في السنوات العشر الأخيرة عادت رياضة كمال الأجسام لمجدها السابق في وطننا العربي، وانتشرت صالات التدريب بكافة الأحياء، ولاقت إقبالاً مبشراً من الشباب، لكن لوحظت بعض الأخطاء المتكررة التي يقع بها مبتدئي كمال الأجسام ،إما بسبب الحماس الزائد إلى حد التسرع، وإما لغياب دور المُدرب وجهلهم بالمعلومة، ولكن هذه الأخطاء ليست هينة وقد تتحول إلى أخطار إذا لم تعالج، لهذا وجب التعريف بها والتعرف عليها..
أخطاء كمال الأجسام الأكثر شيوعاً:
1- التدريب لوقت طويل :
الفرق شاسع بين التدريب المُرهق والتدريب المُنهِك، فالأول يبني عضلات الجسم أما الثاني فيدمرها، وللأسف من أكثر المعتقاد الشائعة الخاطئة لدى لاعبي كمال الأجسام وخاصة المبتدئين، أن مضاعفة التدريب ستؤدي إلى مضاعفة تأثيره، لكن الحقيقة الغائبة على النقيض تماماً، واجتهادك الزائد إلى حد إنهاك العضلات قد يدمر حلمك في جسد رياضي، فحين تضاعف مُدة التمرينات يزداد معدل عملية التمثيل الغذائي، فتستهلك نسبة مرتفعة الجلوكوز لإمدادك بالطاقة، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات القشريات السكرية بالدم، فيحاول الجسم إحداث معادلة بين الإجهاد والطاقة، فتقوم الغدة الكظرية بإفراز هرمون يسمى “كورتيزول”، مسئول عن تخليق الجلوكوز ورفع معدلاته، ولكن زيادته عن حده الطبيعة تساعد على تجمع الدهون بالجسم، ومن ثم فأن زيادة مدة التمرينات عن المتوسط المعتاد أضرارها تفوق فوائدها.
2- إهمال الإحماء :
أغلب من يتوجهون إلى الصالات الرياضية هدفهم الأول بناء عضلاتهم وتضخيمها، ولهذا فأن منهم من يتغاضى عن أداء تمرينات الإحماء، وتجده يتجه مباشرة إلى أداء تمرينات بناء العضلات الشاقة، إما بدافع الحماس الزائد أو بسبب ضيق الوقت، لكن في كل الأحوال هذا يعد أحد أخطر الأخطاء في عالم كمال الأجسام ..فتمارين الإحماء تعمل على تنشيط القلب والدورة الدموية، وتقوم بتهيئة العضلات للمجهود الذي ستؤديه خلال التمرين، وبذلك تساعد على الوصول إلى أعلى مستوى من الأداء، وفي نفس الوقت تزيد من لياقة العضلات وقدرة تحملها فتقلل من احتمالات التعرض للإصابات.
3- الإسراف في الطعام :
لا يوجد ما يسمى أن لاعب كمال الأجسام مسموح له بتناول ما يشاء، وهذه معلومة لا أحد يعلم أي عقل مريض أفرزها!.. فصحيح أن ممارسة رياضة كمال الأجسام تحرق كم هائل من السعرات الحرارية، إلا أن هذا لا يعني أن يتناول اللاعب كل ما يشتهيه من أصناف، فرياضية كمال الأجسام كأي رياضة لابد أن يصاحبها نظام غذائي صحي، وإذا أراد اللاعب أن يجني ثمارها ويحصل على أفضل نتائجها، فعليه أن يتوقف عن العادات الغذائية السلبية، فمثلاً الإفراط في تناول السكريات والكربوهيدرات يؤدي إلى زيادة الوزن وتراكم الدهون، وهو ما يعوق عملية البناء العضلي.
4- الأوزان الثقيلة :
من أشهر أخطاء كمال الأجسام هو حمل أوزان تفوق قدرة العضلات، والبعض يذهب لذلك إما للتباهي أو ظناً منه بأن ذلك سيُسرع من تنمية عضلاته، لكن الحقيقة أن العضلات لا تتأثر ولا تبنى بالأوزان الثقيلة، بل يكون هذا بتدرج الأوزان وتكرار التمرينات، فلكل شيء حد أقصى من الاحتمال حتى العضلات، والنتيجة الوحيدة من حمل أوزان زائدة هي إصابات المفاصل والعضلات.
5- إهمال الأرجل :
رغم أن الرياضة تسمى كمال الأجسام نجد من يُهمل الأرجل وكأنها ليست جزءاً من جسمه، فيقوم بتأدية التمرينات الخاصة بكامل عضلات النصف العلوي، ثم يتغاضى عن أداء التمرينات الخاصة بالقدمين، وهذا الاستهتار الشائع بين متدئي كمال الأجسام عواقبه وخيمة، فالأقدام هي القوائم التي تتحمل وزن كافة العضلات، وتقوية العضلات العليا يُعني زيادة تكتلها ووزنها، واستثناء الأقدام من التمرين يعني بقاءها كما هي، وبالتالي مع الوقت لن تعود قادرة على حمل هذا الوزن، فتضعف العضلات وتتأثر المفصلات، وإن كان الشكل الجمالي ما يدفع هؤلاء للاهتمام بعضلات دون عضلات، فهذا الشكل سيختل كثيراً حين تصاب الأرجل بالتقوس.