الرئيسية - نصائح ومعلومات - فيروس العوز المناعي البشري مخاطره وانتشاره وسبل علاجه
فيروس العوز المناعي البشري
فيروس العوز المناعي البشري

فيروس العوز المناعي البشري مخاطره وانتشاره وسبل علاجه

فيروس العوز المناعي البشري (HIV) هو أحد أخطر الأمراض التي قد تصيب الإنسان، وذلك لأن هذا الفيرس لا يرهق الجهاز المناعي فحسب، بل أنه يستهدفه ويعمل على تدمير قواه بالكامل، ومن ثم يفقد الإنسان قواه الدفاعية التي تواجه الممرضات، وبالتالي تتفاقم حالته ويُصاب بعِدة أمراض أشد خطورة، يُعرفها العلماء باسم الأمراض الانتهازية، كناية عن انتهازها لعجز جسم الإنسان عن الدفاع عن نفسه، وعادة ما يكون العوز المناعي البشري سبباً مباشراً في حدوث الإصابة بمرض الإيدز.

 العوز المناعي البشري :

فيروس العوز المناعي البشري تدرجه منظمة الصحة العالمية كأحد الفيروسات القاتلة، أولاً لما له من آثار وخيمة تنعكس على صحة الإنسان، وثانياً لأن الطب لم يتوصل إلى أية وسيلة علاجية له حتى يومنا هذا..

 طبيعة فيروس العوز المناعي البشري :

من رحمة الله -عز وجل- بعباده أن جعل هذا الفيروس ضعيف جداً!.. نعم هو برغم ما يشكله من خطر ورغم تصنيفه كأحد الأمراض القاتلة، إلا أن فيروس العوز المناعي البشري -بعيداً عما يترتب على الإصابة به- يعد أحد أضعف الفيروسات، وذلك لأن هذا الفيروس لا يتمكن من البقاء حياً خارج جسم المضيف “الإنسان“، وهذا أدى إلى تقليص احتمالات الإصابة به، حيث أن حدوث الإصابة يتطلب أتصالاً مباشراً بين الإنسان المصاب والسليم، أي أنه لا ينتقل بالهواء أو عن طريق الملامسة.. إلخ، إنما انتقال عدوى العوز المناعي البشري تكون من خلال الدم، أو ينتقل إلى الأطفال عن طريق الرضاعة من أم حاملة للفيروس، أو عن طريق الإفرازات خلال العلاقات الجنسية.

 مدى خطورته :

عدد من نجوا بعد إصابتهم بفيروس العوز المناعي البشري يعتبر ضئيلاً، هذا إذا تمت مقارنته بعدد الحالات التي لقيت حتفها جراء إصابتهم به، فوفقاً للإحصائيات الصادرة عن كبرى المنظمات الصحية بالعالم، فأن فيروس العوز المناعي البشري قد تسبب في موت أكثر من 25 مليون فرد، وذلك خلال الـ 30 عاماً الأخيرة فقط، أي أن معدل قتلاه يقدر بحوالي 8 مليون إنسان سنوياً، أما عن معدل الإصابة فقد بلغ عدد المتعايشون مع هذا الفيروس حوالي 35 مليون إنسان، وذلك وفقاً لآخر إحصاء أجري حول الإصابة بـ العوز المناعي البشري خلال عام 2011م.

 مواطن الانتشار والحظر :

وفقاً لإحصاء 2011 فأن أغلب الإصابات بـ العوز المناعي البشري تتمركز في قارة أفريقيا، وبالأخص المنطقة الواقعة بجنوب الصحراء الكبرى، إذ بلغت نسبة المتعايشون مع المرض هناك حوالي 60% من إجمالي عدد المصابين حول العالم، ونظراً لما يمثله هذا الفيروس من خطورة اتخذت بعض الحكومات إجراءات صارمة حياله، متمثلة في حظر دخول حاملي فيروس العوز المناعي البشري إلى أراضيها، ومن أمثلة هذه الدول الصين وكوريا الجنوبية والتشيك وسنغافورة وروسيا، ومن الوطن العربي قطر والإمارات العربية واليمن والسودان، وحتى آواخر عام 2009م كانت الولايات المتحدة من ضمن الدول التي تحظر على حملة الفيروس دخول أراضيها، إلا أن بعد تعديلات قانون 98 لم يعد الأمر كذلك.

 الاكتشاف المتأخر :

من الأمور التي تعيق عملية علاج الإصابة بـ العوز المناعي البشري ،هي أن الكشف عن حدوث الإصابة لا يتم إلا في وقت متأخر، وحينها يكون الفيروس اللعين قد تمكن من الإنسان وأحكم سيطرته عليه، فحتى اليوم لم يستطع العلماء تحديد المدة التي يتسغرقها ذلك الفيروس، ما بين مرحلة وصول الفيروس إلى الجسم وحتى ظهور أول أعراض الإصابة عليه، حيث أن العوز المناعي البشري بإمكانه البقاء كامناً لفترات طويلة داخل جسم المضيف، بعض العلماء يقدرون هذه الفترة بعِدة سنوات، وهذا لا يمثل خطراً فقط على حامل الفيروس الذي لا يشعر بالإصابة، إنما أيضاً يزيد من احتمالات العدوى للمقربين منه نتيجة لممارسته لحياته الطبيعية دون حذر أو محاذير.

 علاج الفيروس :

حتى يومنا هذا لم يتمكن العلم من التوصل إلى علاج تام لفيروس العوز المناعي البشري ،إلا أن العلماء اكتشفوا أن العلاجات المضادة لأنواع الفيروسات القهرية، لها تأثير قوي على هذا الفيروس وتمنع تكاثره داخل الجسم، ومن ثم توقف أعراضه المتتالية وتبطيء معدلات تفاقم الحالة، وأثبتت بعض الدراسات التي أجريت مؤخراً أن ذلك العلاج يمكن المرضى من استعادة قدر من وظائف جهازهم المناعي، لكن في كل الأحوال هذا العلاج يعمل فقط على تحجيم المرض وكبح جماحه، لكنه لا يؤدي إلى الشفاء منه نهائياً.

بعض الدراسات الحديثة تفتح أعادت للأمل لمرضى فيروس العوز المناعي البشري ،إذ أن مؤشرات هذه الدراسات الأولية تشير إلى إمكانية علاج هذا المرض بواسطة العلاج الجيني، إلا أن هذا لا يمكن تحقيقه إلا بالكشف عن الإصابة خلال مراحلها الأولى.

 انتقال العدوى :

انتقال عدوى فيروس العوز المناعي البشري لا تكون إلا بمخالطة سوائل جسم المصاب، ولا تنتقل عن طريق المخالطة المعتادة كتشارك الطعام والشراب أو المصافحة… وقد حدد العلماء وسائل سريان العدوى وانتقالها من شخص لآخر وهي كالآتي :

  •  نقل الدم : أولى وسائل انتقال عدوى العوز المناعي البشري ،هي استخدام منتجات دم شخص مصاب وتزويد شخص معافى بها.
  •  الأم والطفل : خلال فترة الحمل من المحتمل انتقال العوز المناعي البشري من الأم المصابة إلى الجنين، وإذا أصيبت الأم بعد عملية الولادة فمن الممكن أن ينتقل الفيروس أيضاً من خلال الرضاعة.
  •  الأدوات : العوز المناعي البشري مثل كافة الفيروسات الأخرى التي تنتقل عن طريق الدم، يمكن أن تحدث الإصابة به نتيجة استمال أدوات الشخص المصاب، ومثل أدوات الحقن أو شفرات الحلاقة أو أدوات إجراء الجراحات وغيرها.
  •  ممارسة الجنس : ينتقل مرض العوز المناعي البشري أيضاً أثناء عملية الجماع،نتيجة مخالطة السائل المنوي للذكر المصاب أو الإفرازات المهبلية للأنثى المصابة.

 أعراض الإصابة :

الأعراض المصاحبة للإصابة بـ العوز المناعي البشري تتفاوت في شدتها وفقاً للمرحلة التي تمر بها، ولكنها على كل حال لا تبدأ في الظهور على المصاب إلا خلال وقت متأخر نسبياً، وخلال الأسابيع الأولى من حدوث العدوى بفيروس العوز المناعي البشري ،تكون الأعراض بسيطة وشبيهة لتلك التي تصاحب الأنفلونزا ونزلات البرد، متمثلة في نوبات صداع وارتفاع درجة الحرارة والتهابات الحلق.

أما بعد انقضاء الأسابيع الأولى من الإصابة تبدأ الأعراض الأقوى في الظهور تباعاً، متمثلة في خسارة الوزن بشكل ملحوظ وفي زمن قياسي، وكذلك نوبات متصلة من السعال والحمى والإسهال، وغالباً ما يكون كل ذلك مقترناً بظهور تضخم في العقد اللمفاوية ونخر العظام.

 التعايش مع الفيروس :

أقصى ما يمكن للأطباء تحقيقه حالياً لمرضى العوز المناعي البشري ،هو السيطرة على الفيروس والحد من المضاعفات التي تنتج عن الإصابة به، ويؤكد العلماء أن التزام المرضى بتناول الجرعات المحددة من الأدوية بانتظام، تمكنهم من العيش لعِدة سنوات أخرى بعد حدوث الإصابة وظهور أعراضها، كما أن هؤلاء تقل لديهم احتمالات تطور المرض إلى الإيدز، ويرى العلماء في ذلك دليلاً على أن أبحاثهم تتقدم في الاتجاه الصحيح، ويرون أن في المستقبل -ربما القريب- سيصير العوز المناعي البشري مجرد مرض مزمن، أي أنه سيكون مماثلاً لداء السكري أو ارتفاع ضغط الدم، أي لا شفاء تام منه لكن في نفس الوقت يمكن ترويضه والسيطرة عليه بالعلاج.

عن محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

شاهد أيضاً

مادة الليكوبين .. ما فوائدها وكيف تحصل عليها؟

مادة الليكوبين .. ما فوائدها وكيف تحصل عليها؟

مادة الليكوبين هي واحدة من أهم العناصر الغذائية وربما هي الأهم على الإطلاق وذلك لما لها من فوائد وآثار صحية إيجابية.. فما تلك الفوائد ؟ وكيف نحصل عليها ؟