داء السكري لا ينتج دائماً عن العوامل الوراثية، بل أن هناك أسباب عديدة تقود للإصابة به والجميع معرضون إلى الإصابة به، وفي الآونة الأخيرة ارتفعت نسبة مرض سكري الأطفال إلى حد مخيف، إلا أن الوقاية من داء السكري أيضاً ليست بالأمر المستحيل، كل ما يتطلبه الأمر هو اتباع النصائح التي يوصي بها الأطباء دوماً.
حماية الطفل من داء السكري :
رغم أن داء السكري من الأمراض المزمنة شديدة الخطورة، إلا أن الوقاية منه من الأمور الممكنة بل واليسيرة أيضاً، فالأمر لا يتطلب أكثر من اتباع بعض النصائح والسلوكيات الصحية التي يوصي بها الأطباء.
النظام الغذائي الصحي :
دائماً ما تولي الأمهات اهتمام بالغ بالنظام الغذائي لأطفالهن، وذلك لإمداد أجسامهم بالعناصر الغذائية اللازمة لها خلال مراحل التكوين والنمو، ولكن خبراء التغذية يؤكدون على أن اتباع نظام غذائي سليم لا يفيد الطفل فقط، بل أنه يشكل عامل وقائي ضد العديد من الإصابات المحتملة، أهمها وقايته من التعرض للإصابة بـ داء السكري ،وهذا يتطلب تعديل النظام الغذائي للطفل بالحرص على إضافة المفيد، وفي ذات الوقت تقليل كميات أو تجنب بض الأطعمة الأخرى، والتي قد يترتب عليه حدوث الإصابة بـ داء السكري
- الخضروات والفواكه : يجب أن تتضمن الوجبات الرئيسية الثلاثة قدراً كافياً من الخضار والفواكه، وهذا لأنها من الأغذية الهامة ذات القيمة الغذائية العالية.
- الخبز : الخبز هو صنف رئيسي بكل الوجبات تقريباً، ولا يمكتن لأي فرد أن يستغنى عن الخبز استغناءً تاماً، لكن ينصح خبراء التغذية باستهلاك الخبز الغني بالألياف بدلاً من خبز الدقيق الأبيض، فذلك أكثر فائدة للجسم كما أنه يقلص من فرص التعرض لـ داء السكري
- الحلوى : الأطعمة المحتوية على نسب مرتفة من السكريات هي المسبب الأول لـ داء السكري ،لهذا يجب مراقبة الأطفال ومنعهم من الإفراط في تناولها، والأفضل تجنبها الحلوى الجاهزة تماماً وحثهم على تناول الحلوى المعدة بالمنزل ذات السعرات الحرارية المنخفضة.
- المياه الغازية : أضرار المياه الغازية على الصحة أكثر مما يمكن حصره، ولتجنب تعرض الطفل لـ داء السكري أو غيره من الآثار السلبية الناتجة عنها، لابد من الامتناع عنها ويفضل استبدالها بالحليب منزوع أو منخفض الدسم، مع إمكانية إضافة بعض الفواكه إليه لرفع قيمته الغذائية ومعادلة مذاقه بالنسبة للطفل.
تجنب السمنة :
في البلاد العربية على وجه الخصوص هناك خلط رهيب بين السمنة والصحة، فالبعض يرى أن سمنة الطفل وامتلاء جسده من الأمور المبشرة الدالة على الصحة الجيدة، ولكن الحقيقة أن أي نوع من أنواع السمنة ما هو إلا ناقوس تحذيري، وسمنة الأطفال مثلها كمثل نحافة الأطفال كلا الأمرين يشير إلى خطر محتمل، والسمنة بالأخص تزيد من احتمالات تعرض الطفل إلى داء السكري خلال أي مرحلة من حياته، ولتجنب داء السكري لابد من الحفاظ على وزن الطفل في معدل طبيعي، الذي يتناسب مع طوله ومع المرحلة العمرية ويمكن مراجعة الطبيب للتعرف على الوزن المثالي المفترض.
الانتظام في ممارسة الرياضة :
حماية الطفل ووقايته من داء السكري تعتمد بشكل أساسي على الانتظام في التريض يومياً، والأمر لا يقتصر فقط على الوقاية من داء السكري ،بل أن الرياضة لها تأثيرات إيجابية على الصحة العامة يصعب حصرها، فهي تنشط العضلات وتقي من السمنة وتعمل على تنشيط عضلة القلب، وباختصار إذا أردنا أن نمنح أطفالنا صحة دائمة فالسبيل الوحيد لذلك هو تشجيعهم على ممارسة الرياضة.
في ذات السياق يجب العمل على تعديل سلوكيات الطفل، فمثلاً لا يجب أن دعه يجلس أمام التلفاز أو ألعاب الفيديو لساعات طويلة، إنما يجب أن نحثه على الحركة وأن يكون دائم النشاط، فأن الجلوس الطويل لفترات طويلة يزيد من احتمالات زيادة الوزن، والتي بدورها تؤثر سلباً على صحة الطفل وتجعله أكثر عرضة للإصابة بـ داء السكري
النوم الصحي :
فوائد النوم عديدة ومن بينها أن تعمل على معادلة نسبة السكر في الدم، وبالتالي على الأم أن تتأكد من أن طفلها يحصل على قدر كافي من النوم، وأن نومه مستقر ولا تشوبه اضطرابات أو قلق متكرر، فأن قلة النوم تزيد من إفراز الجسم بالهرمونات التي تعزز شعور التوتر، والذي يعمل على إعاقة امتصاص خلايا الجسم للمواد السكرية، وبالتالي يزيد من فرص التعرض إلى الإصابة بـ داء السكري