الرئيسية - صحة الطفل - كيفية تحقيق الرعاية النفسية لحديثي الولادة
كيفية تحقيق الرعاية النفسية لحديثي الولادة
كيفية تحقيق الرعاية النفسية لحديثي الولادة

كيفية تحقيق الرعاية النفسية لحديثي الولادة

الرعاية النفسية لحديثي الولادة هي للآسف من الأمور التي يتم إهمالها، وذلك إما جهلاً تاماً وعدم تقبل فكرة تعرض طفل رضيع لضيق نفسي، وإما استهانة بمدى أهميته ودورها في تنشأة الطفل تنشأة صحية، وينصب كامل اهتمام الأم والأسرة على الحالة الجسمانية للطفل، ويراقبون باهتمام بالغ مراحل تطوره البدني وكذا القدرات الإدراكية والعقلية، ولكن خبراء طب الأطفال وعلم النفس يؤكدون على أن الحالة النفسية هي أساس ذلك النمو، ومن ثم تكون الرعاية النفسية لحديثي الولادة من الأمور شديدة الأهمية ،لضمان نمو الأطفال بشكل سليم وتنشأتهم تنشأة صحية.

 كيف تتوفر الرعاية النفسية لحديثي الولادة ؟

الرعاية النفسية لحديثي الولادة ليست بالمهمة البسيطة وأيضاً ليست بالمستحيلة، فكل المطلوب لتحقيقها هو التعرف على مجموعة القواعد الإرشادية، التي حددها خبراء علم النفس وطب الأطفال والتي تضمن تحقيق هذه الغاية، وهي طرق الرعاية النفسية لحديثي الولادة التي يبدأ اتباعها منذ اليوم الأول لولادة الطفل، وتستمر حتى بلوغ الطفل للعام الثاني من عمره تقريباً.

 الوسيلة التعبيرية للطفل :

لتتمكن الأم من توفير الرعاية النفسية لحديثي الولادة ،فعليها أولاً أن تتعلم طرق ترجمة لغة الطفل الوليد التي يعبر بها عما بداخله، وهذه الوسيلة الوحيدة التي يمكلها هي البكاء، والأبحاث العلمية الحديثة قد جاءت نتائحها بأن الطفل يقضي حوالي 7% من اليوم باكياً، حيث إنها وسيلته في إبلاغ المحيطين به عن شعوره بعدم الارتياح نتيجة أي متغير، فهو يبكي عن شعوره بالبلل أو تعرضه لأحد الأمراض أو الحرارة… الخ، ولهذا فإن أولى الخطوات نحو الرعاية النفسية لحديثي الولادة ،تتمثل في التفرقة بين أنواع البكاء ومعرفة مبعثها.

 أنواع بكاء الطفل :

  • بكاء الألم : البكاء هو رد فعل طبيعي ينتج عن الكبار والصغار عن التعرض لشعور الألم، وفيما يخص الطفل الرضيع فإن بكاءه الناتج عن الألم له أمارات محددة، فذلك النوع من البكاء يتميز بكونه بكاء حاد وبصوت متقطع مرتفع، ويكون مقسم إلى مقاطع تفصل بينها لحظات صمت يلتقط الطفل خلالها أنفاسه ثم يعاود البكاء مرة أخرى.
  • بكاء الجوع : هذا النوع من أنواع البكاء هو الأكثر تكراراً خلال اليوم، وهو بالنسبة للأطفال حديثي الولادة الوسيلة الخبرية الوحيدة المتاحة، والتي من خلالها يبلغون الأم بحاجتهم إلى الغذاء، وهذا النوع من البكاء يتميز بالتدرج في الشدة والارتفاع، فهو يبدأ بمرحلة الهنهنة البسيطة ثم تبدأ شدته في الارتفاع ببطء، ولا يوجد لها حد أقصى فهي ستستمر في الارتفاع حتى ينال طعامه.
  • بكاء الغضب : وهذا البكاء هو ما يجب الانتباه له لتحقيق الرعاية النفسية لحديثي الولادة ،حيث يعد صاحب التأثير الأقوى عليها، ويكون ذلك النوع من البكاء عنيف وحاد ومنتظم، ولا يتوقف طالما أن حاجة الطفل لم يتم تلبيتها.
  • البكاء المتقطع : وهو أحد أنواع البكاء المختلف على تفسيرها بين العلماء، ولكن هناك إجماع على ضرورة الانتباه إليها، ليس فقط كجزء من مشمول الرعاية النفسية لحديثي الولادة ،إنما لأنه قد يكون مؤشراً لإصابات أخرى أشد خطورة، وهذا النوع من البكاء يتميز بالحدة والاستمرار لمدة طويلة، فهو قد يستمر لمدة 3: 4 ساعات متصلة خلال اليوم الواحد.

 طرق الرعاية النفسية لحديثي الولادة :

 لعل السؤال المنطقي عن الحديث عن الرعاية النفسية لحديثي الولادة “ما هو الشعور الذي يكون لدى الطفل خلال الفترة الأولى بعد ميلاده؟”.. هذا السؤال لا توجد له إجابة واضح رغم ما بذله العلماء من جهد للتوصل إليها، لكن جميعهم اتفقوا على أن التغير المفاجئ للبيئة المحيطة للطفل، وخروجه من بيئته المألوفة داخل رحِّم الأم إلى عالمنا يشكل له ما يشبه الصدمة، حيث أن الطفل في ذلك العمر المُقدر بالدقائق، رغم عدم اكتمال قدرته على التحكم في أطراف جسمه، إلا أن حواسه تكون متنبهة للمثيرات من حوله، وعليه فإن الحاجة إلى توفير الرعاية النفسية لحديثي الولادة تبدأ منذ اللحظة التالية لولادتهم مباشرة.

اللمس :

يمتع الله الطفل لحظة ولادته بمجموعة المهارات اللازمة للتعامل مع حياته الجديدة، فرغم صعوبة تحكمه في جسم وضعف قواه العضلية، فأن الأبحاث العلمية أكدت أن قدرات الوليد العقلية الإدراكية تكون حادة وقوية، ويولد الطفل مهيئاً لاستقطاب ما يحتاجه من معلومات تناسب هذه المرحلة من عمره، لكن هذه القدرة الإدراكية ذاتها تتسبب في تشتته وتشكل صدمة، نتيجة تغير محيطه تغيراً جذرياً بعد خروجه من رحِّم أمه، وهنا تبدأ أولى خطوات الرعاية النفسية لحديثي الولادة ،متمثلة في احتضان الأم لمولودها وإرضاعه خلال الساعات الأولى لولادته وإشعاره بقربها وحنانها، فذلك يهدئ من أعصاب المولود ويمنح الطمأنينة ويجعله يتآلف بشكل أسرع مع محيطه الجديد.

 الصوت :

العامل الصوتي من أهم عوامل الرعاية النفسية لحديثي الولادة ، حيث كشفت الأبحاث العلمية أن الطفل يكون قادراً على السمع منذ لحظة ميلاده، ثم يبيت بمقدوره خلال فترة وجيزة التمييز بين مختلف الأصوات، بل ويتفاعل معها وينجذب إليها ويتأثر بها، وهذا يفسر اطمئنانه لسماع صوت الأم ومعرفته من أنها متواجدة في محيطه، كذا يتأثر إيجابياً ببعض النغمات الصوتية التي تكون على هيئة أغنيات، كالأغنيات الموروثة شعبياً التي تُسمع للأطفال حتى يتمكنوا من الغط في النوم، وقد أثبتت الدراسات أن هذه الأغنيات الهادئة حين يسمعها الطفل ينعم بشيء من الاسترخاء، وتهديء أعصابه ويطمئن قلبه وهذا سبب كفه عادة عن البكاء عند سماعها.

 الأرجحة :

أرجحة الطفل الرضيع وهدهته بفراشه أو حملاً على الأذرع، هي من أكثر العوامل التي تدخل عليه الفرحة والسعادة، وهي على درجة من الأهمية دفعت الخبراء من التحذير من تبديد فاعليتها بتكرارها، ونصحوا باللجوء إلى الأرجحة الخفيفة بعد دخول الطفل إلى النوم، وذلك حتى يحصل على نوم هادئ ومريح وغير مضطرب، أما استغلالها كأساس لإدخال الطفل إلى النوم يهدد بفقدانها لدورها، حيث أن تكرار هذه العملية يفقدها ما ينتج عنها من تأثير، بجانب أن تأثيرها قد ينقلب إلى العكس إذا كان الطفل لا يرغب في النوم، وحينها ستكون أرجحته سبباً في إصابته بالضيق والتوتر.

 القرب :

من أخطأ الأفعال التي تعرقل الرعاية النفسية لحديثي الولادة ،هي التعامل مع الوليد باعتباره مُغيب وغير مدرك لما يدور بمحيطه، لكن الحقيقة أنه يكون مدرك تماماً لهذا، ويُفضل غالباً الطفل الوليد وجود أحد الأشخاص المتعلق بهم بجانبه، وذلك الشخص يكون أحد من يشتملونه بالرعاية كالأم أو الجدة، فمجرد استشعاره بوجودهم يدخل على نفسه السكينة والهدوء، ومحاولة خداع الطفل هنا لا تفلح عادة لقدرته على تمييزهن عن الآخريات، فالطفل حديث الولادة يمتلك حاسة شم قوية جداً تمكنه من تمييز رائحة الأم، كما أن حاسة البصر لديه تعمل منذ الأيام الأولى لولادته، ويكون بمقدوره التركيز على أي جسم في محيطه يبعد مسافة 25 سم عن عينيه.

 توفير سبل الراحة :

من البديهي أن ترتبط الرعاية النفسية لحديثي الولادة بتوفير الراحة، لكن السؤال هو كيف تتم هذه الراحة وما مفهومها بالنسبة للطفل، فالرعاية النفسية للطفل في هذا العمر تتطلب ملاحظته على مدار 24 ساعة، والعمل على تغيير كل عامل يسبب له المتاعب، كالحرص على تغيير ملابسه المبتلة سريعاً ليعود إلى نومه بارتياح، والتأكد من حصوله على القدر الكافي لإشباعه من الطعام، واتباع إجراءات ما بعد الطعام التي تقي الطفل من المغص وآلام المعدة، والتعرف على أنواع بكاء الطفل لتفهم متطلباته والتمكن من تلبيتها.

عن محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

شاهد أيضاً

قلب الطفل .. ما تأثير الغذاء وعادات الأم عليه ؟

قلب الطفل .. ما تأثير الغذاء وعادات الأم عليه ؟

العناية بـ قلب الطفل ليس أمراً اختيارياً ويبدأ مبكراً جداً، فهو يبدأ مع بداية الحمل.. فما النصائح التي يقدمها الأطباء كي ينمو قلب الطفل بشكل صحي وسليم