مرض الكلف .. كل محتاج معرفته عنه

مرض الكلف هو أحد أمراض الجلد الشائعة، ويتسبب مرض الكلف في إحداث تبدلات لونية على سطح البشرة، وذلك بإحداثه لبقع داكنة مائلة إلى البني أو درجة من الرمادي، الأمر الذي يجعل من مرض الكلف أحد الأمراض شديدة الإزعاج، خاصة وأن 90% من الإصابات به تشمل الوجه، مما يؤثر تأثيراً مباشراً وسلبياً على المظهر العام للإنسان.

مرض الكلف .. الأسباب والأعراض والعلاج :

مرض الكلف هو أحد الأمراض الجلدية المنتشرة، وقد أولاه العلماء بعضاً من الاهتمام، في محاولة للتوصل إلى أسبابه وأعراضه وعلاجه ووسيلة لتشخيصه، فترى ما هي النتائج التي توصلوا لها من خلال تلك الأبحاث؟

أسباب مرض الكلف :

يأتي مرض الكلف عادة كنتيجة لزيادة إفرازات هرموني الاستروجين أو البروجسترون، وكلاهما يعمل على تحفيز الخلايا المُنتجة لمادة الميلانين الصبغية، أما عن الأسباب التي تقود إلى زيادة معدلات تلك الهرمونات فهي :

• عوامل وراثية.
• التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة.
• النظام العلاجي الذي من آثاره إثارة صبغة الميلانين.

من هم الأكثر عرضة لـ مرض الكلف ؟

مرض الكلف الجلدي ينتشر بصفة خاصة في أوساط العرق الأمريكي والروسي والألماني، ولم يتمكن العلماء حتى اليوم من التوصل إلى سبب واضح لذلك، إلا أن هذه حقيقة أثبتتها دراسات وإحصائات عديدة تناولت مرض الكلف ، أما عن معدلات الإصابة من حيث الجنس، فنجد أن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بـ مرض الكلف من الرجال، أما عن الفئات العمرية الأكثر تعرضاً لـ مرض الكلف ، فهي الفئة العمرية المتراوحة ما بين 20 : 50 عاماً، أي خلال الفترة التي تكون النسوة بها قادرة على الحمل والإنجاب، ونخلص من هذه النتيجة إلى أن هناك علاقة وطيدة تربط مرض الكلف بالحمل، فوفقاً لأكثر من دراسة بحثية فالنساء الحوامل أكثر عرضة لـ مرض الكلف من قريناتهن، بجانب أنه قد يأتي كأحد الآثار الجانبية الناتجة عن تعاطي حبوب منع الحمل الفومية.

أعراض مرض الكلف :

مرض الكلف أعراضه تقتصر على الأعراض الظاهرية فقط، أي أنه لا يكون مصحوباً بأي شعور بألم أو بأوجاع،  إنما هو عبارة عن تصبغ أجزاء من سطح الجلد بلون مغاير للون الطبيعي، في بعض الحالات النادرة يؤدي مرض الكلف إلى تفتيح رقع من البشرة، لكن الأمر المعتاد أن الإصابة بـ مرض الكلف تحول البشرة إلى درجات أغمق، ويتخذ هذا العرض الظاهري لـ مرض الكلف أكثر من هيئة منها :

1. البقع المنثورة : أولى الحالات التي قد تأتي عليها أعراض مرض الكلف ، تتمثل في تركه بقعاً متباعدة متفرقة بمحيط الوجه، تكون هذه البقع صغيرة الحجم أو متناهية الصغر، تتسم بعدم الانتظام في الشكل لكن أطراف بقع الكلف تكون واضحة، مما يجعلها جاذبة للانتباه للناظرين وييسر من ملاحظاتها فور ظهورها.
2. البقع الكبيرة : الحالة الثانية لظهور أعراض مرض الكلف ، هي أن تكون تلك البقع أكبر حجماً من بقع الحالة السابقة، أي تكون متسمة بذات الخصائص الشكلية، من حيث عدم الانتظام الشكلي وبروز الحواف ووضوحها، لكن حجمها يكون أكبر من بقع الحالة الأولى إلى حد ما، الأمر الذي قد يترتب عليه أن يكون هناك اتصالاً بين تلك البقع، وغالبا يكون لونها ضارب للدرجة البنية الداكنة.
3. قناع الكلف : الأطباء في الحضارات القديمة عرفوا مرض الكلف ، إلا أنهم أطلقوا عليه اسم آخر وهو قناع الحمل،  وذلك المسمى جاء استناداً على الحالة الثالثة التي تظهر عليها أعراضه، إذ أن بقعه تكون كبيرة جداً لدرجة تجعل كافة البقع متصلة، حتى أنها تكسو كامل مسطح الوجه، ولأن أطراف بقع مرض الكلف تكون بارزة كما ذُكِر، فإنها في حالة ظهورها بهذه الهيئة تصبح شديدة الشبه بالقناع، أما عن مصطلح “الحمل” فقد اختير لأن المرض كان شائعاً بين النساء الحوامل.

وللأسف لا يوجد سند علمي نعلم منه سر تعدد مظاهر أعراض مرض الكلف ، فلم يتمكن العلماء من التوصل إلى الفروق الفردية، التي تجعل بعض الحالات تصاب بالبقع الصغيرة أو الكبيرة، وحالات أخرى يظهر مرض الكلف عليها في هيئة القناع، بعضهم يُرجع ذلك إلى اختلاف شدة الإصابة، لكن ليس هناك ما يؤكد ذلك بشكل قاطع أو ينفيه، وفي النهاية فأن رغم تنوع أشكال عرض مرض الكلف ، فأن مسبباته واحدة وكذا طرق التشخيص ووسائل العلاج.

أنواع مرض الكلف :

قسم العلماء مرض الكلف إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وقد تأسس هذا التصنيف على طبيعة الإصابة ب”مرض الكلف” وموضعها، وجاءت هذه الأنواع الثلاثة كالآتي :

1.  الكلف الوجني : كما هو واضح من مسماه، فأن ذلك النوع من أنواع مرض الكلف الثلاثة، يُصيب المناطق الجانبية من الوجه “الخد”، وقد تقتصر الإصابة على إحدى الوجنتين فقط أو على كلتاهما.
2. الكلف الجبيني : يعتبر نوع من أنواع مرض الكلف يُعَرَّف بأكثر من مصطلح، فهو الكلف الجبيني وأيضاً يسمى كلف وسط الوجه، وهي مسميات يُقصد بها الإشارة إلى النوع الذي يصيب منتجة الجبهة أو الأنف.
3. الكلف الفكي : ذلك النوع هو الأكثر شيوعاً من أنواع مرض الكلف ، ويكون موضع الإصابة به متركزاً بمنطقة الفكين وخاصة الأسفل، أي أن البقعة أو مجموعة البقع الناتجة عن مرض الكلف ، يكون موضعها بمحيط الشفة ومنطقة الذقن أو الفك السفلي.

مضاعفات مرض الكلف :

مضاعفات مرض الكلف إذا وصفت بالخطيرة سيكون وصفاً مبالغاً به، لكنها في الوقت ذاته لا يمكن إهمالها والتهوين منها، ويقصد بذلك أن التعايش معها من الأمور الممكنة، إنما كافة مضاعفات مرض الكلف تقتصر على المظهر فقط وهي :

• الاحتمال الأول لمضاعفات مرض الكلف ، هو ألا تزول تلك البقع التي ترتب على الإصابة به أيا كان حجمها.
• الاحتمال الثاني هو إصابة الجلد بنوع من الاحمرار، وذلك يكون أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية المعالجة لـ مرض الكلف ، خاصة إذا استخدمت أنواع من الأدوية الحاوية لمادة الكورتيزون.

يلاحظ هنا أن علاج مرض الكلف نفسه يستغرق فترة زمنية طويلة نسبياً، أي أن تأثيره في كافة الأحوال سيدوم لمدى معين.

تشخيص مرض الكلف :

تشخيص مرض الكلف ممكن أن يتم بمجرد فحص البقع بالنظر،  ذلك في حالة إذا أجري الكشف بواسطة طبيب أمراض جلدية متمرس، أما الطريقة الاعتيادية لتشخيص مرض الكلف ، فإنها تتم من خلال فحص بقع الكلف في ظل ضوء وردي، شرط أن يكون الطول الموجي لذلك الضوء يترواح بين 340: 400 MN، إذ أن تلك الوسيلة تتيح التعرف على نسبة مادة الميلانين في البشرة.

 علاج مرض الكلف :

في غالبية الحلات لا يُعرض الإنسان إلى المضاعفات المذكورة سابقا، وهو ما يُعني أن البقع التي نتجت عن مرض الكلف ،تزول من تلقاء نفسها لكن بعد فترة زمنية تقدر بعِدة أشهر، والعلاج هنا يكون بغرض التسريع من عملية الشفاء، كما يقي المصاب من أن يكون من النسبة الضئيلة التي قد تصاب بمضاعفات عدم زوال البقع، ويُمكن علاج مرض الكلف من خلال:

• دهانات الهايدروكوينون : وهو علاج موضعي يعمل على تثبيط إنزيم التايرونيز المنتج لصبغة الميلانين.
• حمض الأزيليك : يعتمد هذا العلاج في إحداث تأثيره، على الحد من نشاط الخلايا المنتجة لصبغة الميلانين.
• مركبات التريتينوين : وهو عبارة عن علاج يتناول بواسطة الفم، ولكن يُحظر تناوله على الحوامل لما له من آثار سلبية على الجنين.