الرئيسية - صحة الطفل - نوم الطفل وأثره في النمو البدني والعقلي
نوم الطفل وأثره في النمو البدني والعقلي
نوم الطفل وأثره في النمو البدني والعقلي

نوم الطفل وأثره في النمو البدني والعقلي

نوم الطفل له أهمية بالغة تتماثل مع أهمية التغذية ولن نبالغ إن قولنا بأنها تفوقها أحياناً، فالنوم الصحي ضرورة قصوى بالنسبة للأشخاص البالغين للمحافظة على صحتهم، فكيف يكون الأمر بالنسبة للأطفال وهم في مراحل التكوين العقلي والجسماني؟.. الدور الذي يلعبة نوم الطفل جعلته محط أنظار العلماء وأساتذة طب الأطفال، فعقدوا حوله الدراسات والأبحاث للتعرف على مدى تأثيره بعمليات النمو، والنتائج التي جاءت بها هذه الدراسات فاقت كل ما هو متوقع، وأكدت أهمية النوم لنمو صحي وسليم للأطفال منذ ولادتهم وحتى مرحلة البلوغ.

 أهمية نوم الطفل لعملية النمو :

عندما يتطرق الحديث إلى مراحل نمو الطفل فدائماً ما يدور الحديث حول النظام الغذائي، لكن الحقيقة الغائبة عن الكثيرين والتي طالما أكدها أساتذة طب الأطفال، هي أن نوم الطفل الصحي هو أحد العوامل بالغة التأثير في نمو الطفل بشكل سليم، وأهميته لا تقل عن أهمية النظام الغذائي الصحي الذي يتبع مع الأطفال، منذ مرحلة حديثي الولادة وحتى مرحلة الطفولة المبكرة، ومن الممكن إيجاز تأثير نوم الطفل على عملية النوم فيما يلي :

 نوم الطفل والنمو العقلي :

مع الاهتمام بنمو الطفل البدني يجب أن نهتم بنموه العقلي والفكري، وإن كان الغذاء الصحي هو المسئول عن الأول فـ نوم الطفل هو المسئول عن الثاني، ووفقاً لما يؤكده أطباء الأطفال فأن النوم الصحي المنتظم يحقق :

  1.  تحفيز المخ : بعض الدراسات أثبتت أن عدد الأحلام التي تراود الطفل خلال فترة النوم، تفوق تلك التي تراود البالغين بعِدة أضعاف، والأبحاث نفسها أكدت على أهمية هذه الأحلام في نمو مخ الطفل بشكل سليم، إذ أنها تعمل على تحفيز المخ وتنميته وتأهيله للقيادة بالعمليات الفكرية والعقلية مستقبلاً، وهو ما يجعل من نوم الطفل أساساً للحفاظ على صحته العقلية.
  2. وقاية من الاضطرابات : وفقاً لما تم إعلانه من نتائح مؤكدة للعديد من الأبحاث المتناولة لصحة الطفل العقلية، وجد الباحثون أن نوم الطفل يقيه من العديد من الاضطرابات العقلية التي قد تصيب البالغين، فالأشخاص الذين حظوا في صغره بنوم هاديء ومنتظم، كانوا أقل عرضة لاضطرابات النوم ومراودة الكوابيس خلال مراحل بلوغهم، كما وجد العلماء ارتباط وثيق بين نوم الطفل المنتظم ووقايته من الاضطرابات السلوكية، وخصوا بالذكر اضطراب فرط الحركة والتشتت الذهني الشائع بين الأطفال، واختصاراً فأن نوم الطفل يحدد طبيعة نموه خلال فترات عمره اللاحقة، فإذا اتسم نوم الطفل بكثير من الفوضى والاضطراب ستلازمه هذه الحالة مستقبلاً وسيصعب علاجها.
  3. تقوية الذاكرة : من فوائد نوم الطفل الصحي والمنتظم تحسين حالة الذاكرة لديه، ويؤكد خبراء طب الأطفال أن تشوش الذاكرة وإصابتها بالضعف في الكبر، هو مرض غالباً تكون جذوره عائدة إلى مراحل الطفولة، حيث أثبتت الأبحاث -بما لا يدع مجالاً للشك- أهمية نوم الطفل في بناء الذاكرة، خاصة خلال مراحل الطفولة المبكرة التي تبدأ فيها عملية تعلم السلوكيات، فالنوم يتيح للذاكرة فرصة للتماسك وتجميع المعلومات وحفظها، أي أنها ترسخ في العقل مما يتيح للطفل إمكانية استدعاءها مرة أخرى عند الحاجة.
  4. تنقية الذاكرة : فوائد نوم الطفل المنتظم بالنسبة للذاكرة لا تقتصر فقط على البناء والتكوين، إنما تمتد فوائد نوم الطفل لتشمل عملية التنقية والتي يمكن أن نشبهها بعملية ترتيب وأرشفة الملفات، فخلال ساعات النوم وبينما يكون العقل في حالة من الاسترخاء والسبات، تعمل ذاكرة الطفل على ترتيب الأحداث التي مر بها الطفل وتنقيتها، أي أن العقل أثناء نوم الطفل يعمل على استبعاد وحجب الأحداث ذات التأثير السلبي، بينما يعمل على تركيز وترسيخ الأحداث الإيجابية التي مرة بها مما يحفز عمليات التعلم، فعلى سبيل المثال المحاولات الفاشلة التي قام بها الطفل عند محاولاته الأولى للحبو، تتساقط من الذاكرة أثناء نوم الطفل وهو ما يحفزه لتكرار المحاولة مرة أخرى بالصباح التالي، أما إذا نجح فأن شعوره بالرضا يدفع الذاكرة إلى اختزان ذلك ليكون دافعاً له في الاستمرار.
  5. القدرات الخلاقة : يساهم نوم الطفل في تنمية قدراته العقلية الخلاقة بصفة عامة، وذلك خلال مختلف المراحل التي يمر بها أثناء نموه، فبداية ساعد نمو الطفل على زيادة قدرته على التركيز وتحفيز قدراته الفكرية والإبداعية، كما أن نوم الطفل يزيد طاقاته العقلية ويحفز الذاكرة ولهذا ينصح دائماً بضرورة حصول الطفل على قسط كافي من النوم، خاصة في فترات الضغوط مثل فترتي بداية الدراسة وأثناء الاستعداد للامتحانات.

نوم الطفل والنمو البدني :

ذكرنا أن اتباع نظام غذائي سليم هو أساس النمو العضلي والبدني للطفل، لكن هذا لا ينفي حقيقة أن نوم الطفل أيضاً له تأثيره الإيجابي على تلك العملية، بل أن النظام الغذائي مهما كان صحياً وغنياً بالعناصر الهامة لن يؤتي النتائج المأمولة إذا اقترن بإهمال النوم، وذلك لأن نوم الطفل يساعده على :

  1. الإمداد بالطاقة : نوم الطفل كنوم الإنسان البالغ يساعد على تجديد الطاقة التي تستنزف خلال ساعات اليقظة، وبالنسبة للطفل فهذا الأمر يوصف بكونه بالغ الأهمية، إذ أن الأطفال معروفون بالمشاكسة الدائمة والحركة الدائبة طوال فترات اليقظة، وفي الوقت ذاته تكون عضلاتهم لا تزال في مرحلة التكوين مما يسبب لهم الإرهاق السريع، ومن ثم يأتي نوم الطفل ليمنح عضلاته الراحة، ويستعيض خلالها عن الطاقة التي فقدها خلال الساعات التي قضاها مستيقظاً، ليستقبل يوماً جديداً وهو مفعم بالحيوية والنشاط.
  2. الاسترخاء : نوم الطفل يمنحه الراحة والاسترخاء اللازمة لعضلات جسمه، وخاصة خلال المراحل الأول من العمر وحتى بلوغ مرحلة فطام الطفل، حيث أن الطفل خلال هذه المرحلة يكون اعتماده شبه كامل على حليب الأم كمصدر للغذاء، مما يعني أن أساس طعامه يتألف من الكالسيوم والمواد الكربوهيدراتية فقط، وهو ما يجعله يشعر سريعاً بالإرهاق بعد أداء أي نشاط بدني، فحبو الطفل لبضعة دقائق يتكلف حرق العديد من السعرات الحرارية وخسارة نسبة كبيرة من الطاقة المختزنة، لذلك نوم الطفل يمنح عضلاته الاسترخاء اللازم بعد هذا المجهود ويعدها لاستقبال يوماً آخر.
  3. بناء الجسم : بعض الأبحاث التي أجريت مؤخراً في الجامعات الأمريكية، وجدت أن نمو الطفل يتم بوتيرة أسرع وبشكل أفضل حين يكون المخ في حالة سبات، وبالطبع أن المخ لا يصل إلى تلك الحالة إلا أثناء نوم الطفل ،فخلال ساعات النوم يبدأ الجسم بعملية من الإصلاح الذاتي لنفسه، تتضمن تجديد الخلايا وتنشيط العقل كما يساهم نوم الطفل في المحافظة على صحة الشعر والبشرة والأظافر.
  4. تنظيم الشهية : اعتماد الأم على النظام الغذائي في تنمية الطفل جسمانياً وحده لا يكفي، إذ أن نوم الطفل هو المسئول الأول عن تنظيم هرمونات الجسم، ومن ضمن هذه الهرمونات ما هو مسئول عن تنظيم الشهية إلى الطعام، ومن ثم فأن إذا كان نوم الطفل متسم بالاضطراب سيفقد الطفل شهيته إلى الطعام، وبالتالي لن يحصل على القدر الكافي من الغذاء اللازم لنموه بدنياً وعقلياً، والعكس صحيح فكلما كان نوم الطفل عميقاً ومنتظماً كلما كانت شهيته أفضل وتناول ما يلزمه من عناصر غذائية.
  5. المناعة : في دراسة أجريت بأحد أكبر مراكز البحوث اليابانية، وجد الباحثون هناك أن ارتباطاً وسيقاً بين ساعات نوم الطفل وتقوية الجهاز المناعي، إذ أن من المعروف أن جهاز المناعة يستعيد عافيته ونشاطه خلال ساعات النوم، ومن ثم فأن النوم المضطرب يؤدي إلى إضعاف مناعة الأطفال ويجعل الطفل عرضة للكثير من الأمراض.

عن محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

شاهد أيضاً

مغص حديثي الولادة .. 5 طرق طبيعية للتغلب عليه

مغص حديثي الولادة .. 5 طرق طبيعية للتغلب عليه

مغص حديثي الولادة هو أمر طبيعي تماماً ولا يعتد به كمرض، إلا أنه يعتبر مصدراً للإزعاج.. فترى كيف يمكن التغلب عليه؟ وهل يمكن إتمام ذلك بواسطة وسائل طبيعية؟