اظهرت دراسة حديثة في الولايات المتحدة الأميركية ان القهوة الغنية بالكافيين قد تقي من مخاطر سرطان الفم والحلق إلا ان الدراسة غير نهائية وبحاجة إلى المزيد من الدراسات والبحوث للتأكد من نتائجها ولقد قامت بكتابة هذه الدراسة جانيت هيلدبراند من جمعية السرطان في الولايات المتحدة الاميركية وقد نشرت نتائجها في الجريدة الأمريكية لطب الأوبئة.
القهوة ، الدراسة والنتائج :
ان الأفراد الذين يشربون أكثر من أربعة فناجين من القهوة الغنية بالكافيين كل يوم تنخفض لديهم مخاطر الوفاة من سرطان الفم والحلق إلى النصف مقارنة مع الأفراد الذين لا يشربون القهوة أو اولئك الذين يتناولونها بغير انتظام. ورغم ان نتائج الدراسة تعد بمثابة بشرى لعاشقي القهوة إلا انها بالتأكيد ليست دعوة لشرب اربعة فناجين من القهوة يومياً.
قامت جانيت بالإستعانة ببيانات من دراسة الوقاية من السرطان التي كانت بدايتها في عام 1982 – والتي تابعت أسلوب حياة وصحة مئات الألاف من رجال ونساء شاركوا في هذه الدراسة في الولايات المتحدة الإميركية بما في ذلك تناولهم للقهوة والشاي وغيرها من افعال الحياة اليومية التي لها تأثير مباشر على الصحة واللذين لم يعانون من أي مرض سرطاني عند بدء الدراسة ولكن بعد ما يقارب 26 عاما من متابعة المشاركين مات 868 فرداً بسبب سرطان الفم والحلق.
قام الباحثون بتحليل اسلوب حياة الأفراد المشاركين في الدراسة من حيث تناول القهوة والشاي وعلاقة ذلك بسرطان الفم والحلق وتبين من الدراسة ان من شرب أكثر من 4 اكواب من القهوة كل يوم كان أقل عرضة بنسبة 49% للوفاة من هذا المرض. ( لم تتأثر هذه النتيجة بنوع القهوة او إذا ما كان الشخص يدخن ويشرب الخمور )
هذا دفع الباحثون إلى ربط وإنشاء علاقة بين كمية القهوة التي يتناولها الفرد يومياً وبين معدلات الموت بسبب سرطان الفم والحلق. علماً ان النتيجة التي توصل اليها الباحثون في هذه الدراسة هي نتيجة حسابية إحصائية إذا على الباحثون ان يبرهنوا بيولوجياً على وجود علاقة بين القهوة وتأثيرها للحد من هذا المرض القاتل. كما انه لا بد من الإشارة ان هذه الدراسة تناولت نوع واحد من السرطان وهناك حاجة للمزيد من البحوث والدراسات لتأكيد فكرة تناول القهوة ودورها في الحماية من السرطان.
وكانت دراسات وبحوث سابقة اشارت إلى تأثير القهوة في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الفم والحلق. ويرى العلماء والباحثون أن السبب يعود إلى القهوة كونها غنية بمواد مضادة للأكسدة التي تعين في الوقاية أو إبطاء تقدم وتفشي وتطور المرض وليس بسبب مادة الكافيين الموجودة في القهوة.
مرض سرطان الفم والحلق
أعراض سرطان الفم والحلق تظهر متأخرة بعد تفشي وتقدم المرض وهذا هو السبب في عدم تشخيص المرض في مراحله الأولى فنادراً ما يحصل هذا. جدير بالذكر ان التدخين وشرب الخمور او الكحوليات هو السبب الرئيس لهذا المرض المميت ، وقد يغالط الناس بينه وبين وجع الأسنان أو أي وجع في الفم ولذلك ينصح دائماً الإنتباه إلى هذا الأمر.