الرئيسية - صحة الطفل - اسباب التبول اللاإرادى (السلس البولي) والوقاية منه وعلاجه
اسباب التبول اللاإرادى السلس البولي الوقاية علاج
اسباب التبول اللاإرادى السلس البولي الوقاية علاج

اسباب التبول اللاإرادى (السلس البولي) والوقاية منه وعلاجه

مرض التبول اللارادي (السلس البولي) يصيب الأطفال الرضع وجميعهم يمر بمرحلة المعاناة بهذا العرض ويمرون به بعد اكتمال النمو واكتمال القدرة على التحكم في عضلات المثانة البولية. ويصيب المرض أيضا كثير من الرجال في الأعمار ما بعد الخمسين اما نتيجة لمشاكل صحية عضوية في الكليتين, الحالبين, المثانة البولية والبروستاتا أو يكون نتاج لمشاكل وضغوط نفسية شديدة يضيع معها الادراك والوعي أحيانا.

ولأن غالب المصابين بهذا العرض والذي قد يتطور في كثير من حالات أطفالنا الصغار الى مرض فسنفتح الباب لنتدارك الأمر بوافر من المعرفة والمعلومات عن هذا المرض عند الأطفال حتى نستطيع أن نخفف من حدة ونسب حدوث هذا المرض لأطفالنا الأن وبالتالي تتحسن صحتهم العضوية والنفسية وسنجني هذا كمجتمع في المستقبل القريب.

يستمر حدوث التبول اللارادي عند الاطفال الرضع في كل الاوقات وذلك حتى يبدأ الطفل بالاقلال من هذا الفعل بحكم تطور خلايا المثانة البولية واكتمال تكوين عضلاتها وتنامي قدرات الطفل في التحكم فيها وبالتالي يستطيع المخ ان يتحكم نسبيا بالتدريج في منع التبول لاراديا. ونمو الأطفال يكون بمعدلات مختلفة نسبيا, فنسبة التبول اللاإرادى في الأطفال في أثناء الليل تختلف من سن الى أخر, ومن حالة لأخري. فبعض الرضع ينام طوال الليل دون أن يتبول منذ لحظة ولادته ولكن يوجد أيضا أطفال يتبولون لاإراديا وهم في عامهم الخامس رغم قدرتهم على استخدام الحمام وادراكهم الطبيعي لعملية التبول بأنها لا تصح أن تكون بالشكل الذي يعانون منه أثناء النوم أو اليقظة بالشكل الذي يبدون فيه بشكل بائس كلما تقدم العمر وخاصة في السن الذي يلتحقون به بالمدرسة أو الحضانة ويظهر ذلك عليهم أمام أقرانهم ومدرسيهم وبالتالي يتعرض الطفل في هذه الحالة لأزمة نفسية حقيقية قد يعاني منها كثيرا وتدمر ثقته بنفسه وحينها يتطلب الامر علاجا نفسيا ضروريا حتى لا يتأثر مستوي الطفل في سنوات الدراسة وعلى المستوي النفسي والشخصي.

وعندما نرجع الى الاحصاءات الطبية المعتمدة والتي تعتمد عليها أغلب المدارس الطبية لطب الاطفال نجد أنهم قاموا بتحديد شكل الحالات حسب المرحلة العمرية للطفل وكان التقسيم كالتالي:

  • الطفل في العمر 0-12 شهر : كل الاطفال في هذه المرحلة يحدث لهم تبول لارادي طوال فترات اليوم.
  • خلال عمر الطفل من 12-24 شهرا: يبدأ بعض الأطفال يتوقف لديهم التبول اللاإرادى في أثناء ساعات النهار وتنخفض نسبة تبولهم أيضا في الليل بمقارنتهم لحالتهم في السنة الاولي وبالمقارنة بغيرهم من الاطفال.
  • وفي العمر من 24-36 شهرا: تتوقف حالة التبول اللارادي لدي أغلب الاطفال, ويبدأ الوالدان بملاحظة ظاهرة استيقاظ الطفل عند امتلاء مثانته بالبول ليعبر عن حاجته للدخول للحمام حسب ما تعود. ويبدأ معظم الأطفال في الحفاظ على جفافهم في الليل عند بلوغهم سن الثالثة. وعندما يكون لطفل معين مشكلة في التبول أثناء النوم بعد هذا السن، يصاب الوالدين بالقلق وننصحهم بالحفاظ على القلق في حدوده الطبيعية والتوجه الى طبيب الاطفال المناسب لنعرض عليه الطفل وهو سيقوم باللازم.

ويؤكد الأطباء أن التبول أثناء النوم ليس بمرض، لكنه عرض، بل عرض شائع إلى حد ما. والفرق واضح بين المرض والعرض فالمرض يشخص في ذاته ويبحث عن أسبابه أما العرض فهو ظاهرة يتم تشخيصها للبحث من ورائها عن المرض الحقيقي الذي يخبرنا هذا العرض به. وفيما يلي بعض الحقائق التي يجب أن يعلمها الآباء حول التبول أثناء النوم:

  • 15% من الأطفال تقريبا يعانون التبول أثناء النوم بعد سن الثالثة.
  • نسب حدوث التبول اللارادي في الاولاد أكثر من البنات والاسباب لوجود اختلافات تشريحية بسيطة ولكن مؤثرة ولأسباب نفسية أيضا.
  • العامل الجيني الوراثي له دور ملحوظ في توارث هذا العرض من جيل الاباء.
  • عادة ما يتوقف التبول اللارادي أثناء النوم عند البلوغ.

فسيولوجيا التبول اللاإرادي

حتى نري أبعاد المشكلة نفسها سننظر من باب الفسيولوجيا وهو العلم الذي يختص بوظائف الاعضاء ويدرس كيفية عمل أجهزة الجسم المختلفة. كيف تحدث عملية التبول؟

عندما يزداد البول داخل المثانة البولية ( وهي عضو بصلي الشكل توجد أمام البروستاتا أسفل البطن في منطقة الحوض يصب فيها الحالبين الذين يوصلون اليها البول بعد عملية التنقية والفلترة في الكليتين) فأن مستقبلات الضغط في الطبقة العضلية لجدار المثانة ترسل تنبيهات إلى الحبل الشوكي (وهو الحبل العصبي الموجود داخل العمود الفقري ويتصل أعلاه بقاع المخ مباشرة) ومنه إلى المخ, الذي تنبع منه الرغبة في التبول فإن كانت الظروف غير مناسبة للتبول فإن القشرة المخية ترسل نبضات تثبط جدار المثانة وتزيد من مرونته, وذلك بتثبيط العصب نظير السمبثاوي الذي يحدث ارتخاء في جدار المثانة ، مما يسبب انخفاض الضغط داخلها، فتقل حدة الرغبة في التبول مؤقتا، أما إذا كانت الظروف مناسبة فإن خلايا قشرة المخ ترسل إشارات عصبية إلى المنطقة العجزية من الحبل الشوكي فتنبه جدار المثانة وترتخي العضلة العاصرة الداخلية, وتثبط مركز التحكم في العضلة العاصرة الخارجية بفعل منعكس, وهناك عضلات مساعدة تأخذ دورها في عملية التبول: حيث ترتخي عضلات المنطقة الشرجية و تنقبض عضلات جدار البطن مع هبوط الحجاب الحاجز و التوقف عن التنفس, فيزيد الضغط داخل البطن فيضغط على المثانة من الخارج مما يزيد الضغط داخلها بدرجة عالية تساعد على تفريغها.

أسباب التبول اللارادي

الأسباب العضوية

  1. قد يدل التبول أثناء النوم بين الأطفال الذين تجاوزوا الثالثة أو الرابعة على وجود مشكلة في الكلى أو المثانة.
  2. قد ينتج التبول أثناء النوم عن اضطراب النوم.
  3. في بعض الحالات يكون السبب هو بطء تطور التحكم في عضلات المثانة عن المعدل المعتاد.
  4. الاصابة ببعض الديدان التي تتطفل على انسجة الامعاء الغليظة.
  5. الاصابة بفقر الدم أو الانيميا و نقص الفيتامينات.
  6. الاصابة بنوبات الاكتئاب او بقع كهربية بالمخ تؤدي لنوبات صرع.

الأسباب النفسية

  1. افتقاد الاحساس بالأمان والدفئ الأسري.
  2. الانتقال إلى منزل جديد أو تغيير مكان النوم.
  3. فقدان شخص مقرب للطفل.
  4. ولادة طفل جديد بعد الطفل الاول قد يصاحبه اصابة الاول لفترة بالتبول اللارادي.
  5. قسوة وحدة تدريب الطفل على استخدام الحمام ربما يصاحبه على فترات حدوث تبول لارادي ليلا.
  6. تخويف الطفل من الظلام او سرد الوالدين قصص مخيفة عليه وخاصة قبل النوم.
  7. دخول المدرسة أو دخول الامتحان وما يصاحب ذلك في السن الحديث من قلق شديد.
  8. التدليل الزائد للطفل و عدم اعتماده على نفسه في أي شيء.
  9. عدم انتباه الوالدين لطلبات الابن او البنت رغم الحاحهم سواء بالبكاء أو غيره.

العلاج و الوقاية

  • الطفل لا يفعل ذلك عن قصد, لا تلومه ولا تعنفه بل شجعه واعطه مزيدا من الثقة في نفسه وأنه سيكون لديه القدرة على ضبط هذا الفعل مع الوقت مثل الجميع.
  • توفير جو اسري طيب أمام الأطفال الذين يجب أن يشعروا أنهم يعيشون في بيت كله سعادة وحب.
  • تعويد الطفل الاعتماد على نفسه من وقت مبكر حتى يتعود كيف يواجه الأمور ويتصرف في حلها تحت إشراف والديه فإن الطفل الذي يتعود الاعتماد على نفسه نادرا ما يعاني من هذه المشكلة.
  • عدم إعطاء الطفل سوائل كثيرة في نصف اليوم الثاني حتى تقل كمية البول التي ستتجمع في المثانة ليلا.
  • العلاج الدوائي وهو كثير ويختلف حسب تشخيص الطبيب.

 

عن د.محمد سرور

شاهد أيضاً

قلب الطفل .. ما تأثير الغذاء وعادات الأم عليه ؟

قلب الطفل .. ما تأثير الغذاء وعادات الأم عليه ؟

العناية بـ قلب الطفل ليس أمراً اختيارياً ويبدأ مبكراً جداً، فهو يبدأ مع بداية الحمل.. فما النصائح التي يقدمها الأطباء كي ينمو قلب الطفل بشكل صحي وسليم