الحبة السوداء أو حبة البركة، وتُسمي عند الفرس “الشّونيز” و يسميها بعض الناس “الكمون الأسود” أو “الكمون الهندي”. وهي عبارة على عشب نباتي قصير لا يزيد طوله عن 3 مم، ينمو سنويًّا في أنحاء آسيا الصغرى و بعض المناطق الأخرى لحوض البحر الأبيض المتوسط ولقد انتشرت زراعتها في العديد من المناطق الأخرى مثل العراق ومصر والسعودية والولايات المتحدة الامريكية. وتُعرف بثقل حبتها وطعمها الحار وقوة رائحتها وشدّة سوادها.
ولقد ثبت في الصحيحين : من حديث أبي سلمة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال:
عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام.
والسام :الموت.
عندما تنضج الحبة السوداء فإن بذورها تحتوي على 40% من الزيت الثابت وحوالي 1.4% من الزيت الطيار كما تحتوي على العديد من العناصر الغذائية كالآوميغا 3 والاوميغا 6 كما تحتوي على كل الاحماض الامينية الضرورية .
فوائد الحبة السوداء :
تستعمل الحبة السوداء في تحسين طعم الخبز والطعام و تعتبر مصدر للطاقة حيث تساعد على الاحتفاظ بحرارة الجسم الطبيعية، وبذورها طاردة للريح ومدرة للبول وضد وجع الاسنان وآلام الأذن، ومدرة للطمث وضد عسر المغص و الإمساك وفاتحة للشهية وهي مذهبة للانتفاخ نافعة من البرص ،مجففة لبلة المعدة ورطوبتها ،كما تشفي من الجروح ولدغات العقرب ، وتعتبر مطهرة ومضادة للديدان المعوية وخاصة عند الاطفال. وأيضا مقوية لجهاز المناعة حيث أظهرت الدراسات أن تناول غرام واحد من الحبة السوداء مرتين يوميا قد ينشط الجهاز المناعي. وهي مفيدة في علاج أمراض البروستاتا والقولون ومنشطة للأعصاب والجنس ومفيدة لعلاج السكري كما تساعد أيضا على خفض مستويات السكر في الدم، ومن فوائد الحبة السوداء أنها توضع بين طيات الملابس المخزونة كطاردة للعثة. ولقد أفادت الأبحاث العلمية أن زيت حبة البركة يحتوي على العديد من الأحماض الدهنية الأساسية والمهمة لصحة الجلد والشعر والأغشية المخاطية ومنها خاصة حمض “الأرغينين” وهو حمض مهم وضروري لنمو الطفل،. كما تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن والبروتينيات النباتية، بالإضافة إلى بعض الأحماض الدهنية غير المشبعة التي تجعلها تلعب دورا أساسيا في التأم الجروح. وتحتوي كذلك على مادة Nigellone وهي أحدى مضادات الأكسدة الطبيعية. والجزء المستخدم من هذا النبات هو بذورها السوداء.
استخدامات الحبة السوداء :
يُفضل استخدام الحبة السوداء حديثة الجني أو أن تكون مخزونة في مخازن عالية الجودة ويكون ذلك إما بسحقها واستعمالها مباشرة، أو أن تسف مع الحليب أو الماء وهذا هو الاستعمال الامثل والأكثر فائدة ، ويمكن استخدام مسحوق الحبة السوداء مع العسل والجلجلان على الريق كمقوية ومنبهة وكذلك للتخلص من البلغم. وتتمتع بخواص مسكنة للآلام ومضادة للفيروسات والبكتيريا، وهي تساعد على علاج آلام الأسنان إذا عمل منها غرغرة، وعلاج طنين الأذن اذ طُبخت بذورها في زيت الزيتون وقُطرمنه في الاذن تشفي بإذن الله واذا قطر ايضا في الأنف شُفي الشخص من الزكام، كما يستخدم مسحوق الحبة السوداء المحمص بعد مزجه بالعسل لعلاج البثور والالتهابات الجلدية حيث يدهن موضع المكان المصاب ويلف عند النوم ويتكرر العلاج حتى الشفاء. أما زيت الحبة السوداء فإنه يساعد في علاج نزلات البرد المزمنة وأيضا علاج الالتهابات الشديدة كالروماتيزم وتخفيف آلام الظهر وذلك بتسخينه وتدليك أماكن الألم، وهو مفيد أيضا لعلاج تساقط الشعر حيث يخلط زيت الحبة السوداء مع زيت الزيتون ثم تدلك فروة الرأس بهذا المزيج وتحديدا الأماكن الخالية من الشعر. ولعلاج السعال يخلط مقدار من مسحوق الحبة السوداء مع العسل والثوم ، وللتخلص من الصداع تحضر عجينة من مسحوق حبة البركة مع القليل من الماء الساخن وتوضع على الرأس.
ويفضل عدم استخدام الحبة السوداء مع أدوية كيماوية أو عشبية أخرى خشية حدوث تداخلت دوائية. وينصح كذلك بعدم سحقها لأن الزيت الطيار يتطاير بعد السحق إلا إذا تمّ استعمالها مباشرة ، كذلك لا ينصح باستعمال الحبة السوداء بشكل يومي مستمر، بل تستعمل لمدة 14 يوماً ثم يكرر العلاج بعد أسبوعين أو أكثر، وذلك لإمكانية حدوث الأعراض الجانبية. ولا ينصح باستعمال زيت الحبة السوداء كغذاء مثل زيت الزيتون بل يعتبر دواء.