مكونات السيجارة الإلكترونية ومخاطرها

السيجارة الإلكترونية كان ظهورها الأول في عام 2005م تقريباً، ولم يكن ينتجها سوى مصنع واحد بدولة الصين، وخلال عشر سنوات فقط نمت تلك الصناعة بشكل كبير، واليوم تنتج السيجارة الإلكترونية أكثر من 460 منشأة صناعية حول العالم، وبلغ حجم الاستثمار بصناعتها أكثر من 3 مليار دولار أمريكي، وذلك الانتشار الواسع والسريع الذي حققته السيجارة الإلكترونية ،كان سبباً في جذب الأنظار إليها وتناولها بالدراسة والبحث، والنتيجة كانت مخيبة للكثير من الآمال، فقد أثبتت الأبحاث أن السيجارة الإلكترونية ليست البديل الآمن أو المأمول!

 السيجارة الإلكترونية .. المكونات والمخاطر :

السيجارة الإلكترونية ليست بديلاً مثالياً للتدخين التقليدي، فقد توصل العلماء إلى سلبيات ذلك الشكل من أشكال التدخين، ولكن قبل التطرق إليه يجب أولاً التعرف على مكونات السيجارة الإلكترونية وآلية عملها.

 أولاً : مكونات السيجارة الإلكترونية :

بالنظر إلى الأجزاء التي تتكون منها السيجارة الإلكترونية ،سنعلم أن توفير بديل للتبغ لم يكن هدف صانعيها الوحيد، بل أنهم أرادوا لسيجارتهم أن تحاكي السجائر العادية في كل شيء، وذلك لإيهام مستخدم السيجارة الإلكترونية بأنه يُدخن سيجارة حقيقية.. وتلك الأجزاء المكونة للسيجارة هي:

•  نيكوتين سائل : سائل النيكوتين المستخدم بـ السيجارة الإلكترونية ،يحتوي على 1% فقط من النيكوتين الممزوج بنكهات مختلفة.
• خلية تسخين : ينحسر دورها في تدفئة سائل النيكوتين.
• فلتر : بالتأكيد السيجارة الإلكترونية لا تحتاج إلى فلتر، وبناء عليه فأن ذلك الفلتر الطرفي ما هو إلا استيفاء للشكل، فلا وظيفة له سوى إشعار المستخدم بأنه يدخن سيجارة عادية.
• مصباح : دور المصباح لا يختلف عن دور الفلتر، فهو فقط وسيلة لمحاكاة شعلة السيجارة الحقيقية.
• حساس : خلية الحساس بـ السيجارة الإلكترونية تستشعر اندفاع الهواء، ونتيجة لذلك تعمل البطارية بشكل أوتوماتيكي، فيتم تفعيل خلية التسخين لتدفئة النيكوتين السائل.
• البطارية : هي مصدر الطاقة بـ السيجارة الإلكترونية ،أغلب أنواع هذه السجائر تكون بطاريتها قابلة للشحن عِدة مرات، والشحنة الواحدة تمنح للمستخدم حوالي 300: 350 نفثة.

 مخاطر السيجارة الإلكترونية :

يرى البعض أن السيجارة الإلكترونية هي البديل الآمن للتدخين التقليدي، وكانت تلك النظرة هي السائدة إلى وقت قريب، حتى تمكن العلماء من الكشف عن الوجه الآخر للتدخين الإلكتروني، وما قد ينتج عنه من أضرار صحية، منها:

 الإدمان :

من العوامل المشتركة بين السيجارة الإلكترونية والسيجارة العادية، هي أن كلاهما يُسبب الإدمان، فقد كشفت الدراسات العلمية أن النيكوتين المستخدم بالسجائر الإلكترونية، وإن كانت نسبته أقل، إلا أن استهلاكه لفترات طويلة سيدفع الجسم للاعتياد عليه، ومن ثم إدمانه، وبالتالي أي محاولة للتوقف عن تدخين السيجارة الإلكترونية ،سيتسبب في إصابة الإنسان بنفس أعراض انسحاب النيكوتين العادي.

 استهلاك النيكوتين :

هناك بعض الدراسات تشير إلى أن السيجارة الإلكترونية قد تساهم في الإقلاع عن التدخين، لكن هذه النظرية تقابلها عِدة نظريات أخرى، تؤكد على أن استخدام السجائر الإلكترونية ليست خالية من النيكوتين، وبالتالي فأن استخدامها يزيد من إدمان الشخص عليه، ولذلك فإن من المحتمل أن تتحقق نتائج مضادة للمرغوب، وبدلاً من أن تكون السيجارة الإلكترونية عامل مساعد على الإقلاع عن التدخين، تصير سبباً في الإقبال على النيكوتين والتدخين بشراهة أكبر.

 مسببات السرطان :

بعض الدراسات العلمية التي أجريت بالولايات المتحدة، والتي تمت من خلال فحص مجموعة ضخمة لأنواع مختلفة من السيجارة الإلكترونية ،والنتيجة كانت أن 50% تقريباً من العينات الخاضعة للبحث، كانت تحتوي على مسببات مرض السرطان، كما أوصت منظمة “WHO” بحظر تدخين السيجارة الإلكترونية بالأماكن المغلقة، وذلك تجنباً لتلوث الهواء بالأنبعاثات الكيميائية للسيجارة الإلكترونية.

 المشكلات الصحية :

السيجارة الإلكترونية قد تكون مسبباً للعديد من المشاكل الصحية، ذلك وفقاً لما توصل له العلماء بجامعة أثينا اليونانية، إذ قاموا بإجراء التجارب على أكثر من 30 متطوعاً، ثلثهم تقريباً لم تكن له تجارب سابقة مع التدخين، وبعد استخدام هذه المجموع السيجارة الإلكترونية ،أظهرت الفحوصات إصابة بعضهم بمشكلات صحية بالرئة، مثل أمراض الانسداد الرئوي المزمن والربو وغيرهما.. كما وجدت دراسات أخرى أن السيجارة الإلكترونية قد تقود لأمراض خطيرة أخرى، منها التسبب في الإصابة بالسكتة الدماغية أو الأزمات القلبية، بجانب أنها تزيد من نسبة احتمالات التعرض لمرض السكري.