الكالسيوم هو أحد أشهر وأهم العناصر الغذائية، وعلى الرغم من إن هذا العنصر -أي الكالسيوم – له العديد من الفوائد والآثار الإيجابية على الصحة، إلا إنه يشتهر بارتباطه بصحة وسلامة العظام، وكي تتحقق الاستفادة الكاملة من هذا العنصر الغذائي، فالأمر لا يتعلق فقط بمعدلات تناول الأغذية المحتوية عليه، فثمة أمور أخرى يجب أن يكون الإنسان على علم بها ويأخذها بعين الاعتبار.
معلومات وحقائق عن عنصر الكالسيوم :
تم تناول عنصر الكالسيوم من خلال عدة دراسات علمية، كشفت عن العديد من الحقائق والغرائب المتعلقة به، وكان من بينها الآتي:
1- أجسامنا لا تنتج الكالسيوم :
أولى الحقائق التي يجب أن نعرفها عن عنصر الكالسيوم ،هو إن ذلك العنصر لا يقوم الجسد البشري بإنتاجه ذاتياً، أي إن الحصول عليه لا يكون إلا من خلال المصادر الغذائية، ومن المعلوم إن الكالسيوم هو أحد العناصر بالغة الأهمية، والذي يشكل نقصه في الجسم خطورة على الحالة الصحية العامة، وبصفة خاصة صحة العظام، إذ أن هذا العنصر هو أساسي لبناء العظام والحفاظ على قوة نسيجها وسلامته، وتزداد الخطورة الصحية النتاجة عن نقص هذا العنصر باختلاف الفئة العمرية، إذ أن الكالسيوم عنصر بالغ الأهمية بالنسبة إلى الطفل في مراحل النمو المختلفة.
2- الكالسيوم وعلاقته بالنوم :
وجدت الدراسات إن هناك علاقة وطيدة بين عنصر الكالسيوم وفترات النوم، فلعلك لاحظت إن خبراء التربية البدنية ينصحون لاعبي كمال الأجسام، بضرورة الحصول على قسط وافر من النوم والراحلة، والسر في ذلك هو إن بعض العناصر لا يستفيد منها الجسم إلا في حالة السبات، مثل البروتين اللازم لبناء وتضخيم العضلات، وكذلك عنصر الكالسيوم اللازم لتقوية العظام والحفاظ على سلامتها، فخلال ساعات الليل بينما تستعد كافة أعضاء الجسم إلى الخمول، والحصول على بعض الراحة لاستقبال يوم جديد من النشاط، فهناك أعضاء أخرى على النقيض من ذلك، فمثلاً الكبد وكذلك الغدة الدرقية، هما أعضاء تنشط خلال ساعات الليل مما يجعل عملية امتصاص الكالسيوم أيسر وأسهل، كما إن عنصر الكالسيوم من العناصر التي تساهم في الحصول على نوم هادئ، ولهذا ينصح بالحرص على تشجيع الأطفال على تناول اللبن قبل أن يخلدوا للنوم.
3- انخفاض الدسم مرتبط بارتفاع الكالسيوم :
من أشهر فوائد اللبن الحليب إنه يمد الجسم بقدر وفير من عنصر الكالسيوم ،هذه معلومة شائعة حتى وسط العامة، وهي معلومة صائبة وصحيحة بنسبة 100%، ولكن الخطأ الذي يقع به الكثيرون عند تناول اللبن وخاصة عند شرائه للأطفال، هو إنهم يحرصون على شراء النوع مكتمل الدسم، اعتقاداً بإن ارتفاع الدسم يصاحبه ارتفاع بالقيمة الغذائية، وكذلك ارتفاع نسبة العناصر المتوفرة به وعلى رأسها عنصر الكالسيوم ،بينما الحقيقة التي أثبتتها عدة دراسات علمية تناولت الأمر، هو إن العكس هو الصحيح، أي إن اللبن والمنتجات الغذائية المشتقة منها، كلما انخفضت نسبة دسمها كلما ارتفعت بها معدلات الكالسيوم ، والنسبة التقديرية لمحتوى كوب اللبن الواحد من عنصر الكالسيوم كانت:
- كوب لبن كامل الدسم : 270 ملجم من الكالسيوم
- كوب لبن قليل الدسم : 400 ملجم من الكالسيوم
4- الكالسيوم والكافيين لا يجتمعان :
قد تكون حريصاً على تناول الأطعمة التي تحتوي على عنصر الكالسيوم ،فتتناول اللبن بانتظام، وتحرص على تضمين وجباتك أنواع من الأغذية المختلفة المحتوية على الكالسيوم ،ولكنك في نهاية المطاف تفاجئ بإنك مصاب بحالة من لين أو هشاشة العظام، فكيف من الممكن أن يحدث ذلك؟.. ذلك يحدث إذا كنت معتاد على تناول كميات كبيرة من مشروبات الكافيين، وذلك لأن الدراسات العلمية المجراه في هذا الشأن، قد أثبتت إن الكافيين يُبطل مفعول عنصر الكالسيوم ، ولكن إن كنت من محبي الشاي أو القهوة فما من داع للقلق، فإن ذلك التأثير رغم إثبات صحته إلا إنه محدود جداً، فكوب واحد من القهوة يحد من تأثير ملعقة لبن واحدة، فالمقصود هنا وما يحذر منه الأطباء وخبراء التغذية، هو الإفراط في تناول القهوة والشاي بكافة أنواعه، أما المشروبات من أمثلة مشروبات الطاقة أو المشروبات الغازية، فلابد من الامتناع التام والنهائي عنها، وذلك لإنها تركيبها يحتوي على نسب مرتفعة جداً ومركزة من الكافيين، وبالتالي فإنها تحد بنسبة كبيرة من قدرة الجسم على امتصاص عنصر الكالسيوم ،وبالتالي تحرمه من التمتع بالآثار الصحية له.
5- احذر الفسفور :
لتحقيق الاستفادة الكاملة من عنصر الكالسيوم ،فلابد من خفض معدلات الفسفور في الجسم، والحرص على أن تبقى في مستويات معتدلة نسبياً، وذلك لإن ارتفاع نسبة الفسفور في الجسم يُحدث نتائج عكسية، إذ يؤدي إلى تسرب الكالسيوم من العظام، وترتيباً على ذلك يتخلخل النسيج العظمي ويصيبه الضعف والهشاشة.. عنصر البروتين رغم أهميته البالغة في بناء الكتلة العضلية، وفوائده الصحية الأخرى العديدة، إلا إن تركيبه يتضمن عنصر الفسفور، لذا يجب الحرص على تناوله باعتدال، وكذلك تعتبر الصودا هي أكثر المشروبات احتواءً على الفسفور، ولهذا ينصح دوماً بالإقلال من تناولها قدر الأمكان.
6- لا تتناوله جرعة واحدة :
الفوائد الصحية والآثار الإيجابية لعنصر الكالسيوم لا تتحقق بكثرته، أو بمعنى أدق لا تتحقق في الحصول على الحصة التي يحتاجها الفرد، عن طريق تناول المصادر الغنية به في وجبة واحدة، ويقدر الأطباء الحد الأدنى الواجب الحصول عليه يومياً من عنصر الكالسيوم ،بحوالي ألف مليجرام أو ما يزيد عن ذلك قليلاً، والطريقة المثلى لتحقيق ذلك تكون عن طريق تناول الحصة مجزأة، وذلك يكون بالحرص على تضمين كل وجبة من الوجبات الثلاث الرئيسية، حوالي 500 تقريباً ملجم من عنصر الكالسيوم ،والسر في ذلك هو إن الجسم يعجز عن التعامل مع الكميات الكبيرة من الكالسيوم دفعة واحدة، ولن يتمكن من امتصاصها والاستفادة بها بالكامل، وبالتالي فإن تناوله مُجمع سيكون هو وعدم التناول سواء.
7- كثرته ضارة :
أمام فوائد الكالسيوم الصحية العديدة، قد يتوهم البعض إن تناول الكالسيوم بمعدلات أكبر سيؤدي إلى مضاعفة أثره الإيجابي، بينما العلماء أثبتوا إن العكس هو الصحيح، إذ وجدوا إن ارتفاع نسبة الكالسيوم في الجسم يقود إلى العديد من المشكلات الصحية، ومنها ما يمكن وصفه بالجسيم، فزيادة نسبة الكالسيوم تؤدي إلى إضعاف عضلات الجسم المختلفة، كما تؤثر على عملية الهضم وتصيبها بالاضطرابات، علاوة على إن ارتفاع الكالسيوم يؤدي إلى ترسبه في الجهاز البولي، مما يزيد من احتمالات تكون حصوة الكلى أو الحالب، هذا بجانب ملاحظة العلماء إن ارتفاع الكالسيوم يصاحبه نقص الحديد، وهو أحد أخطر الإصابات الصحية التي قد تلحق بالإنسان.
8- يتوفر بمصادر مختلفة :
أمام ما تضمنته الفقرات السابقة من فوائد الكالسيوم ،وخطورة حدوث نقص في معدلاته بالجسم، فلعل السؤال الملح الآن هو كيف يمكن الحصول عليه، والإجابة المبشرة هو إن الكالسيوم يتوفر بالعديد من المصادر الغذائية، سواء المصادر النباتية أو الحيوانية، فهو يتوفر بنسب مرتفعة في اللبن والبيض والمنتجات المشتقة منهما، وكذلك يتوفر بمصادر الغذاء النباتية وأشهرها الخضروات الورقية.
9- الكالسيوم والعناصر المعززة :
في النهاية تجدر بنا الإشارة إلى إن الكالسيوم كي يحدث تأثيره، فإنه يحتاج إلى أن يعزز ببعض العناصر الأخرى، والتي تسهل من عملية امتصاص الجسم له، ومن أمثلة هذه العناصر فيتامين د، والذي لا يتوفر في عدد كبير من الأطعمة، لكن تعد أشعة الشمس أحد المصادر المُمدة به، ولهذا ينصح الأطباء دوماً بضرورة تعريض الأطفال إلى الشمس، كي تقوى عظامهم وتنمو بالشكل السليم، وأيضاً ممارسة الرياضة من الوسائل التي تزيد من قدرة الجسم على استيعاب الكالسيوم والاستفادة به.