وجبة الإفطار الرمضانية لابد من أن تكون خاضعة لمجموعة من الضوابط، ذلك وفقاً لما ورد بتقارير أشهر خبراء التغذية، والذين أكدوا أن الصيام بريء من المشكلات الصحية التي تصيب الصائم، والتي أكثرها شيوعاً الشعور بحالة من الخمول بعد تناول وجبة الإفطار ،أو التعرض لبعض المشكلات الهضمية مثل عسر الهضم أو تقلصات المعدة، فكيف تحصل على وجبة إفطار صحية تمدك بالطاقة وتمنحك النشاط؟
وجبة الإفطار الصحية :
الحصول على وجبة الإفطار السليمة والصحية، هو أمر لا يتعلق فقط بنوعية الطعام الذي يتم تناوله، بل بترتيب تناول الأصناف وقدر كل منها أيضاً، ومن خلال الأسطر القليلة التالية، سنتعرف على كيفية تحقيق المعادلة الصعبة، والحصول على وجبة الإفطار المثالية التي تقينا من الشعور بالخمول، بل على العكس تمدنا بالطاقة وتزيدنا نشاطاً وحيوية خلال شهر رمضان
1- التمر في البداية :
بعد توقف المعدة عن النشاط لعدة ساعات خلال فترة الصيام، تكون في حالة خمول تام، وإن عودتها المفاجئة إلى العمل قد تصيب المرء بالعديد من المشكلات، مثل الشعور بحالة من الخمول بعد تناول وجبة الإفطار ،وقد يتفاقم الأمر إلى حد الإصابة ببعض الاضطرابات الهضمية، ولتجنب ذلك فعلى الصائم أن يغتنم فوائد التمر الصحية، وأن يجعله الطعام الذي يستهل به وجبة الإفطار الرمضانية، فمن العادات الرمضانية الخاطئة ابتداء تناول الطعام بالأطباق الرئيسية، إنما يجب اتباع سنة الرسول عليه الصلاة والسلام بتناول ثلاث حبات تمر، فهذا يعمل على إعداد المعدة تدريجياً لاستقبال باقية الأصناف، كما أن التمر يحتوي على نسبة مرتفعة من السكريات سهلة الامتصاص، والتي تمد الجسم بالطاقة التي فقدها خلال ساعات الصيام الطويلة.
2- تناول الماء :
فوائد الماء الصحية عديدة جداً، وبعد طول الصيام يكون الجسم مصاب بحالة من الجفاف، وبالطبع يكون الإنسان قد تعرض إلى العطش في رمضان، ولهذا فإن خبراء التغذية ينصحون بجعل السوائل هي الخطوة الثانية، فعند البدء في تناول وجبة الإفطار الرمضانية، فثاني ما يجب تناوله بعد التمر هو الماء، ويمكن استبداله باللبن أو أحد المشروبات الرمضانية المحلاة، فذلك يساعد على ترطيب الجسم وتخليصه من حالة الجفاف، كما يحفز المعدة ويعيدها مرة أخرى إلى نشاطها الحيوي.
3- صلاة المغرب :
البعض يؤجل أداء فريضة صلاة المغرب لبعد تناول وجبة الإفطار ،إلا أن الأفضل هو الإفطار بالتمر والماء ثم تأدية الفرض، ومن ثم العودة واستكمال تناول وجبة الإفطار الرئيسية، وذلك لأن تلك الفترة الوجيزة التي يتم خلالها تأدية الصلاة، تمنح المعدة مساحة من الوقت لاستعادة نشاطها، وتصبح قادرة على استقبال باقية الأصناف مرتفعة السعرات الحرارية، ويكون لديها القدرة على إفراز العصرات الهضمية وامتصاص العناصر الغذائية من وجبة الإفطار.
4- السلطة الخضراء والحساء :
وجبة السلطة الخضراء هي خير أصناف وجبة الإفطار الرمضانية، وذلك لأسباب عديدة، من بينها أن السلطة ليست طعاماً تقليدياً، بل إن مكوناتها تحتوي على قدر كبير من السوائل، التي يكون الجسم في أمس الحاجة إليها بعد طول الصيام، بجانب أن الخضروات التي تتكون منها السلطة، تحتوي على نسب كبيرة من الفيتامينات المختلفة والمعادن والأملاح، وكلها عناصر لها تأثير إيجابي على الصحة العامة للإنسان، ويكون الجسم مفتقر إليها نتيجة صومه عن الطعام لفترة تزيد عن 10 ساعات متواصلة.. كذلك لكسر الملل وعدم تكرار نفس نوعية الطعام، يمكن الحصول على نفس الأثر الإيجابي من خلال طبق الحساء، فهو أيضاً طعام مستساغ سريع وسهل الهضم، وفي ذات الوقت قيمته الغذائية مرتفعة ومفيد للجسم.
5- الأطباق الرئيسية :
لم يورد خبراء التغذية أوصافاً دقيقة لأطباق وجبة الإفطار الرئيسية، فهي من الممكن أن تكون أي نوع من الطعام، المهم أن يكون صحي ومتنوع، وإن ذهب بعضهم إلى أن الأفضل أن تكون الوجبة الرئيسية مكونة من عنصرين، هما عنصر الطعام النشوي والطعام البروتيني، أي تناول البطاطس أو المكرونة أو الأرز فهي أطعمة نشوية مفيدة، أما الشق الخاص بالبروتين فيمكن الحصول عليه من خلال اللحوم، أيا كان نوعها سواء اللحوم الحمراء أو البيضاء.
6- لا تسرف في الطعام :
اختلف خبراء التغذية كثيراً في تحديد نوع الوجبات، وأيها الأفضل والأقرب للمثالية بالنسبة لـ وجبة الإفطار ،لكن ما أتفقوا عليه بالإجماع، هو أن الإفراط في الطعام أيا كان نوعه سيقود إلى وخيم العواقب، وإن أغلب المشكلات الصحية التي يعاني منها الصائم بعد وجبة الإفطار ،يكون السبب الرئيسي المؤدي إليها هو الإفراط في تناول الطعام.