احتباس البول هو أحد الأمراض التي لوحظ انتشارها مؤخراً، وهو أحد أخطر الأمراض التي قد تصيب الإنسان خاصة إذا كان من النوع الحاد.. فترى ما هي طبيعة هذا المرض وما أسبابه؟، وما المضاعفات التي قد تنتج عن الإصابه به؟، والأهم كيف يمكن العلاج وما سبل الوقاية؟.
احتباس البول .. ما هو ؟
مرض احتباس البول هو عجز الإنسان عن إفراغ المثانة الممتلئة بشكل طبيعي وسلس، فمن المعروف أن الكلى هي المسئولة عن استخلاص البول وتصفيته من الجسم، ومنها ينتقل إلى المثانة عن طريق الحالبين، ومن ثم يتم اختزانه بالمثانة إلى أن يتم إفراغه بشكل طبيعي، وأي خلل بأي مرحلة من تلك المرحل ينتج عنه عدم تخلص الجسم من سائل البول، وهذا هو ما يعرف باسم مرض احتباس البول أو الاحتباس البولي.
أسباب احتباس البول :
توصلت الأبحاث الطبيبة إلى مجموعة من العوامل المُحدثة للإصابة بـ احتباس البول ،وهي:
- الحصوات : النسبة الأكبر من حالات احتباس البول تكون ناتجة عن تكون الحصوات بمجرى البول، مما يعيق عملية تدفقه عبر المسالك البولية إلى خارج الجسم.
- التهاب المثانة : التعرض لالتهاب المثانة أيضاً من المسببات الشائعة لمرض احتباس البول ،وأغلب الإصابات بهذا الالتهاب تكون بين مرضي السكري، ولذا ذهب بعض العلماء لتصنيف مرض السكري كأحد مسببات احتباس البول
- الأمراض : قد يكون احتباس البول مترتباً على الإصابة بمرض أخر، مثل سرطان المثانة أو تضخم والتهاب البروستاتا، وقد ينتج احتباس البول أيضاً عن وجود عيوب خلقية بالمجاري البولية.
- الإصابات العصبية : تعرض الإنسان لإحدى الإصابات العصبية قد تقوده للإصابة بـ احتباس البول ،وهذه الإصابات مثل التعرض للجلطات أو التهابات النخاع الشوكي أو التصلب العصبي.
أنواع احتباس البول :
عندما لا يتمكن الإنسان من إفراغ البول المختزن بداخله أو إيجاده صعوبة في ذلك، فتلك الحالة تسمى بحالة احتباس البول ،ولكن هذه الحالة تنقسم إلى نوعين وفقاً لما استقر عليه العلماء:
- احتباس البول المزمن : هو النوع الأكثر شيوعاً من مرض احتباس البول والمعروف بـ Chronic retention، ويقصد به عدم التخلص التام من البول المختزن داخل المثانة، حيث يكون بإمكان المصاب بتلك الحالة التبول ولكن بشكل متقطع، مما يترتب عليه استمرار حاجته إلى التبول وتكرار إجراء هذه العملية.
- احتباس البول الحاد : الاحتباس الحاد هو النوع الثاني والأخطر من احتباس البول ،والذي يعرف علمياً باسم Acute retention، وهنا يكون المصاب عاجز بشكل تام عن القيام بعملية التبول، ويعد هذا المرض من الأمراض التي تهدد حياة من تصيبه، حيث يكون المريض عرضة للعديد من المضاعفات الخطرة.
أعراض احتباس البول :
تمكن العلماء من خلال أبحاثهم المتناولة لمرض احتباس البول ،من تحديد مجموعة من الأعراض التي تدل الإنسان إلى احتمالية تعرضه للإصابة، وهذه الأعراض منها ما هو حسي أي يعتمد على شعور المريض أثناء التبول، أو ما يكون معتمداً فقط على الاستنتاج والملاحظة، وتتمثل أعراض مرض احتباس البول فيما يلي :
- اتسام عملية التبول بشيء من الصعوبة هي أولى دلائل احتباس البول، ويترتب على ذلك شعور المصاب بشيء من عدم الراحة، قد تكون عدم الراحة هنا ناتجة عن ألم أو حرقة في مجرى البول أو ضيق عام.
- لون البول نفسه قد يكون مؤشراً للتعرض للإصابة بالاحتباس، وعادة ما يكون لون بول المصاب مائلاً إلى اللون الأحمر.
- إحساس الإنسان بتكرار رغبته في التبول أكثر من المعتاد من أعراض احتباس البول ،وقد تكون الرغبة المتكررة هنا مقترنة بعدم القدرة على التبول، وإما يخرج قدر قليل من البول المحتبس في كل مرة عبارة عن بضعة قطرات، ويتكرر الشعور بالرغبة في التبول مجدداً بمجرد الانتهاء منه.
- إيجاد صعوبة في إفراغ المثانة عند البدء في عملية التبول، مما ينتج عنه طول المدة بين الرغبة والاستجابة الداخلية للأعضاء.
مضاعفات احتباس البول :
خطورة مرض احتباس البول لا تتمثل فقط في المرض ذاته، إنما جزء من خطورة هذا المرض يتمثل في المضاعفات المترتبة عليه، وقد حدد العلماء ثلاث مضاعفات محتملة لمرض احتباس البول هي:
- إصابات الكلى : أول أعضاء الجسم التي يعرضها احتباس البول للخطر هي الكلى، باعتبارها أحد الأعضاء المكونة للجهاز البولي بالإنسان، واختزان البول بداخله لفترة طويلة يعمل على إتلاف الكليتين، ويجعلها عرضة لعِدة إصابات وقد يتحول الأمر إلى الإصابة بمرض الفشل الكلوي.
- تلف المثانة : المثانة هي بمثابة الوعاء المسئول عن تجميع البول وإخراجه، ومن ثم فإنها لا تبقى على وضع ثابت إنما تنبسط لتمتليء وتنقبض لتدفع البول، وعند التعرض للإصابة بـ احتباس البول يحدث ضغط شديد على عضلات المثانة، مما يتسبب في إتلافها وإلحاق الأضرار بها مع الوقت.
- التهابات مجرى البول : من أخطر المضاعفات المحتملة لمرض احتباس البول هو حدوث التهابات المجاري البولية، والتي تنتج عن ركود حركة البول وبقائه داخل المثانة لفترات طويلة.
الوقاية من احتباس البول :
الأفضل من السعي إلى العلاج هو اتخاذ سبل الوقاية من البداية، خاصة وأن الخبراء بعالم الطب قد حددوا مجموعة إجراءات بسيطة، اتباعها يفيد الصحة العامة للإنسان وفي الوقت ذاته يقيه من التعرض إلى احتباس البول ،ومن أمثله هذه الإجراءات الوقائية ما يلي :
- الماء له فوائد صحية متعددة وينصح الأطباء بالإكثار منه، وبالنسبة لـ احتباس البول فأن شرب الماء يساهم في تنظيف مجرى البولي، ويسهل من عملية إفراغ البول بصفة دورية ويمنع احتباسه.
- المشروبات الكحولية لا تخفى أضرارها الصحية على أحد، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن تناول الخمور والكحوليات تؤثر سلباً على الجهاز البولي، ومن احتباس البول من الأمراض المحتمل أن تترتب عليها.
- احتباس البول الإجباري يحدث كنتيجة للحبس الاختياري للبول، ولهذا ينصح الأطباء بضرورة قضاء الحاجة فور الشعور بالرغبة في ذلك، لأن الامتناع عن إفراغ المثانة قد يؤدي إلى أضرار صحية عديدة وجسيمة.
علاج احتباس البول :
علاج احتباس البول يتم بأكثر من وسيلة يحددها الطبيب وفقاً لطبيعة الحالة، ومن أمثلة الوسائل العلاجية التي تستخدم لعلاج احتباس البول :
- الجراحات : الخضوع لعملية جراحية قد يكون الحل الوحيد أمام مريض احتباس البول ،فأحياناً يلجأ الطبيب لإجراء عملية لتوسيع مجرى البول الضيق، من خلال إضافة دعامة إليه لتبيقه مفتوحاً بما يسمح مرور البول خلاله، أو أن تتم الجراحة لعلاجة مرض تضخم البروستاتا إذا فشلت الأدوية العادية في التغلب عليه، وأيضاً العمليات الجراحية في هذا الصدد تستخدم لعلاج سقوط المثانة أو سقوط المستقيم.
- القسطرة : تعد القسطرة البولية هي العلاج الأكثر استخداماً في حالات احتباس البول ،وعادة ما تكون هذه القسطرة أول ما يلجأ الطبيب إليه، بهدف إفراغ المثانة تماماً من البول المحتبس بداخلها، وغالباً يكون ذلك في حالات احتباس البول المؤقتة، التي يكون احتباس البول فيها ناتج عن تناول أدوية معينة أو أن يكون من مضاعفات جراحة ما.
- الطب البديل : توصل خبراء الطب البديل إلى طرق طبيعية لعلاج احتباس البول ،خاصة بالنسبة للحالات المؤقتة غير الحادة منه، ويؤكد الأطباء أن تناول الماء بكميات وفيرة هو خير معالج وواقي لمرض احتباس البول ،كما حددوا مجموعة من الأعشاب والنباتات ذات فاعلية في علاجه، مثل الجرجير والخبيزة والبصل والعرعر والبقدونس وأيضاً عسل النحل المخفف.