للرجال.. تعرف على فحوصات ما قبل الزواج وأهميتها

فحوصات ما قبل الزواج بالنسبة للغالبية ما هي إلا إجراء روتيني، مجرد استيفاء أوراق لابد منه لإتمام إجراءات الزواج، لكن للأسف النسبة الغالبة تهمل البُعد الصحي والوقائي بالأمر، وبالنسبة للرجال فمنهم من يرى أن فحوصات ما قبل الزواج تشكل إهانة له، وهذا بفعل اضمحلال الثقافة الطبية في مجتمعاتنا الشرقية، لكن الحقيقة أن هذه الفحوصات لا تقتصر فقط على التأكد من خصوبة الرجل ومدى قدرته الإنجابية، إنما هي أشمل من ذلك وأهميتها تتعدى هذا بمراحل.

 فحوصات ما قبل الزواج لمستقبل آمن :

عند الحديث عن فحوصات ما قبل الزواج للرجال فلا يقصد هنا الفحص الذي يشترطه القانون، فهذا الفحص ما هو إلا تحليل واحد من أصل تحليلات عدة جميعها هامة، للوقاية من انتقال الأمراض من الزوج إلى زوجته، وكذا تحاشي انتقال الأمراض الوراثية من الأب إلى الابناء، وقد قام الخبراء بهذا المجال بتحديد فحوصات ما قبل الزواج التي يجب إجراؤها، وقاموا بتقسيم هذه الفحوصات إلى ثلاث مجموعات رئيسية.

  فحوصات الأمراض الوراثية :

القسم الأول من أقسام فحوصات ما قبل الزواج يشمل فحوصات الأمراض الوراثية، وذلك تجنباً لانتقال أي من هذه الأمراض إلى الابناء مستقبلاً، وأول فحوصات ما قبل الزواج في هذا القسم هو فحص الثلاسيميا، وهو مرض ينتشر بكثافة عالية في محيط حوض البحر المتوسط، حتى أنه يعرف أحياناً بالمسمى الشائع فقر دم البحر الأبيض المتوسط، ويعد مرض الثلاسيميا أحد الأمراض المصنفة كأمراض قاتلة، حيث أن النسبة الغالبة ممن يتعرضون للإصابة به يلقون حتفهم، حيث أن الثلاسيميا مرض وراثي يُحدث خلل في تركيب دم ويمنع تكوين كرات الدم الحمراء، والسبيل الوحيد للنجاة من الوفاة بسبب ذلك هذا المرض هو إجراء عملية زرع نخاع، كما أنه يؤثر تأثير بالغ على وظائف القلب والكبد، ويعد تحليل الثلاسيميا من فحوصات ما قبل الزواج الإجبارية في معظم البلدان بحسب القانون.. ينصح الأطباء بعدم الاكتفاء بتحليل الثلاسيميا وحده، والقيام بعمل تحليلات شاملة للكشف عن الإصابة بأي من الأمراض الوراثية الأخرى، فهناك أمراض وراثية أخرى واسعة الانتشار مثل الأنيميا المنجلية وغيرها، كما يُنصح الرجل المقبل على الزواج بالبحث في التاريخ المرضي للعائلة أولاً، فإذا وجد أي أمراض وراثية عليه استشارة الطبيب المختص، للتأكد من عدم إصابته وضمان مستقبل صحي لابناء المستقبل.

  فحوصات الخصوبة :

خصوبة الرجل ومدى قدرته على الإنجاب هي ما سيثبته القسم الثاني من فحوصات ما قبل الزواج ، من خلال القيام بعمل تحليل السائل المنوي، الذي يبين منه عدد الحيوانات المنوية ونسبة الحيوانات السليمة والصالحة للإنجاب، وكذا يرصد التحليل مُعدل الحركة الفاعلة في الحيوانات المنوية السليمة، ويعتبر فحص السائل المنوي من أهم فحوصات ما قبل الزواج ،خاصة بالنسبة للراغب في الإنجاب، وذلك للاطمئنان أو للكشف عن أي مشاكل صحية تعيق الإنجاب، والعمل على معالجتها تحت إشراف طبي قبل الإقدام على الزواج، ويُنصح بتعزيز تحليل السائل المنوي بإجراء فحص هرمون الذكورة.

 فحوصات الأمراض المُعدية :

القسم الثالث من فحوصات ما قبل الزواج لا يقل أهمية عن سابقيه، فهو المعني بالكشف عن إصابة أي من الطرفين بأحد الأمراض المعدية، خاصة تلك الأمراض المحتمل تنتقل من شخص لآخر من خلال الاتصال الجنسي، وتتضمن فحوصات هذا القسم فحص وظائف الكبد، بالإضافة إلى فحوصات للكشف عن مرض التهاب الكبد الوبائي بنوعية B وC، وفي حالة كان الطرف الأول قد أصيب بفيروس B، فكل ما سيتطلبه الأمر من الآخر هو تناول التطعيم المضاد له، وبذلك يصبح في مأمن انتقال العدوى ولا يشكل الاتصال الجنسي مع المصاب خطر عليه، أما إذا كان فيروس C هو ما أصاب الكبد، فهذا النوع للأسف لم يتوصل العلم حتى اليوم إلى مضاد له، وكذلك تتضمن فحوصات ما قبل الزواج الكشف عن الالتهابات الجنسية، مثل الهربس الجنسي وداء الزهري باعتبارهما الأخطر والأسرع انتقالاً بين المتزوجين.