خدعوكِ فقالوا إن تنظيف البشرة لا يكون إلا باستخدام كريم الصنفرة أو مستحضرات تقشير البشرة، واستخدام المستحضرات المخصصة لهذا الغرض والتي تباع جاهزة بالصيدليات، والأنواع الفعالة منها والتي تحقق نتائج جيدة ثمنها مرتفع، فهل الحل يتمثل في إهمال تنظيف البشرة وإهدار نضارتها وإطفاء توهجهها؟، بالقطع هذا ليس حلاً ولا خياراً مطروحاً، فـ تنظيف البشرة أمر ضروري، والخبر الجيد إنه في متناول الجميع، فالأبحاث التي تناولت الأمر أثبتت إن تنظيف البشرة وتنعيمها وحمايتها من الأمراض الجلدية يتطلب أمر واحد، هو التوجه إلى مطبخ المنزل وانتقاء أحد الأصناف الطبيعية التي تساعد في تنظيف البشرة ،واستخدامها في تدليك البشرة برفق أو عمل قناع الوجه المكون من خليطها.
تنظيف البشرة بوسائل طبيعية :
الوسائل الطبيعية المستخدمة في تنظيف البشرة متعددة، وهي في متناول الجميع وأغلبها يكون متوافر في مطابخنا، ونستهلكها بشكل يومي تقريباً دون أن نعي إلى إنها ليست مجرد غذاء، بل إنها في ذات الوقت تعد بمثابة مستحضر تجميلي فائق الفاعلية، ومن تلك الوسائل الطبيعية ما يلي:
1- عسل النحل :
إن أردنا إعداد قائمة بطرق ووسائل تنظيف البشرة الطبيعية، فمن العدل والإنصاف والمنطقي أن يأتي عسل النحل على رأس هذه القائمة، فيكفي القول إن عسل النحل هو وسيلة تنظيف البشرة التي لا تحتاج إلى إضافات، فمن المعلوم أن من بعض الوصفات تتضمن مواد أخرى بجانب العسل، ولكن في هذه الحالة تكون المواد الأخرى مجرد وسيلة تعزيزية، الهدف منها هو مضاعفة تأثير عسل النحل على البشرة، لكن الأبحاث أثبتت أن العسل في ذاته ومنفرداً يمكن الاعتماد عليه في تنظيف البشرة والوجه، وينصح باستخدام قدر قليل منه بصفة يومية، ويمكن أن يخفف بالماء ثم يستخدم كغسول يومي في كل صباح، للحصول على بشرة نضرة ونظيفة دائمة التوهج.
أثر العسل :
فوائد عسل النحل بالنسبة للجلد لا تتوقف عند حد تنظيف البشرة فحسب، بل إن المواد والعناصر الغذائية التي تتوفر بالعسل بنسب مرتفعة، تساهم في تغذية البشرة فتجعلها رطبة وأكثر نضارة وتوهج، وفي ذات الوقت يعد العسل وسيلة علاجية ووقائية للبشرة، فاستخدامه يساهم في علاج حب الشباب أو بثور الوجه، وذلك لإن عسل النحل يعمل كمضاد للبكتيريا المسببة لبثور الوجه، كما إن الانتظام في استخدامه يقي من التعرض لهما من الأساس، كما إنه يحد بنسبة كبيرة من احتمالات التعرض لأي من الأمراض الجلدية.
محاذير استخدام عسل النحل :
رغم إن العسل يساهم بفاعلية لا نظير لها في تنظيف البشرة ،وعلى الرغم من إنه منظف مثالي يصلح لكافة أنواع البشرة، إلا أن الأطباء يوصون بضرورة التأكد من إن مستخدمه لا يعاني من الحساسية تجاه، فبعض الأشخاص تكون جلودهم حساسة للعسل، وفي تلك الحالة استخدامه قد يلحق بهم أضرار، أو على الأقل لن يحقق لهم النتائج التي يأمولنها منه.
2- اللبن الزبادي :
فوائد اللبن والمنتجات المشتقة منه مثل الزبادي وما يشابهها متعددة، ولكن تلك الفوائد لا تنتج فقط عن تناول اللبن أو منتجاته كمصادر غذائية، إنما هي في ذات الوقت قد تتحقق باستخدامه كعلاج موضعي، ومن أبرز الأمثلة على ذلك هو استخدام الزبادي في تنظيف البشرة ،فقد أثبتت الدراسات العلمية التي تناولت الزبادي وعناصرها وآثارها الصحية، إن الزبادي مصدر غني حمص اللاكتيك والدهون والبروتينات، وجميعها عناصر لازمة للحفاظ على صحة البشرة ونضارتها وسلامة نسيجها.
أثر الزبادي :
الزبادي شأنها شأن العسل لا تتوقف فوائدها عند حد تنظيف البشرة ،إنما يمكن عمل ماسكات الوجه منها لمنح الوجه نضارة وإشراقة جذابة، كما إنها تعالج الآثار السلبية لاستخدام مستحضرات التجميل وبودر البشرة، وهي منتجات تدخل في تركيبها العديد من المواد الكيميائية الضارة للبشرة، لكن الانتظام في استخدام ماسك الزبادي يساهم في تنظيف البشرة من رواسبها.
تعزيز أثر الزبادي :
رغم إن الزبادي وحدها تعد عنصر كافي لـ تنظيف البشرة والحفاظ عليها، إلا إن الأطباء يرون إن تعزيزها بعوامل أخرى أمر مطلوب، وذلك لمضاعفة فوائدها ومضاعفة الآثار الإيجابية الناتجة عنها، والإضافات التي يمكن خلطها مع الزبادي لخلق مزيج سحري، قادر على تنظيف البشرة وتغذيتها وإعادة بريقها المفقود متعددة، فمن الممكن أن يتم مزج الزبادي مع عصارة الليمون، وكذلك يمكن خلط ملعقة من الزبادي مع أخرى من عسل النحل، والخيار الأخير يتمثل في تقطير الزيوت العطرية على الزبادي، والمقترح الأخير هذا يمنح البشرة رائحة جذابة بجانب مساهمته في تنظيفها.
3- حبات وزيت اللوز :
المكسرات على مختلف أنواعها وأشكالها لا فوائد صحية عديدة، وينصح خبراء التغذية بضرورة تناولها بانتظام وبكميات محدودة، وذلك للحصول على الآثار الصحية الإيجابية لها، مع تجنب الآثار السلبية لها والمتمثلة في الإصابة بنوع من أنواع السمنة على سبيل المثال، ولكن ماذا عن تنظيف البشرة والحفاظ على توهجها ونضارتها، هل لهذا نصيب من فوائد المكسرات؟.. نعم البشرة لها نصيب وفير من فوائد المكسرات الصحية، وبصفة خاصة اللوز الذي يمكن استخدامه في تنظيف البشرة، سواء كان ذلك بواسطة استخدام حبات اللوز المطحونة، أو كان بواسطة استخدام زيت اللوز الطبيعي في عمل ماسك للوجه.
فوائد زيت اللوز :
ما يميز الوسائل الطبيعية لـ تنظيف البشرة عن الوسائل التقليدية المباعة بالصيدليات، هو إنها لا تستخدم لغرض التنظيف فقط، بل إن الوسيلة الواحد يكون لها العديد والعديد من الفوائد والآثار، فاللوز مثل العسل مثله مثل الزبادي وكافة الأنواع الأخرى، يساهمون بفاعلية في تنظيف البشرة ،بجانب إنهم يساعدان على حمايتها وترطيبها والحفاظ على نضارتها، ويعالجون بعض الأمراض الجلدية التي من المحتمل أن تصيب الجلد، هذا بجانب إن زيت اللوز يعتبر وسيلة تجميلية شاملة، فإن فائدته لا تقتصر فقط على تجميل الوجه والبشرة، بل يمكن استخدامه كمقوي للشعر ومانع لتساقطه وتقصفه، وهذا لإن اللوز يحتوي على نسبة مرتفعة من فيتامين ج، المفيد للبشرة والشعر على حد السواء.
محاذير استخدام زيت اللوز :
زيت اللوز هو من وسائل تنظيف البشرة الطبيعية والآمنة بنسبة 100%، ولم ترصد الأبحاث العلمية أي ضرر من المحتمل أن ينتج عن استخدامه لـ تنظيف البشرة ،إلا بالنسبة لهؤلاء الذين تعاني بشرتهم من حساسية تجاهه، فهؤلاء سيكون عليهم انتقاء وسيلة طبيعية أخرى من وسائل تنظيف البشرة ،وعلى كل حال فإن حالات الحساسية تجاه زيت اللوز تعد نادرة جداً.
4- الفراولة :
من المؤكد إنك سمعت عن فوائد الفراولة للصحة العامة للإنسان، لكن ربما لم تسمع قبلاً بإن تنظيف البشرة أحد تلك الفوائد، فهذه الفائدة من فوائد البشرة للآسف غير شائعة، وكثيرون يجهلونها، ولكن لو علمناها بحق لكانت الفراولة المنافس الأقوى لعسل النحل، ولربما كانت الأحق بالحصول على المركز الأول بالقائمة.
أثر الفراولة :
الفراولة تعد واحدة من أفضل وسائل تنظيف البشرة وتنعيمها الطبيعية، وذلك بفضل ما تحتوي عليه من مركبات وعناصر فائقة الفاعلية، أهمها المركب الحامضي المسمى ألفا هيدروكسي، فذلك المركب له قدرة على التخلص من الخلايا الميتة وتحفيز نمو الأنسجة الجلدية الجديدة، ومن هذا ندرك إن فوائدها لا تقف عند حد تنظيف البشرة فقط، أو إنها لا تحقق ذلك بشكل نمطي وتقليدي، بينما تسعى الفراولة إلى تجديد نسيج الجلد بشكل عام، ولهذا فإنها لا تستخدم لترطيب وتنعيم بشرة الوجه فقط، بل تستخدم أيضاً لكافة المناطق التي يكسوها الجلد الميت المشوه للشكل العام، مثل الركبتين والمرفقين وكعب القدم.