الرئيسية - التغذية الصحية - تناول اللبن .. ما مدى احتياجك إليه؟
تناول اللبن .. ما مدى احتياجك إليه؟
تناول اللبن .. ما مدى احتياجك إليه؟

تناول اللبن .. ما مدى احتياجك إليه؟

تناول اللبن يعني تناول كم هائل من العناصر والمعادن والفيتامينات، فكوب واحد منه يمد الجسم بحوالي 50% من العناصر التي يحتاجها، ومن المعلوم أن اللبن من الأغذية المفيدة وربما أكثرها فائدة، وكثيراً ما سمعنا ذلك يتردد على ألسنة الأطباء، وهم في قولهم هذا صادقون كل الصدق، لكن السؤال هل جميعنا نحتاج إلى تناول اللبن بنفس القدر؟

ما مدي احتياجنا لـ تناول اللبن ؟

الأبحاث التي تناولت خصائص اللبن، لم تتوقف فقد عند حد خصائصه والتعرف على مكوناته وعناصره، فبعد التعرف على الفوائد والآثار الإيجابية الناتجة عنه، قام العلماء بتحديد الفئات الأكثر احتياجاً إلى تناول اللبن ،والقائمة تضمنت أربع فئات رئيسية هم الأكثر احتياجاً لـ تناول اللبن

كبار السن :

صحة العظام من العوامل التي تتأثر تأثر بالغ بالتقدم العمري، فوهن العظام وضعفها من بين الأعراض الرئيسية لبلوغ مرحلة الشيخوخة، شأنها شأن تجاعيد الجلد وانكماشات البشرة وما يشابههما، ونتيجة لذلك فأن الجسم يصبح في حاجة ماسة إلى عنصر الكالسيوم، الأمر الذي يجعل من تناول اللبن فرضاً على كبار السن، إذا رغبوا في تجنب أعراض الشيخوخة العظمية، أي تلك الأعراض المتمثلة في وهن وآلام العظام وخشونة المفاصل وما إلى ذلك.. وهذا بجانب الحصول على فوائد اللبن الصحية الأخرى، وهي بالغة التعدد وأثرها الإيجابي يشمل الجسم بصفة عامة.

هناك سبب آخر يجعل من تناول اللبن أمراً ضرورياً للكبار، وهو أن مع التقدم العمري تتأثر صحة الجلد وصحة الكلى بشكل كبير، الأمر الذي يخفض من قدرة الجسد على تخليق فيتامين د، ويصبح الحل الوحيد هو الحصول على القدر اللازم منه، عن طريق تناول المصادر الغذائية التي تحتوي عليه، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق تناول اللبن بكميات مناسبة، ووفقاً للدراسة التي جرت مؤخراً بأحد مراكز البحوث الأمريكية، فقد قدر العلماء حجم احتياج المسنين من اللبن، بحوالي 1.200 ملليجرام بصفة يومياً، أو ما يعادل 4 أكواب كبيرة من اللبن بكل يوم.

الأطفال :

تناول اللبن يجب أن يكون أمر رئيسي بنظام الطفل الغذائي، وكم تناول اللبن الذي يحتاجه الطفل غير ثابت، بل أنه يختلف باختلاف مرحلة النمو التي يمر بها، ويمكن مراجعة الطبيب المتابع للحالة الصحية للطفل، وذلك ليقوم بتقدير كمية اللبن التي يجب عليه تناولها، لكن القاعدة العامة تقول أن احتياج الأطفال للكالسيوم كالآتي :

  • الأطفال ما بين سنة : ثلاث سنوات : يحتاجون حوالي 500 ملليجرام من الكالسيوم بصفة يومية.
  • الأطفال ما بين أربع : ثماني سنوات : يحتاجون حوالي 800 ملليجرام من الكالسيوم بصفة يومية.
  • الأطفال ما بين تسع : ثمانية عشر سنة : يحتاجون حوالي 1300 ملليجرام من الكالسيوم بصفة يومية.

وبالطبع تناول اللبن هو السبيل الرئيسي للحصول على الكالسيوم، والذي يعد أحد أهم المعادن بالنسبة للطفل، بينما ذهب بعض الأطباء إلى اعتباره أهمها على الإطلاق.. لماذا؟.. وجدت الدراسات العلمية أن عدم تناول اللبن بكميات كافية، وبصفة خاصة خلال مرحلة الطفولة الأولى، يجعل الطفل أكثر عرضة للعديد من المخاطر الصحية في المستقبل، فالأشخاص الذين لم يكن تناول اللبن شقاً أساسياً بنظامهم الغذائي بمرحلة الطفولة، كانوا هم الأكثر عرضة للأمراض المتعلقة بصحة العظام وسلامتها، فمثلاً لين العظام وهشاشة العظام وضعف النسيج العظمي، كلها أمراض سببها الأول عدم نمو العظام بشكل سليم، وذلك الخلل بعملية النمو مسببه الرئيسي هو عدم تناول اللبن بكميات كافية.

المرأة الحامل :

القائمة التي أعدها العلماء بجانب المسنين والأطفال، تضمنت كذلك المرأة الحامل كإحدى الفئات التي تحتاج تناول اللبن بكميات أكبر، وذلك لأن تناول اللبن بالنسبة للمرأة خلال فترة الحمل، يعد أمر بالغ الضرورة ومن أبسط وافضل طرق العناية بنفسها وبالجنين، فمن المعروف أن المرأة خلال الحمل تتبع نظام غذائي سليم، و”سليم” هنا يقصد بها أن يتسم بتعدد الأنواع وتنوع المصادر، بهدف ضمان حصولها هي وجنينها على العناصر الغذائية اللازمة لهم، والتي تضمن عدم تدهور الحالة الصحية للحامل، أو تعرضها لأي من المخاطر مثل مرض السكري أو تسمم الحمل، وفي ذات الوقت تضمن نمو السليم بشكل صحي وسليم.. ووفقاً لآخر الدراسات العلمية المتناولة لأنظمة الحوامل الغذائية، وجدت أن تناول اللبن وحده يمد المرأة بحوالي 50% مما تحتاجه بتلك المرحلة، الأمر الذي يجعله يتربع على عرش الأطعمة المفيدة أثناء الحمل، وقسم العلماء مدى احتياج المرأة لـ تناول اللبن تبعاً لمراحل الحمل، كالآتي:

  • المرحلة الأولى : غثيان الصباح وفقدان الشهية من آمارات الحمل المعروفة شعبياً، والتي أثبت العلم أنها ليست هواجس، إنما حقيقة تعاني منها المرأة خلال مرحلة الحمل وخاصة الأسابيع الأولى، وهنا تكون في أمس الحاجة إلى تناول اللبن لعدة أسباب، منها أنه غذاء صحي متكامل يمدها بالعديد من العناصر الضرورية، والتي تعوض نقص الفيتامينات الناتج عن عزوفها عن الطعام، وفي ذات الوقت تناول اللبن ومنتجاته يُريح الجهاز الهضمي، باعتبارهم أغذية سائعة وسهلة الهضم، وبالتالي يحد تناولهم من تعرض المرأة إلى غثيان الصباح.
  • المرحلة الثانية : خلال المرحلة الثانية من مراحل الحمل، يشكل تناول اللبن ذات الأهمية، ولكن هنا لا يكون مهماً بالنسبة للأم بل بالنسبة للجنين، فخلال تلك المرحلة يبدأ الجنين في التشكل والنمو، و تناول اللبن من قبل الأم يضمن له نمو صحي وسليم، فأنسجة جسمه وعظامه تحتاج إلى العناصر المتوفرة باللبن بنسب كبيرة، بل أن أسنان الأطفال مستوى صحتها يتحدد قبل الولادة، وإمداده بالكالسيوم أمر بالغ الضرورة لضمان نموها مستقبلاً بشكل صحي، وبعض الأبحاث تشير إلى أن القدرات العقلية للطفل تبدأ بالتطور منذ مرحلة الحمل، وأن تناول اللبن وإمداده بعناصره يساهم في نموها وتطورها بفاعلية.
  • المرحلة الثالثة : بتلك المرحلة تحتاج الحامل إلى عنصر الحديد، وذلك لتخليق مادة الهيموجلوبين المساهمة في نقل الأكسجين إلى الجنين، ومن المعلوم أن اللبن من الأغذية المحتوية على الحديد، ولكن في الواقع لا يمكن الاعتماد عليه وحده هنا، إنما يجب تناوله من خلال مصادر مختلفة مثل البيض والفواكه، ولكن ذلك لا يقلل من تأثير تناول اللبن فهو مفعول الأغذية الأخرى، ويضمن حصول الأم على القدر اللازم لها من ذلك العنصر.

ممارسي الرياضية :

هل تساءلت يوماً كيف تُحدث ممارسة الرياضية تأثيرها؟، أي كيف يتم بناء وتضخيم العضلات بهذا الشكل؟.. الإجابة أن ذلك يتم بوسيلة واحدة، وهي إنهاك الأنسجة المكونة للعضلات أثناء التمرين، فإن ذلك يؤدي إلى تقويتها وتصلبها ثم تضخيمها، ولكن إن لم يوازي ذلك نظام غذائي صحي وسليم، فإن النتيجة ستأتي مضادة للتوقعات والمأمول، ومن ثم يصبح تناول اللبن بالغ الضرورة للرياضيين، وبالأخص من يمارسون رياضيات تزيد من الضغوط على العضلات، مثل رياضيات الدفاع عن النفس ورياضة كمال الأجسام، وذلك لسببين :

  • الأطباء وأساتذة التربية البدنية يؤكدون على أهمية تناول اللبن ،وذلك لأن العضلة تفقد الكثير نتيجة الإرهاق الذي تتعرض له عند التمرين، ولكي يتمكن المتدرب من المواصلة عليه تعويضها، وذلك عن طريق إمدادها بذات الكم من العناصر المفقودة، والتي نسبة كبيرة منها تتوفر باللبن وحده، لذا هو المشروب الموصى بتناوله بعد تأدية كل حصة تمرينية.
  • السبب الثاني هو أن فائدة تناول اللبن لا تقتصر على تعويض العضلات، بل في أنه يساهم أيضاً في عملية نموها وتقويتها، وذلك لأن عملية نمو العضلات تعتمد بشكل أساسي على البروتين، الذي يستمد من العديد من المصادر الغذائية خاصة الحيوانية، مثل اللحوم الخالية من الدهون والألبان ومنتجاتها المختلفة، ومن ثم يمكن إضافة تقوية العضلات إلى فوائد تناول اللبن

عن محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

شاهد أيضاً

فوائد الملوخية للصحة العامة .. كنز الفوائد الذي لا يفنى

فوائد الملوخية للصحة العامة .. كنز الفوائد الذي لا يفنى

فوائد الملوخية عرفتها الحضارات القديمة وأكدتها الأبحاث الحديثة ولُقبت بكونها كنز من الفوائد.. فهل استحقت هذا اللقب؟ وما فوائدها؟.. لنتعرف على الإجابة معاً