودي :

هو أحد أنواع الصداع المُدرجة ضمن قائمة T.A.C (Trigeminal Autonomic Cephalalgias)، والتي يقصد بها الإشارة إلى مجاميع اضطراب الصداع الأولي، وهو من أنواع الصداع متوسطة الشيوع وشديدة الإزعاج بالنسبة للمصاب، خاصة وأن العنقودي من أنواع الصداع التي يكون ألمها مبرحاً، ومتركاً في جانب واحد من الرأس مما يزيده تركزاً وضراوة.

 أسباب الصداع العنقودي :

شيوع الصداع العنقودي وما يسببه من ألم وإزعاج، كان دافعاً للعلماء لتناوله بالدراسة والبحث سعياً إلى كشف أسبابه، وفي النهاية توصلوا إلى مجموعة من مسببات ذلك النوع من أنواع الصداع، وأكدوا على أن هناك أسباب أخرى له لم يتم الكشف عنها حتى الآن، وقد قام العلماء بتقسيم مسببات هذا الصداع إلى قسمين بسيط ومزمن:

• الأسباب البسيطة :

على رأس مسببات الصداع العنقودي تأتي الأسباب الوراثية، فوفقاً للدراسات العملية فأن إذا كان الآباء ممن تتكرر إصابتهم بهذا النوع من أنواع الصداع ،تزيد بالتبعية نسبة احتمالات تعرض أحد الابناء أو أكثر بنوبات الصداع العنقودي.

السبب الثاني بعد العادات الصحية الضارة أو إدمان بعض أنواع المكيفات، وتم إدارج الصداع العنقودي كأحد الآثار المترتبة على التدخين أو اجتراع الخمر.

السبب الثالث كان ارتفاع درجة حرارة الجسم بمعدلات عالية ولفترات طويلة، ولذا يعد الصداع العنقودي واحد من الأعراض المصاحبة للحمى ونزلات البرد الحادة.

• الأسباب المزمنة :

السبب المزمن الأول للإصابة بهذا النوع من أنواع الصداع ،هو حدوث تغيرات بمعدلات الإفرازات داخل الدماغ البشرية، ويعتبر الصداع العنقودي أثراً مباشراً للارتفعات المفاجئة بمادتي “سيروتونين” أو “هستامين”.

السبب الثاني هو أخطر الأسباب التي تصيب الإنسان بالصداع العنقودي، وهو إصابة جزء من طبقة الوطاء “هيبوثالامس” بالتلف، وهو جزء محوري في تكوين الدماغ البشرية يصل بين الجهاز العصبي وقنوات الإفرازات، وإصابة خلايا ذلك الموضع بالتلف يؤدي إلى اضراربات بمعدل الإفرازات الدماغية، ومن ثم تنتج الإصابة بأحد أنواع الصداع وهو الصداع العنقودي.

 أعراض الصداع العنقودي :

الصداع العنقودي هو أحد أنواع الصداع التي تتسم بتكرار الإصابة على فترات، وتكون نوابات صداع الرأس العنقودي فجائية وتصيب جانب واحد من الرأس، أما مدة النوبة الصداعية الواحدة لذلك النوع فهي تتراوح ما بين 15: 180 دقيقة، والمتوسط الشائع لمدة نوبة الصداع العنقودي هو حوالي الساعة.

 علاج الصداع العنقودي :

في سبيل علاج الصداع العنقودي لابد من الامتناع عن مسبباته، فإن كان ناتجاً عن التدخين وجب الإقلاع عنه والأمر ذاته بالنسبة للخمور.

أما العلاج الدوائي للصداع العنقودي فهو لا يتم إلا بمعرفة الطبيب، وعادة ما يقوم بوصف إحدى العقاقير الخافضة لضغط الدم.

 3- الصداع النصفي :

الشقيقة أو الصداع النصفي هو أحد أنواع الصداع واسعة الانتشار كثيرة التكرار، المشتق مسماه في الأصل من المصطلح اليوناين (Hemucrania) ومعناه نصف الجمجمة، ويُصنف هذا النوع من الصداع ضمن كواحد من الاضطرابات العصبية المزمنة، وحوالي 25% من الإناث عرضة للإصابة بنوبات هذا النوع من أنواع الصداع ،خاصة خلال مرحلة سن اليأس نتيجة للتغيرات الهرمونية، أما الرجال فإن 8% منهم فقط هم المعرضون للإصابة بالصداع النصفي.

 أسباب الصداع النصفي :

الأبحاث العلمية التي تناولت أسباب حدوث الإصابة بالصداع النصفي، وجدت أن أكثر من 50% من الحالات كان سبب إصابتهم وراثي!.. كذلك قد يكون الصداع النصفي ناتج عن سبب سلوكي، فعدم الحصول على نوم منتظم لفترات كافية أو اتباع نظام غذائي غير صحي من مسببات الصداع النصفي، كما أن الصداع النصفي يتشارك مع التوتري العديد من أسباب الإصابة، فهو قد ينجم عن القلق المفرط أو الشعور بالتوتر والتعرض للضغوط النفسية.

 أعراض الصداع النصفي :

أعراض الصداع النصفي تتلخص في ألم متدرج يصيب أحد شقين الرأس، وغالباً ما يكون مقترناً بحالة من الخمول والإرهاق العام، وتكون نوبات هذا النوع من أنواع الصداع متكررة ومتفاوتة في درجة شدتها، والنوع الشديد منه يؤثر على جودة الرؤية بإحدى العينين.

 علاج الصداع النصفي :

علاج الصداع النصفي الطبيعي يعتمد على تجنب مسبباته، من خلال التغذية السليمة والحد من تناول الكافيين والحصول على فترات نوم معتدلة، مع ضرورة اللجوء إلى الطبيب والحصول على استشارته الخاصة بالأمر، وعادة ما يصف الطبيب العقاقير المسكنة للحد من الأعراض والألم المصاحب للصداع النصفي، مع أحد أنواع العلاجات الواقية من تمددات الأوعية الدموية.