قبل عشرات السنين عانى الكثير من البشر بسبب ما أصابهم من تشوهات، أو أنهم فقدوا حياتهم بسبب سمنة مفرطة تعذر إنقاصها، ولا ننكر أن منذ ظهور عمليات التجميل قد تقلصت المعاناة كثيراً، لكن للأسف لم يعد اللجوء إلى هذا النوع من الجراحات بغرض صحي دائماً، بل باتت نوعاً من الترف والرغبة في التجمُل لا أكثر، وهي رغبة مشروعة تماماً لكنها أيضاً محفوفة بالخطر.
أضرار ومخاطر عمليات التجميل
1. تشوهات :
الآثار النافعة الناتجة عن إجراء عمليات التجميل قد تتحقق بوسائل أخرى أكثر أمناً، لكن في عصر السرعة الذي نحياه فقد أغلبنا مقدرته على الصبر، وهذا ما يجعل البعض يندفعون إلى إجراء عملية مثل شَدّ الوجه أو المكياج الدائم..
ويؤكد دكتور فون زالدرن – رئيس جمعية جراحات التجميل الألمانية – على أن عمليات التجميل كأي عمليات جراحية تحتمل النجاح والفشل، ولكن مشكلة الجراحات التجميلية هو أن فشلها يظل ملاصقاً للمريض ما دام حياً، وفيما يخص عمليات مثل شد الوجه، فأن الجراح كي يعيد الوجه إلى شبابه يُركز على مناطق محددة مثل الجفنين والجبين، وأي خطأ طفيف في هذه الحالة سيؤدي إلى ارتخاء الجفن، وإذا حدث هذا فهو يعني أن مظهر العين سيكون عبارة عن كتلة منتفخة من الدهون.
2. مواد سامة :
انتشرت في الآونة الأخيرة مادة “البوتكس” المستخدمة في عمليات التجميل وكثر الحديث عنها، وذلك لما أثبتته من كفاءة وقدرة على إخفاء تجاعيد الوجه، وبدأ الناس يسارعون إليها لإخفاء ما خلفه الزمن على ملامحهم من آثار، ولكن دعونا نتوقف قليلاً لطرح السؤال المنطقي: ما هو البوتكس؟.. الإجابة لا ينكرها مستخدموه من الأطباء وهي إنه (مادة سامة)، بل ويؤكدون أن فاعليته تأتي من سُميته، حيث أنه حين يُحقن بالوجوه خلال عمليات التجميل يقوم بشل عضلاتها، وبناء على ذلك تصبح أكثراً تماسكاً فتختفي منها التجاعيد والترهلات.
– المدافعون عن عمليات التجميل بوجه عام والبوتكس خصوصاً، يبررون ذلك بأن النسبة المستخدمة تقدر بـ25: 50 وحدة بوتكس، وهو ما يجعلها أقر عشر مرات عن الكمية القاتلة المُقدرة بحوالي 3500 وحدة بوتكس، وهم محقين فيما يقولنه عن نُدرة حدوث مخاطر ناتجة عن حقن البوتكس، لكن ندرتها هذه لا تُعني إنها مستحيلة الحدوث، والخطورة لا تكمن في مادة البوتكس نفسها بقدر ما تكن في الطبيب، فأقل خطأ أثناء عمليات التجميل بحقن البوتكس قد تكون عواقبه وخيمة؛ فقد سُجلت حالات تم فيها انحدار المادة إلى القرب من العين، وهو ما أدى إلى شَلّ عضلات العين وانغلاق الجفنين.
3. النزيف :
لم يعد الصلع مزعجاً كما كان في الماضي، فاليوم يمكن زيارة أي مركز تجميل وإجراء عملية زرع الشعر، ومن بين عمليات التجميل جميعها هذه العملية هي الأبسط والأسهل، ورغم ذلك فهي ليست مُنعدمة الآثار الجانبية، كتورم العينين وإحمرارها والشعور بالحكّة، وهي جميعها آثار وقتية تختفي خلال أسبوعين، لكن الأثر الأخطر الذي لا يمكن التغاضي عنه هو “النزيف”.. النزيف يعد من أخطر الأثار المحتملة لكافة الجراحات التجميلية، لكن ما يجعل نزيف زرع الشعر أكثر خطورة هو موقعه الحساس، وفي حالة حدوثه يتم خضوع المريض لعملية خياطة للجروج مسببة النزيف، وكلما كان هذا أسرع جنبه التعرض للمضاعفات المحتملة.
4. الالتهاب الوريدي :
الخثار الوريدي أو جلطة الساق هو أيضاً أحد مخاطر عمليات التجميل المحتملة، والمقصود عملية شفط الدهون على وجه التحديد، والأكثر عرضة لهذه الإصابة هم من خضعوا لجراحة داخل الركبة وأعلى الفخذ، والتي قد ينتج عنها تشكل خثرات دموية داخل الوريد السطحي، وقد يتطور هذا الالتهاب الحثاري ليتحول إلى جلطات.
5. الانصمام الرئوي :
“الصمه الرئوية” خطر آخر ينجم عن إجراء عمليات شفط الدهون، وهي من المخاطر التي تمثل تهديد مباشر لحياة المريض، وتحدث نتيجة تسرب الدهون إلى داخل الأوعية الدموية، ومن خلالها تصل إلى الرئتين وتتسبب في انسداد الشريان الرئوي أو أي من فروعه، ويمكن أيضاً أن تكون الإصابة به إحدى مضاعفات الخثار الوريدي، حيث أن الخثرات المُشكلة بالوريد تنتقل إلى الرئة فتسد شريانها، ووفقاً للأخصائيات فأن 26% ممن يتعرضون لداء انصمام الرئة يلقون حتفهم، حتى مع تلقيهم للرعاية الطبية والعلاج.