جسمك عنوان لصحتك : –
جسم الإنسان قد يُظهر بوضوح مدى تمتع الإنسان بصحة جيدة من عدمه، فالجسم هو الوعاء الذي يقوم الإنسان بالتعايش داخله، والطعام أولى أساسيات التعايش في جسم الإنسان، فلا غنى لأى إنسان كان عن الطعام، والعلاقة بين الغذاء وجسم الإنسان علاقة وثيقة ترتبط بحسن إختيار الإنسان لنوعية وكمية الطعام ويضاف إلى ذلك اختياره لموعد تناول طعامه، فالوقت المناسب عامل ذو تأثير مهم على الجسم بما قد يحدثه من فوائد أو أضرار حسب تعامل الإنسان مع جوعه وكيفية ووقت إشباعه.
ويعد جسم الإنسان على درجة عالية من الذكاء، فهو يمر بفترات نشاط يكون أقدر فيها على حرق العناصر الغذائية المتنوعة، حتى وإن كانت وجبة دسمة، ويمر بفترات خمول وكسل حيث يتمسك بما تقدمه له من طعام ويهضمه ببطء ويستفيد منه إلى أقصى حد وفقا لطاقته المحدودة ثم يخزن الباقي على هيئة دهون يصبح من الصعب التخلص منها بعد ذلك كما أنها لها أثرها السيء على صحة الإنسان بشكل عام.
الجسم السليم دليل ذكاء الإختيار :
ويعد تمتع الانسان بجسم سليم دليل على أن الإنسان يملك القدرة على تنظيم أولوياته بما يتناسب مع وقته، وأنه قادر على تناول وجباته في أوقات مناسبة خلال يومه، فيوصى الخبراء بأن يتناول الإنسان في وجبة الإفطار وهى أهم وجبة على الإطلاق، ما يشاء من الأطعمة المغذية المحببة إلى نفسه، حيث يكون جسم الإنسان في أوج نشاطه مستعدا للحرق بكفاءة عالية، أما عن الغذاء فيأكل الإنسان وجبة معتدلة ومتوازنة أيضا حيث يكون الجسم قادرا على الحرق إنما ليس بكفاءة وجبة الإفطار، أما عن العشاء فيوصى الخبراء بتناول وجبة خفيفة قبل النوم بفترة مؤكدين كسل أجهزة الجسم في تلك الفترة المتأخرة من اليوم عن الهضم بكفاءة عالية، ويوصى الخبراء بتقسيم الوجبات الثلاث إلى عدة وجبات صغيرة، يصل عددها إلى ست أو سبع وجبات يتناولها الإنسان على مدار اليوم، كى لا يعطى الفرصة لجسمه للشعور بالجوع الشديد أو الجوع العاطفي الذي قد ينشأ من الفراغ أو التحدث عن الأكل أو شم رائحة طعام ما أو الحزن أو الإكتئاب.
اضرار الأكل في وقت متأخر من الليل :
ثبت علميا أن هناك علاقة وثيقة بين الأكل وخصوصا أكل وجبات دسمة ومليئة بالسعرات الحرارية والدهون والنشويات في أوقات متأخرة ليلا، وزيادة الوزن والبدانة والسمنة المفرطة، وترهل الجسم والشعور العام بالخمول والإرهاق والصداع والإكتئاب والتعب، كما يؤدى الأكل في وقت متأخر من الليل قبل النوم لرؤية الكوابيس أو للشعور بالحموضة أو توقف النفس فجأة أثناء النوم وما ينتج من تكرار ذلك من خطر على جسم الفرد خصوصا وصحته عموما، ويوصى الخبراء بأن تكون آخر وجبة تسبق النوم بحوالى ثلاث ساعات على الأقل حيث يكون الجسم قد استطاع هضم آخر وجبة تم تناولها وبذلك ينام الإنسان مستريحا دون شعور بأى ضغط على جسمه ومعدته، ويؤكد الأطباء أن الإنسان إذا شعر بالجوع قبل النوم فيستطيع تناول الخضراوات أو الفاكهة أو تناول اللبن الزبادى مع وجود شرط يقتضى عدم النوم فورا بعد تناول تلك الأطعمة وإنما ترك ساعة إلى ساعتين على الأقل لتلك الأطعمة الخفيفة ليقوم الجسم بحرقها.
ولذلك عزيزى القارىء إذا كنت تطمح في الوصول إلى جسم سليم وصحة ممتازة ينبغى عليك التوقف للتفكير في أوقات طعامك وتأثيرها الإيجابي أو السلبي على جسمك وصحتك، وعدم الإنسياق وراء السهر لأوقات متأخرة وأطعمة تفتح الشهية في الوقت غير المناسب.