مغص حديثي الولادة من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً، والتي تؤرق الأمهات كثيراً، بسبب استشعارهم بحجم الألم الذي يتعرض له رضيعهن، و مغص حديثي الولادة يبدأ خلال الأسبوع الثاني من الولادة، ورغم ما يسببه من إزعاج إلا أنه ليس مصدراً للخطورة، فهو أمر طبيعي يصيب كافة حديثي الولادة، ولكن ذلك لا يعني الاستسلام له والتسليم بأنه أمر واقع، فالتغلب على مغص حديثي الولادة أمر ضروري، وكذلك هو أمر يسير إذا اتبعنا ما قدمه الأطباء من نصائح.
التغلب على مغض حديثي الولادة :
حدد الأطباء مجموعة الإجراءات التي يمكن بها التغلب على مغص حديثي الولادة ،وتلك الإجراءات طبيعية وآمنة تماماً، بعيداً عن اللجوء إلى العقاقير والأدوية العلاجية، ويمكن إيجاز تلك الخطوات والإجراءات في الآتي:
1- مواعيد محددة للرضاعة :
الأفضل من البحث عن وسائل علاجية لـ مغض حديثي الولادة ،هو تجنب تعرضهم لتلك الحالة المزعجة من الأساس، ومن بين الإجراءات الوقائية التي ينصح بها الأطباء، هو تحديد مواعيد ثابتة لإرضاعة الطفل، فإن الرضاعة وفقاً لجدول زمني محدد، تخفض بنسبة كبير من احتمالات إصابة الطفل باضطرابات معوية، وبالتالي تحد من التعرض لمعاناة مغص حديثي الولادة
2- الإرضاع بوضعية الجلوس :
الأمهات جميعاً يحرصن على إرضاع أطفالهن بجرعات مناسبة، وذلك لإمدادهم بالكميات اللازمة لهم من العناصر الغذائية، والتي تساهم في نموهم بشكل صحي وسليم، ولكن قليلات هن من ينتبهن لوضعية الإرضاع، على الرغم من أنها من العوامل بالغة الأهمية، بل أن الوقاية من مغص حديثي الولادة ،تعتمد بشكل أساسي على وضع الأم عند إرضاع الصغير، وينصح الأطباء بضرورة جلوس الأم عند القيام بعملية الرضاعة، وذلك لأن هذا الوضع يمكن الطفل من التقام الثدي، وبالتالي يحد بنسبة كبيرة من ابتلاعه للهواء مع لبن الأم، وامتلاء البطن بالغازات من العوامل التي تسبب اضطراب الهضم، وبالتالي فإن تجنبه يقود إلى تجنب مغص حديثي الولادة
3- تجشؤ الطفل :
هي حكمة ونصيحة تتوارثها الأجيال المتعاقبة، فدائماً ما نجد السيدات الكبار ينصحن الأمهات الجدد، بضرورة الحرص على تجشؤ الطفل بعد كل وجبة، وهو ما يعرف في العامية بالمصطلح الدارج “تقرع الطفل”، وإن ذلك الأمر يساهم في الوقاية من مغص حديثي الولادة ،لذا يجب الحرص على القيام بذلك بعد كل رضعة يتلقاها الطفل.
4- تدليك البطن والظهر :
علاج مغص حديثي الولادة يمكن إجرائه بطرق طبيعية، ومن أكثر تلك الطرق فاعلية، هو إجراء عملية تدليك لمحيط البطن أو الظهر، ويتم ذلك بوضع الطفل في وضع الاستلقاء على قدم الأم، ومع إعداد إناء يحتوي على قدر من الماء الدافئ، وتقوم الأم بغمس أصابعها بهذا الماء وتدليك معدة الطفل به، على أن يكون ذلك بحركة دائرية وببطء، وذلك يساهم في إرخاء عضلات المعدة وعلاج الانتفاخ، ومن ثم يحد من التعرض لـ مغض حديثي الولادة ،مع ضرورة الحرص على أن تكون درجة حرارة الماء معتدلة، وذلك كي لا تتسبب سخونته في تضرر جلد الطفل.
5- الحمام الدافئ :
مغص الأطفال حديثي الولادة ينتج عن الاضطرابات الهضمية، وبصفة خاصة التعرض لحالة من الإمساك، ولأن القاعدة تقول أن القضاء على المسبب يقضي على السبب، بات التخلص من الإصابة بحالة الإمساك، وسيلة للتغلب على مغص حديثي الولادة ،وذلك يمكن أن يتم من خلال حمام الماء الدافئ، والذي يجرى من خلال استخدام وعاء مملوء بالماء الدافئ، على أن يكون الوعاء يتسع بما يكفي لاحتواء الطفل، ويتم وضع الطفل جالساً داخل الماء مع إسناده، ويؤكد الأطباء على فاعلية الماء الدافئ، باعتباره أحد وسائل معالجة مغص حديثي الولادة ،حيث يعمل على إرخاء العضلات الشرجية، وبالتالي يعمل على إعادة انتظام عمليات الهضم الحيوية بالجسم، وذلك الفعل بالطبع يتبع مع الطفل بعد بضعة أشهر من الولادة، كي تكون العضلات والعظام قد نمت بما يكفي لاحتمال أوضاع الجلوس.