حرقة المعدة والتي تسمى أيضاً حموضة المعدة، هي واحدة من المشكلات الصحية شديدة الإزعاج، والتي يكثُر التعرض لها في أوقات عديدة، لكن حرقة المعدة تنشأ بشكل أساسي في فترات الصيام، متمثلة في شعور بحرقة شديدة في منطقة فم المعدة، وتحديداً أسفل نهاية عظام القفص الصدري، مسببة كثير من الإزعاج لمن أصيب بها، وفي كل عام ومع حلول شهر رمضان المبارك، يتكرر السؤال هو مسببات حرقة المعدة أو حموضتها، وكيفية الوقاية أو التخلص التام منها خلال الشهر الفضيل.. وهذا العام وقبل استقبال الشهر المبارك بأيام نقدم لكم الإجابة.
حرقة المعدة في رمضان وكيفية تجنبها :
خلال الصيام من المفترض أن ينخفض معدل التعرض لـ حرقة المعدة ،وذلك لأن خواء المعدة يقلل من إفرازها لأحماض هضم الطعام، لكن الحقيقة أن عادة ما تصيب حرقة المعدة الإنسان في فترات المساء وما بعد الإفطار، وذلك بسبب الإفراط في تناول الطعام وامتلاء المعِدة المفاجيء، وفي أحيان كثيرة يمتد أثر حرقة المعدة إلى اليوم التالي، ويؤرق الصائم خلال ساعات الصيام النهارية في رمضان.. فكيف يمكن تجنب كل ذلك؟
حرقة المعدة والنظام الغذائي الرمضاني :
لتجنب التعرض للإصابة بـ حرقة المعدة خلال شهر رمضان، فعليك أولاً النظر إلى طبيعة النظام الغذائي المتبع خلاله، فقد يكون ذلك أحد أسباب التعرض لـ حرقة المعدة ،بل من الممكن أن يكون السبب الرئيسي.. وفي ذلك الصدد قام الأطباء وخبراء التغذية، بتقسيم أنواع الأطعمة إلى شريحتين رئيسيتين، أولهما الأطعمة المساهمة في الحد من الشعور بـ حرقة المعدة ،أما الشريحة الأخرى فتضم أنواعاً على النقيض، أي أنواع تزيد من احتمالات التعرض لتلك الحرقة.
أ) أطعمة تحفز حرقة المعدة :
هناك مجموعة من الأطعمة تعرف بتحفيزها لحدوث حرقة المعدة ،الأمر الذي دفع خبراء التغذية إلى التوصية بتجنبها، أو الإقلال من معدلات استهلاكها إلى أدنى حد ممكن، خاصة أثناء شهر الصيام، وتلك الأطعمة هي :
- البصل : فوائد البصل الصحية متعددة، وهو من الأطعمة ذات القيمة الغذائية المرتفعة، لكن خلال شهر الصيام يفضل الإقلال من تناوله، سواء نيء أو مضافاً إلى الأكلات المطبوخة، وذلك لأنه في كلا الحالتين يسبب حرقة المعدة
- الطماطم : على الرغم من أنها تعد من الفواكه لا الخضروات، إلا أن تأثيرها لا يختلف كثيراً عن تأثير البصل.
- التوابل : هي من المسببات الرئيسية لـ حرقة المعدة ،لذا يفضل بالإقلال من استخدامها وإضافتها إلى الطعام، خاصة بالنسبة للأطعمة المتناولة بوجبات السحور
- بعض مشروبات الأعشاب : سيكون عليك التخلي مؤقتاً عن فوائد مشروبات الأعشاب، وذلك لأنها تزيد من احتمالات التعرض لـ حرقة المعدة خلال فترات الصيام، وبصفة خاصة مشروبي النعناع والزنجبيل.
- الدهون : المأكولات التي تحتوي على نسب مرتفعة من الدهون، سواء كانت دهوناً مشبعة أو غير مشبعة، تزيد من احتمالات الإصابة بـ حرقة المعدة خلال ساعات الصيام، وهنا تجدر الإشارة إلى أن الحساء يعد من أفضل الأطعمة الرمضانية، ولكن يجب أن يراعى أن يكون حساءً خالياً من الدسم، وذلك تجنباً للتعرض لضيق حرقة المعدة خلال ساعات النهار.
- الزيوت : الأطعمة المشبعة بالزيوت يجب أن يتم الامتناع عنها خلال السحور، وذلك لأنها من الأطعمة التي تثير حركة المعدة
- الحمضيات : الأطعمة ذات الطابع الحمضية والمعروفة أيضاً بالموالح، يجب الحذر من الإفراط في تناولها ثمارها أو كعصائر، حيث أنها تثير الأمعاء وتسبب حرقة المعدة ،والقائمة تشمل البرتقال واليوسفي والليمون بأنواعه.
- التدخين : هو ليس من الأطعمة ولن لابد من ذكره، خاصة وأنه أحد المسببات الرئيسية والمباشرة لـ حرقة المعدة ،لذا يُنصح بضرورة التوقف عنه قبل موعد السحور بعِدة ساعات، وإن كان الأفضل بالطبع هو استغلال الشهر الكريم، والعمل على الإقلاع عن التدخين بشكل تام باعتباره إحدى العادات المدمرة للصحة.
ب) أطعمة تحِد من حرقة المعدة :
على نقيض ما سبق ذكره، هناك مجموعة أخرى من الأطعمة تعمل كملطف للمعدة، أو بمعنى آخر تقلل من احتمالات التعرض لـ حرقة المعدة ،ولذا يُنصح من تناولها باعتدال خلال شهر رمضان، وقائمة هذا النوع تشمل كل من:
- الماء : تناول الماء بكميات الوفيرة خلال فترة الإفطار، يعد من بين الطرق التي يمكن من خلالها الوقاية من حرقة المعدة
- الماء والصودا : خليط الماء مع ملعقة صغيرة من صودا الخبز، من الطرق الفعالة في محاربة حرقة المعدة والقضاء عليها، وينصح بتناول ذلك الخليط كل من يعاني من تحرق معدته أثناء فترة الصيام.
- العلكة : من بين أساليب محاربة حرقة المعدة أيضاً مضغ العلكة، ولكن يجب ملاحظة هنا أن العلكة المحتوية على السكر، قد تأتي بنتيجة معاكسة وتكون سبباً في التعرض إلى الحرقة، لذا يُنصح دائماً بالاعتماد على العلكة الخالية من السكر.
- الفواكه : بعض أنواع الفواكه لديها القدرة على محاربة حرقة المعدة ،والتخفيف من أعراضها خاصة إذا تم تناولها بعد الوجبات الدسمة، وأنواع الفاكهة الأكثر فاعلية في ذلك الصدد هما التفاح والموز.
- عرق سوس : هو ليس مجرد مشروب رمضاني مرطب، بل أن له من الفوائد الصحية ما يدفعنا لتناوله حتى في غير رمضان، ومن بين تلك الفوائد قدرته على الحد من أعراض حرقة المعدة
- اللوز : المكسرات بصفة عامة واللوز على وجه الخصوص، لهم من الفوائد الصحية ما لا يُعد ولا يحصى، ومن بين فوائد اللوز حده من أعراض حرقة المعدة ،ولكن ينصح هنا بتناوله نيء، لأن السكريات والأكلات الدسمة من مسببات حرقة المعدة ،ومن ثم فإن تناوله مضافاً إلى الحلويات الرمضانية يفقده تأثيره.
- مشروبات الأعشاب : كما ذكرنا أن هناك أنواع من مشروبات الأعشاب تسبب حرقة المعدة ،فإن هناك أنواع أخرى لها تأثير مضاد، وتعد من أقوى الوسائل المحاربة لـ حرقة المعدة ،مثل منقوعي اليانسون والبابونج وعصير نبات الألوفيرا.
عادات وقائية من حرقة المعدة :
وضع العلماء قائمة ضمت مجموعة من الوصايا والنصائح، والتي اتبعها يساهم في الوقاية من التعرض لـ حرقة المعدة ،ويحد من مضاعفاتها واحتمالات التعرض لها، وتلك النصائح تتمثل في:
- تجنب تناول الأطعمة الحارة أو المحتوية على توابل كثيرة، سواء خلال وجبة الإفطار أو وجبة السحور، كونها من المسببات الرئيسية لـ حرقة المعدة خلال نهار رمضان.
- الإقلال من استهلاك المشروبات المحتوية على مادة الكافيين، وذلك لأن تلك المادة من مسببات حرقة المعدة ،هذا بجانب أنها تعد من مسببات العطش في رمضان
- بعض الأدوية يتضمن تركيبها مواد تسبب حرقة المعدة ،منها الأسبرين والأدوية المستخدمة في علاج الربو، بجانب بعض أنواع أدوية المضادات الحيوية، فإذا كان الصائم يتبع نظاماً علاجياً يتضمن أي من أنواع الأدوية المذكورة، فربما عليه مراجعة طبيبه قبل بداية الصيام، لتنظيم معدل الجرعات التي سيتم تناولها خلال الشهر الفضيل، أو إعطائه بدائل لتلك الأنواع من الأدوية إن كان لها بدائل.
- تجنب الخلود إلى النوم بعد الانتهاء من تناول الطعام مباشرة، فإن النوم بعد تناول وجبة السحور مباشرة، وقبل أن يقوم الجسم بهضم ما تم تناوله من طعام، يتسبب في إرتداد كم من ذلك الطعام إلى المريء، الأمر الذي يترتب عليه التعرض لحموضة أو حرقة المعدة
- حرقة المعدة التي تصيب البعض في شهر رمضان، غالباً ما تكون عائدة إلى مُسبب واحد، ألا وهو التخمة الناتجة عن الإفراط في تناول الطعام، لذا ينصح الأطباء وخبراء التغذية بضرورة الحرص على تناول الطعام بكميات مناسبة، والأفضل أن يتم تقسيم كمية الطعام المتناولة إلى ثلاثة أو أربع وجبات، يتم تناولهم خلال الفترة الممتدة ما بين المغرب والعشاء، ذلك أفضل من تركيز كم الطعام بالكامل في وجبتي الإفطار والسحور فقط.