الرئيسية - نصائح ومعلومات - مرض النقرس .. كيف يحدث؟ وما علاجه؟
مرض النقرس .. كيف يحدث؟ وما علاجه؟
مرض النقرس .. كيف يحدث؟ وما علاجه؟

مرض النقرس .. كيف يحدث؟ وما علاجه؟

النقرس من المبالغة أن يُوصف بأنه مرض خطير، لكنه يصبح كذلك إذا تم إهمال علاجه، ولذلك فأن النصيحة الدائمة التي يقدمها الأطباء، هي ضرورة التوجه إلى الطبيب المختص والحصول على استشارته، فور الشعور بألم بالمفاصل خاصة إن كان يتسم بالشدة، وذلك اتقاءً لاستشراء المرض وانتشاره بأكثر من مفصل بالجسم، ويشار هنا إلى أن الرجال أكثر عرضة لمرض النقرس ،وإذا تمت مقارنتهم بحالات الإصابة بالنسبة للنساء، سنجد أن نسبة الإصابة تبلغ الضعف تقريباً.

النقرس .. كيف يحدث وما علاجه ؟

علاج النقرس ليس بالأمر العسير، وإن كان يتطلب بعضاً من الوقت، لكن النسبة الغالبة من حالات الإصابة بـ النقرس تمكنت من الشفاء، لكن قبل التطرق إلى آليات التشخيص وطرق العلاج، فعلينا أولاً التعرف على المقصود بمرض النقرس وكيفية حدوثه.

داء النقرس .. ما هو ؟ وكيف يحدث ؟ :

داء النقرس هو إحدى أنواع الالتهابات التي تصيب المفاصل، وذلك المرض ينتج عن ترسب بعض أنواع الأملاح بالجسم، وبالأخص أملاح اليورات وحمض البوليك التي يتم ترسيبها بالأنسجة المكونة بالمفاصل، وكذا يمتد تسربها إلى ما يحيط بها من عظام وغضاريف، وفي بعض الحالات يمتد ذلك الترسيب إلى أنسجة العضلات المحيطة بالمفاصل، وذلك الترسيب يتفاعل مع العظام ويؤثر عليها تأثيراً سلبياً، ونتيجة لذلك التفاعل تحدث الإصابة بالالتهاب المسمى بـ النقرس

مواضع ترسيب النقرس :

على الرغم أن أملاح اليورات يمكن أن تصيب أي جزء من العظام، إلا أن الترسيب المؤدي لظهور مرض النقرس يحدث بمناطق محددة، وبالأخص عظام ومفاصل الأطراف (اليدين والقدمين)، وفي بعض الحالات يمكن أن يصيب النقرس الكاحلين أو الركبتين، لكن 50% من حالات الإصابة بـ النقرس أو أكثر، تحدث الإصابة بها في القدم وبصفة خاصة الإصبع الكبير، وحينها يشعر المريض بألم قوي أشبه بالوخذ بمنطقة الكعب، خاصة عن الوقوف أو السير، وهو ما يعرف بالمسمى الشائع “مسمار القدم”.

داء النقرس وحمض البوليك :

تراكم حمض البوليك داخل الجسم وارتفاع نسبته بالدم، هو أحد الأسباب المباشرة التي ينتج عنها داء النقرس ،وفي المعتاد يُنتج الجسم حمض البوليك بشكل طبيعي، نتيجة لحدوث انهيار أو تفكك بخلايا الجسم، ويمتص البدن ذلك الحمض ويُدخله بمجرى الدم، ومن خلال الدم يصل إلى الكلى فتطرده خارج الجسم مع البول، هكذا من المفترض أن تتم عمليتي امتصاص وطرد حمض البوليك، أما اضطراب إحداهما ينتج عنه اختزانه داخل مجرى الدم، وتتضرر صحة العظام من ذلك الاختزان فينتج عن ذلك داء النقرس ،ومن ذلك نستنتج أن مرض النقرس يحدث في إحدى حالتين:

  1. إفراز الجسم لحمض الفوليك بمعدلات أكبر من المعتاد، مما يصعب على الكلى القيام بعملية التخلص منه، وبالتالي يترسب بمحيط العظام والمفاصل، فيؤدي إلى التعرض للإصابة بداء النقرس
  2. الحالة الثانية يكون فيها معدلات إفراز ذلك الحمض طبيعية، ولكن منظومة دورانه بالجسم والتخلص منه تكون مصابة بخلل ما، ينتج عنه عجز الكلى عن طرده بشكل كامل، وبالتالي يتسرب داخل الجسم وترتفع نسبته داخل مجرى الدم، فيؤثر سلباً على سلامة العظام والمفاصل بترسبه حولهما، ونتيجة لذلك الترسب تحدث الإصابة بمرض النقرس وآلامه.

تشخيص مرض النقرس :

بداية يجب التوجه إلى الطبيب المختص فور الشعور بألم بالمفاصل، حتى وإن كان ذلك الألم عابراً ولم يدم لأكثر من يومين، فمن الممكن أن يكون ذلك مؤشراً إلى بداية الإصابة بـ النقرس ،فإن إهمال ذلك الألم وعدم الإسراع بفحصه، قد يتسبب في تفاقم الأمر والإصابة بداء النقرس المزمن، وعند استشارة الطبيب وتشككه في احتمالية التعرض لداء النقرس ،فأنه غالباً ما يعتمد في تشخصيه على أحد تحليلين، وهما:

  • حمض البوليك : يعتمد الطبيب على تحليل فاحص لمستويات حمض البوليك، ومن خلال التعرف على مستوياته في مجرى الدم، يمكنه التكهن بوقوع الإصابة بـ النقرس من عدمه.
  • سائل المفاصل : في بعض الأحيان يعتمد في الكشف عن النقرس ،في الحصول على عينة من السائل المتواجد في محيط المفاصل، وبالأخص المفصل الذي يؤلم المريض عن حركته، ويتم قياس نسبة حمض البوليك بذلك السائل، ومن خلال ذلك يتبين إن كان الألم ناتج عن النقرس أم لا.

المعدلات الطبيعية لحمض البوليك :

نسبة البوليك حين ترتفع فأنها تعرض الإنسان لمشاكل صحية جسيمة، وإن مرض النقرس ما هو إلا حالة واحدة من الحالات المحتمل أن تنتج عنه، ولذا فأن النسبة الطبيعية المفترض توفر ذلك الحمض بها ضئيلة جداً، وهذه النسبة تختلف باختلاف النوع، فالرجال يجب أن يكون ذلك الحمض لديهم بنسبة 7 ملليجرام بالمائة، بينما يكون بنسبة 5 ملليجرام بالمائة بالنسبة للإناث.

ويُلاحظ هنا أن الجسم يتخلص تلقائياً من النسبة الأكبر من هذا الحمض، وذلك من خلال وسيلتين هم:

  • البكتيريا النافعة التي تنمو بالأمعاء والجهاز الهضمي، تعمل على تحويل ثلث كمية الحمض إلى غاز ثاني أكسيد الكربون، وتغير تركيبه وحالته هنا يعني إنعدام وجوده.
  • كما أن كرات الدم البيضاء تساهم أيضاً في الحد من ترسيبه، إذ تعمل على تكسير العناصر التي يتركب حمض البوليك منها.

علاج النقرس :

هناك أكثر من نوع علاج يستخدم لمرض النقرس ،يحدده الطبيب وفقاً للحالة التي وصل إليها المريض، ومدى تدهورها ومدى الألم الذي ينتج عنها، وتنقسم الأدوية المعالجة للنقرس إلى نوعيين رئيسيين، النوع الأول هو الأدوية التي تستخدم لعلاج النقرس مباشرة، وهناك أدوية أخرى يلجأ لها الطبيب ليُجنب المريض مضاعفات ذلك المرض.

أولاً : الأدوية المعالجة للنقرس :

هناك نوعين من الأدوية يشاع استخدامهما لعلاج النقرس ،وهما :

كولتشيسن :

لا يعتبر الكولتشيسن علاج مباشر لداء النقرس ،لكنه مسكن قوي للآلام التي تنتج عنه، عادة ما يلجأ الطبيب إليه في حالات معينة، مثل أن يكون المريض يتبع نظاماً علاجياً معيناً، من الممكن أن يتعارض مع تلقي أدوية مضادة للالتهابات، ويتم تخفيض جرعة كولتشيسن تدريجياً خلال مرحلة العلاج، فيبدأ الطبيب بإعطاء مريض النقرس جرعات كبيرة منه، ثم يبدأ بتخفيضها بشكل تدريجي إلى أن يختفيا المرض والألم.

مضادات الالتهابات :

الأدوية المضادة للالتهابات هي خير علاج لداء النقرس ،بل أنها العلاج الرئيسي الذي يتم وصفه لـ 90% من الحالات، وتلك المضادات تعمل على علاج التهاب النقرس ،وكذا هي عامل معالج للإحمرار والبروز الذي يكون مصاحباً له، ولا يتم تعزيز هذه المضادات بعقاقير مسكنة للألم، إذ أنها تحتوي في تركيبها على عناصر مُسكنة، وتلك الأدوية أيضاً يبدأ استخدامها بجرعات كبيرة، ثم يتم تقليلها من قبل الطبيب بشكل تدريجي مع كل جلسة فحص.

ثانياً : الأدوية الوقائية من مضاعفات النقرس :

هذا النمط من العلاج أيضاً ينقسم إلى نوعين، والغرض منه هو تجنب المضاعفات المحتملة لمرض النقرس ،وفي ذات الوقت يحد من سرعة تطور الحالة وتدهورها، وتلك الأدوية هي:

الأدوية المانعة للبوليك :

المصطلح العلمي لذلك النوع من العلاج هو Xanthine Oxidase، وهي العلاجات التي تتركب من مجموعة عناصر كيميائية، تعمل على الحد من إنتاج الجسم لحمض البوليك، الأمر الذي يسرع من وتيرة العلاج، بسبب منعه لتفاقم الحالة، حيث يُحد من معدل ترسيب حمض البوليك حول المفاصل.

الأدوية المزيلة لآثار البوليك :

يحقق ذلك النمط العلاج ذات النتيجة المتحققة من سالفه، وإن كان يقوم بذلك بطريقة أخرى، فهو لا يمنع الجسم من إنتاج حمض البوليك أو الفوليك، لكنه يحفزه لطرد هذه النسبة خارجه باستمرار، أي أنه يدفع الجسم إلى التخلص من حمض البوليك وآثاره، وبالتالي يقي من مضاعفات النقرس ،ويجنب المريض مخاطر تفاقم حالة مرضه وتدهورها، وذلك النوع من الأدوية يسمى بـ Probencid.

عن محمود حسين

محمود حسين، مدون وقاص مصري، خريج كلية الآداب جامعة الإسكندرية، الكتابة بالنسبة لي ليست مهنة، وأري أن وصفها المهنة امتهان لحقها وقدرها، فالكتابة هي المتعة، وهي السبيل لجعل هذا العالم مكان أفضل

شاهد أيضاً

مادة الليكوبين .. ما فوائدها وكيف تحصل عليها؟

مادة الليكوبين .. ما فوائدها وكيف تحصل عليها؟

مادة الليكوبين هي واحدة من أهم العناصر الغذائية وربما هي الأهم على الإطلاق وذلك لما لها من فوائد وآثار صحية إيجابية.. فما تلك الفوائد ؟ وكيف نحصل عليها ؟