علامات الإدمان التي تحسم الأمر تستوجب إجراء تحليلات معملية، وهو الأمر الذي لا يمكن للآباء القيام به، في زمن صارت فيه مراقبة الابناء ضرورة لحمايتهم من التهديدات المحيطة، وتعد المخدرات واحدة من أخطر العوامل المهددة لشبابنا، ولهذا حدد خبراء النفس مظاهر الإدمان السلوكية، التي يمكن للآباء ملاحظتها واكتشاف إقدام ابنهم على تعاطي المخدرات، ويكون ذلك سبباً في إنقاذه من هذه السموم.
ما هي علامات الإدمان ؟
علامات الإدمان لا تقتصر فقط على الهزال والضعف والحالة الصحية للمدمن، فهذه المؤشرات غالباً لا تظهر إلا بعد وقت طويل، أما العلامات السلوكية للإدمان فتظهر في وقت مبكر وتتمثل في:
الانعزال :
كل شخص يرتكب جرماً ما يلجأ إلى الهروب، وهذا هو حال متعاطي المخدرات، فهو في داخله لديه يقين من أنه يرتكب جرماً في حق نفسه وأسرته، وذلك الشعور يؤدي إلى ظهور أولى علامات الإدمان ،وهو الانعزال التام والدائم عن أفراد أسرته، فتجده أغلب الوقت إما خارج المنزل وإما حبيس غرفته، فهو يخشى الاختلاط بهم كثيراً حتى لا يتم فضح أمره، وغالباً ما يتزامن مع ذلك هجره لأصدقاء الماضي، وانضمامه لرفقاء جدد يشاركونه اهتماماته المستحدثة.
الخمول والإرهاق :
الإرهاق هو شعور ينتابنا جميعاً نتيجة الجهد الزائد المبذول بأي نشاط، وقد يكون ناتجاً بسبب مرض لم تبد أعراضه الظاهرية بعد، أما إذا كان تعاطي المخدرات هو مُسببه فسيكون الإرهاق دائماً، مصحوباً بحالة من حالات الخمول العقلي، فالشاب المدمن إما يكون واقعاً تحت تأثير المخدر أو إنه في حاجة إليه، وفي كلا الحالتين تنخفض قدره على الانتباه ويتشتت تركيزه، فلا يعد يستجيب للنداء إلا بعد تكراره مرات، وتكون إجاباته مشوهة وغير مترابطة ومبتورة العبارات، أو أن يصبح نسيان المواعيد وأماكن الأشياء سمة رئيسية به بسبب عجزه عن التركيز، كل هذه الأمور وما يشابهها تندرج ضمن قائمة علامات الإدمان السلوكية
اضطرابات النوم :
لا يمكن أن يكون نوم الشخص المدمن منتظماً أبداً، وذلك لأن أيا كان نوع المادة التي يتعطاها مخدرة أو منشطة، فهي تؤثر سلباً على كيمياء المخ وتحدث له اضطرابات، وهنا تظهر علامات الإدمان في السهر لساعات متأخرة من الليل، أو النوم لفترات تفوق المعدل المعتاد للنوم الطبيعي.
الإسراف :
من بين علامات الإدمان هذه العلامة التقليدية المتكررة بأفلام السينما، لكنها واقعية تماماً فأي متعاطي يحتاج المال لشراء المواد المخدرة، فإذا وجدت الشاب قد صار مسرفاً فجأة ولم يعد يكفيه مصروفه الذي كان يكفيه بالأمس، فيمكن أن يكون ذلك أحد مؤشرات الإدمان، وعادة ما يحاول اختلاق حجج يبرر بها تكرار طلبه للمال والإلحاح عليه، كالادعاء بأن المدرسة طلبت تبرعات من أولياء الأمور، أو أنه يحتاج لشراء بعض القطع لتحديث جهاز الكمبيوتر الخاص به، وكل ما عليك حينها لتقطع الشك باليقين هو أن تتأكد من أنه اقتنى ما طلب المال لأجله.
المزاج المتقلب :
تقلب المزاج من أحد علامات الإدمان الظاهرة، إلا أنه ليس هناك مقاييس محددة لها، حيث أن الحالة النفسية والمزاجية للمدن تختلف باختلاف نوع المخدر، فهناك ما يجعله صامتاً شارداً منعزلاً عن الحياة، ومنها ما يدفعه إلى الضحك بهستيرية مع الميل إلى السخرية من المحيطين به، لكن في كل الحالات يمكن تمييز المبالغة في الأمر، فإن بدت عليه السعادة فإنها تكون مبالغة ولا تتناسب مع حجم الحدث، وإن كانت كآبة فلا يكون لها مبرر واضح.
السرقة :
المدمن يخشى شيء واحد في حياته، هو أن يختفي المخدر الذي يتعطاه من السوق، ولذلك لا يكتفي بالجرعات التي يتعاطاها ويحاول اختزان أكبر قدر ممكن، وغالباً ما يدفعه ذلك إلى السرقة لتوفير المال اللازم لشراء المخدرات.. وقد حدد علماء النفس أسباب أخرى عديدة للسرقة كالتدليل الزائد أو الحرمان المدقع وغيرها، لكنها أيضاً قد تكون واحدة من علامات الإدمان