كسل عين الأطفال هو مرض قد تلازم الإنسان طيلة فترة حياته، أما اقتران مسماها بـ”الأطفال” فهو لأن الإصابة بذلك المرض لا تحدث إلا خلال مرحلة الطفولة، بل أن ذلك المرض أيضاً غير قابل للعلاج إلا خلال ذات المرحلة، وقد تساءلنا قبلاً كسل العين .. كيف يحدث ومتى؟ وما طرق علاجه؟، وذكرنا أيضاً أن علاجه لا يتحقق إلا خلال المراحل الأولى من الإصابة، ومن هنا فرض السؤال الثاني نفسه: ما هي مؤشرات كسل عين الأطفال وكيف يمكن اكتشافه مبكراً.
اكتشاف كسل عين الأطفال والوقاية منه :
السؤال عن كيفية الاكتشاف وطرق الوقاية من الأسئلة دائمة التكرار، خاصة إذا كان الأمر متعلق بأحد أمراض العيون لما تمثله من تهديد على حاسة البصر، ويعد كسل عين الأطفال من أخطر الإصابات التي قد تتعرض لها العين، إذ أن اكتشافها المتأخر يحول دون إمكانية علاجها، فكيف يمكن الكشف عن الإصابة مبكراً وهل من وسيلة للوقاية منها؟
أولاً : مؤشرات كسل عين الأطفال :
السؤال الذي يشغل كل أم هو كيفية اكتشاف الإصابة بـ كسل عين الأطفال ،والحقيقة أن الأطباء أجمعوا على أن السبيل الوحيد لذلك هو إجراء الفحوصات الطبية على العينين، إلا أنهم في السياق نفسه حددوا مجموعة من المؤشرات الظاهرية للإصابة، والتي لا تعد في ذاتها دليلاً قاطعاً على كسل عين الأطفال ،إنما معها يصير إجراء هذه الفحوصات أمر ضروري لإثبات الإصابة بالمرض أو نفيها.
- الحول : إصابة إحدى العينين بالحول يزيد من احتمالات الإصابة بـ كسل عين الأطفال ،وذلك لأن الحول يؤثر على جودة الصورة التي تنقلها العين إلى المخ، مما يدفعه إلى تجنبها والاعتماد بشكل كامل على العين الأخرى الأقوى، ومع الوقت تصاب العين بالكسل نتيجة لإهمالها.
- تشوش الرؤية : شكوى الطفل من عدم وضوح الرؤية بإحدى عينيه، قد يكون مؤشراً لتعرضه إلى كسل عين الأطفال ،حيث أن كسل العين في الأساس ينتج عن اختلاف القدرات بين عيني الشخص، وهنا لابد من إجراء فحص عاجل لقدرات الطفل الإبصارية، للتعرف على الخلل الذي نتج عنه ذلك الفرق والعمل على علاجه، وغالباً ما يكون هذا الخلل ناتج عن الإصابة بإعتام العدسة، أو عدم التكافؤ البؤري أي قصر النظر أو طوله بإحدى العينين.
ثانياً : الإجراءات الوقائية :
كما ذكرنا أن كسل عين الأطفال يحدث خلال المرحلة الأولى من أعمارهم، وتحديداً الفترة ما بين الولادة وحتى بلوغ عمر الطفل تسع سنوات، واكتشاف الإصابة بـ كسل عين الأطفال خلال هذه الفترة يسهل من عملية العلاج، بينما يؤكد الأطباء أن احتمالات علاج كسل العين تقل تدريجياً بعد سن العاشرة حتى تنعدم تماماً، وبالنسبة لـ كسل عين الأطفال فليس هناك عوامل محددة تكفل الوقاية منه، ولهذا فأن العامل الوقائي الوحيد يكمن في اكتشاف المرض والتدخل الطبي المبكر، ولهذا الأطباء ينصحون الآباء بإجراء هذه الفحوصات الطبية على العين في مواعيدها :
فحص منعكس الضوء :
ذلك الفحص يتم إجراءه عند بلوغ حديثي الولادة سن الشهرين، وذلك بهدف التأكد من قدرة العين على الاستجابة لمؤثرات الخارجية، وعدم تعرضها لأي من أنواع اضطرابات الرؤية مثل كسل عين الأطفال ،وكذلك التأكد من عدم وجود أي خلل قد يترتب عليه كسل العين مستقبلاً مثل الإصابة بمرض الساد “أعتام العدسة”.
الفحص الشامل :
بعد سبعة أشهر تقريباً من الفحص الأول، وتحديداً عن بلوغ عمر الطفل حوالي 9: 12 شهراً، يتم إجراء ثاني الفحوصات الكاشفة عن كسل عين الأطفال ومشاكل الإبصار عموماً، وذلك من خلال إجراء بحث شامل لوظائف العينين للتأكد من عدم إصابة الطفل بأي درجات من الحول.
فحص النظر :
يجرى هذا الفحص مع بلوغ الطفل سن الالتحاق بالمدرسة، أي عند بلوغه 6 أو 7 سنوات تقريباً، والهدف من هذا الإجراء فحص قوة النظر وقدرة الطفل على التركيز، والتأكد من وضوح الرؤية لديه بكلا العينين، إذ أن اختلاف درجة وضوح الرؤية بين العينين يعد أحد مسببات كسل عين الأطفال
احتمالات الإصابة بـ كسل عين الأطفال تصبح شبه منعدمة إذا جاءت نتائج هذه الفحصوات سلبية، ولم يكتشف من خلالها تعرض عملية الرؤية لأي تشوش أو خلل ما، ولكن هذا لا يعني أن الشخص أصبح في مأمن من أمراض العيون بنسبة 100%، وأغلب أطباء العيون ينصحون بضرورة إجراء كشف دوري على صحة العين من وقت لآخر للاطمئنان.