فروة الرأس الاعتناء بها جزء لا يتجزأ من الاعتناء بالصحة العامة، ولكن للآسف دائماً ما يكون الاهتمام منصب على المظهر الخارجي وحده، طول الشعر ونعومته ودرجة لمعانه هو كل ما يشغلنا، لكن ماذا عما يخفيه هذا الشعر؟ ألا يستحق الاهتمام؟!.. أمراض فروة الرأس في الغالب تكون معدية، وهذا يجعل خطر الإصابة بأحدهم محتمل في كل لحظة، لذلك لابد من التعرف على أكثر هذه الأمراض شيوعاً، لأخذ الحيطة وتجنب التعرض للإصابة بهم.
أمراض فروة الرأس وعلاجها:
الأمرض الجلدية بشكل عام من أكثر الأمور التي تزعج المصاب، ولكن أكثرها إزعاجاً هي إصابات الرأس، فالإحراج الذي تسببه لنا ليس أقصى الأضرار التي يمكن أن تسببها، والوقاية منها خير من أي علاج، ولن تتسنى لنا فرصة الوقاية إلا من معرفة أسبابها لنتجنبها.
1- القوباء الحلقية :
القوباء الحلقية واسمها العلمي Ringworm هي عدوى فطرية مصيبة للجلد، أما عن تسميتها بالحلقية فقد اكتسبته بسبب الشكل الذي تتخذه الإصابة، حيث تظهر على سطح الجلد على شكل دائرة قشرية مائلة إلى الحُمرة، لكن لونها يكون بدرجة أقل بالمركز ويقوى تدريجياً عند الحواف، مما يجعل الشكل أقرب إلى حلقة مُفرغة الداخل، والحقيقة أن القوباء يمكن أن تصيب أي جزء مسطح الجلد، لكن حين تصيب فروة الرأس تشوه المظهر بسبب خلقها لبُقع صلعاء بموضع الإصابة.
- الأسباب: أنواع الفطريات المُسببة لمرض القوباء تنمو بالأماكن الرطبة المظلمة، دولاب الملابس وأحواض السباحة مثلاً يعتبروا بيئة مثالية لها، والوقاية منها تكون بغسل الملابس بالمياه الساخنة والمساحيق، مع تجنب السير بأقدام حافية خاصة بالمناطق الرطبة، وعند الاضطرار لاستخدام منافع عامة محتمل احتوائها على عدوى فطرية، مثل حمامات السباحة ومواضئ المسجد، يجب الحرص على غسل الأيدي بالمنظفات المضادة للجراثيم والفطريات، كما أن استخدام شامبو مضاد للفطريات يحد من نسب احتمال الإصابة.
- العلاج: عند إصابة فروة الرأس بالقوباء الحلقية لابد من مراجعة طبيب الأمراض الجلدية، وعادة يصف الحبوب العلاجية المضادة للفطريات، ويزول المرض خلال 12 أسبوعاً تقريباً، وفي أغلب الأحيان لا يترك أثراً على الجلد.
2- قمل الرأس :
إذا تم تصنيف الأمراض الجلدية وفق الإزعاج الذي تسببه، فسيكون قمل الرأس -بلا منازع- على رأس هذه القائمة، وهو مرض شائع خاصة بين الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 3: 10 عاماً، وهو منتشر بصورة مفزعة بالدول النامية، بينما يتواجد بنسب أقل بدول العالم الغربي، وتنتج الإصابة بهذا الداء عن طريق حشرة القمل، وهي حشرة داكنة اللون في حجم حبات السمسم أو أصغر، تعيش وسط الشعر وتحصل على الغذاء من خلال امتصاص دم الكائن المضيف، وعند التزاوج تضع الأنثى بويضاتها عند فروة الرأس ،وبمقدور أنثى القمل وضع 8 بويضات بصفة يومياً، وإزالة هذه البويضات بعد وضعها تعد أحد الأمور بالغة الصعوبة.. خطورة هذا المرض تكمن في سرعة انتقال عدوته، فشخص واحد مصاب قادر على نقله إلى العشرات في محيطه، وهذا سبب انتشاره في الأماكن كثيفة الأعداد كالمدارس والسجون.
- الأسباب : السبب الرئيسي في إصابة فروة الرأس بداء القمل، هو عدم عناية الأفراد بالنظافة الشخصية لكنه لا يُعد السبب الوحيد، فالنسبة الأكبر من المصابين بقمل الرأس هم من انتقل لهم عن طريق العدوى، خاصة وأنها تتم بسهولة فتقارب الرؤوس فقط كفيل بهذا، فهناك نوع من القمل يسمى بالقمل الحماري يملك قدرة على القفز، ناهيك عن استخدام أغراض شخص مصاب كأمشاط التصفيف والمناشف وغيرها، وتبادل أماكن النوم أو الجلوس مع المصابين..
- العلاج : استخدام الأمشاط ضيقة السنون فعال في علاج القمل، حيث يكون بمقدوره انتزاع البويضات من على سطح فروة الرأس ،ويستخدم كوقاية بالنسبة للمحتمل إصابتهم كأطفال المدارس، كما يمكن اقتناء بعض المستحضرات المضادة له المتوفرة بالصيدليات، مثل أنواع الشامبو الغنية بمواد مثل Pyrethrin وPermethrin.
3- الصداف :
حين يزيد معدل إنتاج الجسم لخلايا الجلد لحد الإفراط، تتراكم تلك الخلايا مكونة طبقة قشرية سميكة، يشعر المصاب بالألم ورغبة مستمرة في حكها، وهذه الطبقات تسمى بمرض الصدفية أو Psoriasis، والصداف يمكن أن تصيب مناطق مختلفة من الجسم، إلا أن النسبة الغالبة من الإصابات تكون في فروة الرأس ..وليس هناك سبب معروف حتى الآن لهذا المرض، إلا أن النظرية التي يرجحها العلماء هو أنه ينتقل وراثياً.
- العلاج: الحالات البسيطة يمكن أن يزول فيها المرض باستخدام الشامبو المضاد للقشرة، حيث أنه يحتوي على أحماض الصفصاف، والتي تساعد في القضاء على كتل الصدفية، أما الحالات المتأخرة فلابد معها من استشارة الطبيب المتخصص، وهو ما سيحدد طريقة العلاج سواء بالأشعة فوق البنفسجية، أو من خلال الحقن بالعقاقير المضادة.
4- القشرة :
يسمى هذا المرض بالاكزيما الدهنية واسمه العلمي بالانجليزية Dandruff، وبين العامة يعرف باسم قشرة الشعر بينما يصفه العلماء بقشرة الرأس؛ كونه يعد من الأمراض الجلدية التي تصيب فروة الرأس ، وتظهر على هيأة قشور بيضاء دقيقة تتساقط من وسط شعيرات الرأس، وتضع القشرة المصاب بها في مواقع محرجة عديدة، خاصة وإن الشائع أن هذا المرض ينتج عن عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية، لكن الحقيقة أنه ليس هناك ما يساند ذلك الادعاء علمياً.
- الأسباب : في الواقع لم يتوصل العلماء إلى أسباب واضحة للإصابة بقشرة الرأس، لكن الظن الغالب إنها تنتج عن جفاف فروة الرأس ، وعملية التجدد الدائم للخلايا السطحية، وتكون على أحد شاكلتين إما زيتية أو جافة، وأنها مجرد عرض طبيعي يتعرض له الجميع، إلا أنها تكون زائدة أحياناً عند بعض الأشخاص للدرجة التي يمكن معها ملاحظتها، وكلما كثر الكم المتساقط من القشرة زاد احتمال مصاحبتها للإحمرار الجلد أو الشعور بالحكة.. ويذكر أن قشرة الأرض تظهر أيضاً كعرض مصاحب لبعض الأمراض الأخرى، مثل الصدفية أو الإصابات الفطرية.
- العلاج : القشرة الرأس تصنف ضمن الأمراض الجلدية المعدية، ولا تشكل خطراً وضررها الوحيد يتمثل في الإزعاج الذي تسببه لصاحبها، إلا أنه رغم ذلك لا يوجد علاجاً شافياً لها حتى الآن، إلا أنه يمكن تحييدها وتحجيمها بالانتظام في استخدام مستحضرات الشعر المضادة للقشرة، ويفضل الاطلاع على المُلصق الإيضاحي على العبوة، والتأكد من احتواءها على: بيرثيون الزنك أو حمض الصفصاف، وإن لم تلاحظ أي تأثير إيجابي بعد أسابيع من استخدام الشامبو، سيتوجب عليك استشارة طبيب الأمراض الجلدية.
5- القراع الانجليزي القشري :
يعد مرض القراع الانجليزي من أخطر الأمراض المحتمل أن تصيب فروة الرأس ،وذلك لأن ما يُفسده لا يصلح مرة أخرى بشكل طبيعي.. فالقراع الانجليزي أساساً هو عدوى فطرية تصيب فروة الرأس ،ويتشعب منه عدة أنواع أكثرها شيوعاً القراع القشري، وهذه العدوى الفطرية تنتشر بين الأطفال أكثر بكثير من البالغين، ونسبة الذكور المصابين به تفوق نسبة الإناث، ويظهر على هيئة مساحات بيضاوية بوسط الرأس مغطاه بالقشور، وينصح الأطباء بعزل المريض فور اكتشاف مرضه، خاصة إذا كان هناك أطفال آخرين يقيمون معه بالمنزل، حيث أن القراع من الأمراض المُنتقلة بالعدوى، وخطورة هذا المرض تكمن في احتمال عدم نمو الشعر ثانية بالمناطق التي أصيبت.
- الأسباب: العدوى المباشرة هي السبب الرئيسي في الإصابة بالقراع الانجليزي، وقد تنتقل أيضاً بشكل غير مباشر من خلال استعمال أدوات الغير، شأنها في ذلك شأن كافة الأمراض الجلدية، كما يجب الحذر من احتمالية انتقال هذا المرض من الحيوان إلى الإنسان، فإذا ظهرت بوادر المرض على الحيوانات الأليفة المنزلية، فلابد من عرضها الفوري على البيطيري لتجنب انتقال العدوى.
- العلاج: علاج القراع الانجليزي لا يتم إلا تحت إشراف طبي، ويجب اتباع إرشادات الطبيب وتنفيذها بحذافيرها، لأن في حالة عدم إتمام العلاج من المحتمل أن يعاود الفطر نشاطه، وربما يكون قد اكتسب الفطر مناعة تصعب من عملية علاجه مرة أخرى.