لا يملك أحدنا شيء أغلى من نعمة البصر، وزيارة طبيب العيون هي سبيل المحافظة على هذه النعمة، لكن هذه الزيارة ليست اختيارية دائماً ولا تجرى فقط بدافع الاحتراز، ففي بعض الأحيان تكون ضرورة مُلحة لدرء خطر مُحتمل، أو الكشف عن مرض لايزال في أطواره الأولى، وهناك بعض المؤشرات التي يعد ظهورها بمثابة نقوس خطر، ينبهك إلى ضرورة القيام بهذه الزيارة في أسرع وقت..
مؤشرات تدل على ضرورة زيارتك لعيادة طبيب العيون
1. كثرة الإفرازات :
إفراز العين لسائل “الدموع” هو أمر طبيعي بل وضروري، فالسائل الذي تفرزه الغدد الدمعية هو ما يحفظ العين من الجفاف، وكذا يساهم في ترطيبها وإزالة الغبار أو أي عوالق أخرى، وتزداد غزارة الدمع كلما كثرت الحاجة إليه، وهو أمر صحي وسبيل إلى حماية العين من الأضرار، لكنه الله -سبحانه وتعالى- كل شيء خلقه بمقدار محدد، والزيادة شأنها شأن النقصان تُفسر خلالاً في أداء العضو لوظيفته، فإذا كان الإفراز الغزير لسوائل العين لا يوجد له أسباب واضحة، ويقترن بتهيجات بمنطقة العين ورغبة في حَكّها، فهنا يتحول هذا السائل من حامي إلى نذير، فإن فرط إفراز الدموع مؤشر للعديد من الأمراض التي تصيب العين كالتهاب الجفون وغيره، وفي هذه الحالة سيتحتم عليك زيارة طبيب العيون ، للوقوف على حقيقة المرض الذي أصاب عينك ومن ثم معالجته.
2. اضطرابات الرؤية :
بلا شك أن اضطراب الرؤية هو المؤشر الأكثر وضوحاً والأكثر خطورة، وحين يتعرض الشخص لأي من تلك الاضطرابات لابد أن يذهب إلى طبيب العيون على وجه السرعة، وهذا لتحديد أسبابها وسرعة معالجتها وتفادي التعرض لأي من مضاعفاتها، واضطرابات الرؤية يُقصد بها أي تغير يطرأ على عملية الإبصار، سواء كان عتامة جزئية بمجال الرؤية أو تشويش أو ازدواج للأجسام… ألخ.. فتلك الاضطرابات عند حدوثها تحتمل العديد من الاحتمالات، فهي تكون مصاحبة لأكثر من حالة مرضية مثل حالات قصر البصر الشيخوخي، والمياه الزرقاء والبيضاء وضمور الشبكية، وكذلك تعرض العين للجروح يسبب خللاً بالرؤية.
3. الصداع :
الصداع لا يعد مرضاً في ذاته بل هو مجرد عَرَض للمرض، ونوبة الصداع تقترن بعدد لا نهائي من الأمراض، منها الخطير كالإصابة بورم بالمخ أو الطفيف مثل التهاب الجيوب الأنفية، لكن هناك فروق بين مختلف أنواع الصداع، والتي من خلالها يمكن تخمين السبب الذي نتج عنه، وفيما يخص أمراض العيون فإن الصداع الناجم عنها غالباً يشعر المريض به في عضو العين نفسه، أو بالمحيط القريب منه كمنطقة أعلى الحاجبين، ويزداد الاشتباه في إصابة العين إذا اقترن الصداع بأي تشوش في الرؤية، ففي هذه الحالة يصبح التوجه إلى طبيب العيون واجب، لتوقيع الكشف ومعرفة نوع الإصابة، فصداع العين قد ينتج عن الإصابة بالتهاب العصب أو الملتحمة أو الجلوكوما وغيرها، وطبيب العيون وحده هو القادر على تحديد ذلك، والاكتشاف المبكر مؤكد سيساهم في سرعة الاستشفاء.
اكمل الى الجزء الثاني : مؤشرات لزيارة طبيب العيون 2