طرد الحشرات هي عملية لا غنى عنها، إلا أنها في ذات الوقت من المهام المحفوفة بالمخاطر، حيث أن المبيدات الحشرية التقليدية المتوفرة بالصيدليات، رغم فاعليتها الشديدة في طرد الحشرات والقضاء عليها، إلا أنها ليست آمنة بالنسبة للجميع، فالمواد الكيميائية التي تتركب منها تلك المبيدات، تجعلها مصدراً للخطورة على البعض، خاصة هؤلاء ممن يعانوا من أمراض مثل ضيق التنفس والتهاب الشعب الهوائية، أما الأنواع عديمة الروائح تشكل نوع آخر من الخطورة، فإن مواد مثل مساحيق وعجينة طرد النمل والصرصور، إذا كانت واقعة في متناول أيدي الأطفال، فإن عواقب ذلك قد تكون وخيمة، لما قد تلحقه بهم من إصابات قد تصل إلى حد الوفاة.. فهل من حل لتلك المعضلة؟
طرد الحشرات بواسطة الطرق الطبيعية :
أوجد العلماء حلاً سحرياً لمعضلة طرد الحشرات ،وذلك من خلال توصلهم إلى وسائل طبيعية لمكافحتها، ومن بين تلك الوسائل هو استخدام بعض النباتات، والتي تتميز برائحتها النفاذة القوية، والتي تأثيرها على الحشرات يتشابه بقدر كبير مع روائح المبيدات، وإن كان تأثيرها أقل نسبياً عن الكيماويات، إلا أنها على الأقل توفر عنصر الأمان الذي تفتقر إليه الطرق التقليدية، وإن كانت الأعشاب لا تقتل الحشرات فهي على الأقل تطردها، وهي الغاية المراد تحقيقها على أي حال، ومن أمثلة النباتات الفعالة في طرد الحشرات ما يلي:
1- نبات الأفسنتين :
نبات الأفسنتين هو من المشروبات متعددة الفوائد، وقد اشتهر عمل أطباء العرب القدامى به ومنهم ابن سينا، الذي استعان بخصائصه في علاج العديد من الأمراض، ويعرف الأفسنتين أيضاً بالأفسنتين المر في إشارة إلى مذاقه، ولكن تلك الخصائص الطبية العلاجية لا تشكل كامل فوائد الأفسنتين، فقد أوضحت الأبحاث أنه قادر أيضاً على طرد الحشرات ،وقيل بأن رائحته النفاذة ذات تأثير قوي على عدد كبير من الحشرات، وبالأخص الحشرات الطائرة وحشرات العثة، وأن توفر أواني زرع تحتوي على الأفسنتين داخل الغرف، تضمن خلو تلك الأماكن من هذه الأنواع من الحشرات، كما أن زراعته بحديقة المنزل يشكل ما يشبه حائط الصد.
2- شجرة التانيم :
من أفضل الوسائل الطبيعية لـ طرد الحشرات عن المنزل، هو زرع شجرة واحدة من أشجار التانيم في محيطه، فقد أثبتت الدراسات العلمية المتناولة لخواص الشجرة من هذا النوع، وتتميز هذه الشجرة بنموها السريع، حيث أنها تبدأ في طرح ثمارها في عمر ثلاث سنوات، وهي فترة قصيرة جداً مقارنة بأنواع الأشجار الأخرى، ورغم فاعلية هذا النبات في مكافحة و طرد الحشرات ،وعلى وجه الخصوص الذباب والناموس، إلا أنه يفتقد ميزة هامة تتوفر بالأنواع الأخرى، وهي أن فاعليته هذه لا تتحقق إلا وهو في هيئته الشجرية، مما يعني أن استخدامه يقتصر على المنازل التي تتوفر بها مساحات مزروعة فقط.
3- نبات السذاب :
من النباتات المساهمة أيضاً في طرد الحشرات ،نبات السذاب الخشبي، ويعتبر العلماء ذلك النوع من أكثر أنواع المزروعات فاعلية في هذا الصدد، وهو نبات خشبي يبلغ طول بعضه قرابة القدمين، كما يتميز بجمال المنظر بسبب أوراقه الزرقاء الخلابة، لذا يصلح للزراعة في الحدائق الصغيرة الملحقة بالمنزل، ليمنحها منظر جمالي بجانب المساهمة في طرد الحشرات ،وكذا يمكن استخدام نبات السذاب داخل المنزل، وذلك من خلال طحن عيدانه جيداً، ثم نثر مسحوقه في المواضع التي تكثر بها الحشرات، ورغم فاعلية هذا النبات في مكافحة و طرد الحشرات الطائرة والبعوض، إلا أن من آثاره الجانبية أنه قد يضر صحة الجلد، والتعرض لمسحوقه يصيب الإنسان بالشعور بالحكة، ولهذا يجب وضعه بأمكان مخبأة وبعيدة عن متناول الأطفال.
4- نبات النعناع :
الحديث عن فوائد مشروبات الأعشاب لا يخلو أبداً من ذكر النعناع، فذلك النبات في كافة صوره يعود على الإنسان بالعديد من الفوائد، فتناوله مشروباً مستقلاً أو إضافته كنكهة إلى الشاي، وكذا إضافة مسحوقه إلى أنواع الطعام، جميعها أمور تحقق للإنسان فوائد صحية عديدة وبالغة، أما اليوم فسنتحدث عن فائدة النعناع في صورته الطبيعية، فوجود حوض زرعي داخل أو خارج المنزل يحتوي على نبات النعناع، يعني طرد الحشرات ومنعها من الاقتراب من هذا المنزل، وذلك لأن رائحة النعناع النفاذة تؤثر بشكل سلبي على تلك الحشرات، وما يميز النعناع عن باقية النباتات الطاردة للحشرات، هو سهولة الحصول عليه وثمنه الزهيد، ويمكن استخدام مسحوق النعناع في الأماكن التي تكثر بها النمل، فذلك النبات يعتبر بمثابة مبيد حشري فتاك.
5- حشيشة الدود :
هو النبات المرعب بالنسبة للحشرات والكائنات الضارة، وعلى الرغم من أن تضمين اسمه لـ”الدود”، إلا أن تأثير هذا النبات لا يقتصر عليها، بل أن تأثيره لا يقتصر على طرد الحشرات فقط، بل أن رائحته القوية تؤثر أيضاً على الفئران والقوارض وتطردها من المنزل، ويمكن استخدام النبات نفسه بزرعه في محيط المنزل، أو استخدام الجاف منه بنثره بمواضع انتشار الحشرات، ولكن يجب الإشارة هنا إلى أن هذا النبات له أثر جانبي، يتشابه بدرجة كبيرة مع الناتج عن السذاب، إذ يحتمل أن يصيب مستخدمه بالتهاب الجلد، وذلك بفعل الزيوت الطيارة التي تحتوي أوراقه على نسبة كبيرة منها، ولهذا ينصح باتخاذ الاحتياطات اللازمة وارتداء قفاز عند استخدامه.
6- الريحان :
استخدامات الريحان غاية في التنوع والتعدد، بدءاً باستخدامه كمنكه للأطعمة والمشروبات، وانتهاءً باستخدامه للزينة والاستمتاع برائحته، ولكن المتعة ليست الأمر الوحيد الذي يتحقق من تلك الروائح، فهي في ذات الوقت تعد من ضمن وسائل طرد الحشرات ،ويمكن استخدام الريحان الجاف كمسحوق لـ طرد الحشرات ،وذلك عن طريق دسه بالثقوب والشقوق بالأخشاب، أو نثره أسفل الأثاث وخاصة أثاثات المطابخ، فهو قوي جداً في مكافحة النمل.
7- القرنفل :
القرنفل يتشابه في خصواصه وتأثيره بنسبة كبيرة مع الريحان، فهو له ذات التأثير من حيث طرد الحشرات ،وكذا يتميز بتلك الروائح الطيبة التي تنبعث منه، ولهذا فهو يصلح للوضع بالشرفات والنوافذ، لمنع البعوضيات من الاقتراب من المنزل، وكذا يمنح المنزل منظراً جمالياً ويعطر الأجواء داخله، كما يفضل وضع بعضاً منه بالمطابخ أو المناطق التي تكثر بها الحشرات، والقرنفل الطازج ذو تأثير أقوى من القرنفل الجاف، لذا كلما أمكن يفضل استخدام النوع الأول لـ طرد الحشرات ،إما إذا لم يكن ذلك ممكناً فإن القرنفل الجاف سيفي بالغرض.
8- محروق الشيح :
الشيح له فوائد صحية وعلاجية بالغة التنوع والتعدد، وهو وصفة دائمة لدى خبراء طب الطبيعة، ومن بين فوائد هذا النبات قدرته على طرد الحشرات ،ويمكن استخدامه طازجاً أو جافاً كعامل وقائي ضد الحشرات، أما في حالة وجود حشرات بالفعل داخل المنزل، فإننا هنا نكون في حاجة إلى حل سريع وفعال، وفي تلك الحالة فلا شيء أفضل من استخدام محروق الشيح، فتلك الرائحة التي تنبعث من نبات الشيح عند حرقه، تفتك بمختلف أنواع الحشرات، بل إن أثرها يمتد إلى أنواع أخرى من الكائنات الضارة الأخرى، ومنها الزواحف مثل الثعابين أو الحيات وغيرهما..
9- الأعشاب العطرية :
إذا كانت مشكلتك تتمثل في كثرة الذباب، فـ طرد الحشرات من هذا النوع يمكن تحقيقه بالنبات العطري، فقط قم باقتناء بعض النباتات الزهرية العطرية، مثل الريحان أو الفل أو الياسيمين أو أي نوع آخر قوي الرائحة، فتلك الأنواع رائحتها تمثل مصدر إزعاج بالنسبة للذباب، وهي وتلك الحشرة لا يجتمعان البتة في مكان واحد.