يعاني الكثير من الناس من عادات غذائية سيئة ومضرة وكذلك الخلط وعدم التنظيم في الاكل، وهو ما يعود بالسلب على صحة الانسان بل ويؤدي إلى أمراض متنوعة وقديما قالوا “الوقاية خير من العلاج “،و الوقاية تتمثل هنا خاصة في التخلص من بعض العادات الغذائية السيئة والمضرة بالإنسان. وتعتبر هذه النصائح تثقيفية وليست نصائح تقدم علاجا لمرض معين ، فالمعرفة تعتبر اول طريق صحيح للعلاج.
عادات غذائية سيئة
المأكولات المالحة
ولقد أشارت بعض الدراسات العلمية أن الإكثار من أكل الوجبات المالحة أو المخللات أو السمك المملح يتسبب في جفاف وشحوب الوجه والبشرة بصفة عامة وذلك لأن هذه الاملاح تكون عادة زائدة عن حاجة الجسم ، مما يجعل الجسم يقوم بطرحها مسببا خروج كمية كبيرة من الماء ، حيث أن كلوريد الصوديوم يحتاج الى كميات كبيرة من الماء حتى يتم إخراجه بما أنه يُعّد كمية زائدة عن حاجة الجسم، من أجل ذلك كان الاكثار من هذه المأكولات المالحة ينتج عنه حاجة ملحة لشرب الماء بكميات كبيرة نظرا للعطش الشديد الذي يصيب الانسان ،كما ان البشرة تتأثر هي الاخرى لآنها تحتاج وبشكل كبير للماء والترطيب. لذلك ينصح عادة بعدم الاكثار من هذه المأكولات المالحة وخاصة في الليل للحفاظ على سلامة الجسم وبشكل خاص البشرة.
الغلال والفواكه بعد الاكل
ومن العادات السيئة أيضا والتي دأبنا على القيام بها هي تناول الغلال والفواكه بعد الاكل في حين أن السلوك السليم يتمثل في تقديم الغلال قبل الوجبات الحيوانية وذلك بالاعتماد على القواعد القرآنية ، فالقرآن دائما يجعل الفواكه قبل المشتقات الحيوانية وليس بعدها.
شرب الماء قبل الاكل
كذلك شرب الماء قبل الاكل يعتبر من العادات الخاطئة، فالله سبحانه وتعالى يقدم الطعام على الشراب ونجد ذلك في أكثر من موضع من القرآن الكريم ،حيث يقول سبحانه وتعالى :”كلوا واشربوا” كذلك في سورة ص قال تعالى :”يدعون فيها فاكهة كثيرة وشراب” فجاء ذكر الفاكهة مقدما على الشراب، ولا يوجد في القرآن الكريم تقديم الشُرب على الاكل ، ولقد أكدت آخر الابحاث العلمية أن أفضل وقت للشرب هو أثناء الطعام وبعده وهو ما يطابق قول الله تعالى :”كلوا واشربوا”.
عدم الانتظام في تناول الوجبات
ومن الأخطاء الشائعة تناول وجبات الطعام بدون انتظام بل وأحيانا في فترات متقاربة وهو ما يتسبب في مرض السمنة بشكل مباشر، ولقد أثبتت بعض الدراسات العلمية العربية أن أفضل أوقات تناول الطعام هي أوقات الصلاة لما فيها من فوائد قيّمة.
الشوي
إن شوي اللحم أو الذرة على الحطب أو الفحم ينتج عنه مخاطر صحية كثيرة ، ورغم أنه يعطي نكهة الشوي اللذيذة والمميزة والتي تختلف عن النكهة داخل الفرن، فإن الكثير من الناس يجهلون المخاطر الناجمة عن الشوى بهذه الطريقة حيث أنها تتسبب في مواد مسرطنة ، وخاصة عند بداية الاشتعال حيث يولد ثاني أوكسيد الكاربون وهو غاز سام وهو الذي يتسبب في تكوين المواد المسرطنة، وللتقليل من هذه المخاطر يجب الانتظار حتى يشتعل الفحم أو الحطب بشكل كاملا ولا يخرج الدخان الرمادي منه ،ثم نبدأ بعد ذلك بالشوي وهو ما يضمن أقل مضار ممكنة.
الكربوهيدرات
ولقد أثبتت بعض الدراسات العلمية أن تناول المأكولات التي تحتوي على الكربوهيدرات مثل الخبز والمعكرونة والمعجنات بصفة عامة بين فترة الظهيرة والعصر تكون أكثر نفعا ،حيث يكون الجسم في أوج نشاطه ويمكنه أن يقوم بعملية الاستقلاب وبالتالي توليد الطاقة التي يستعملها الانسان في نشاطه اليومي، وذلك خلافا لليل الذي ينعدم فيه النشاط ويعمل جزء من الجهاز العصبي الذاتي على تباطؤ القلب والتنفس والانقاص من الاستقلاب ، فلو أُدخلت هذه الكميات من الكربوهيدرات ليلا فان جسم الانسان لن يستخدمها في توليد الطاقة لآنه في فترة راحة وسُكُون ، وبالتالي فأن هذه الكميات سَتُخزن على شكل دهنيات تحت الجلد وفي مناطق معينة من جسم الانسان مثل الحوض والكتف مما يتسبب في السمنة التي يُعاني منها الكثير من البشر، ولتجنب مثل هذه الاخطار يُنصح عادة في العشاء بتناول وجبة خفيفة أو الاكتفاء بأنواع معينة من الغلال ،كذلك يفضل عدم أكلها مباشرة قبل النوم .
وما يمكن استخلاصه في النهاية أنه على الانسان أن يقّي نفسه بنفسه ، وذلك بالمحافظة على صحته من خلال الالتزام ببعض القواعد الصحية السهلة حتى يتجنب الامراض المزمنة والمستعصية.