الحساسية أو الأرجية هو أحد أنواع الأمراض الشائعة، وسر شيوعه يمكن في تعدد أنواعه، فإن مصطلح” الحساسية “في واقع الأمر ما هو إلا عنوان رئيسي، يندرج تحته العديد من المصطلحات الفرعية التفصيلية، التي تشير إلى أنواع الحساسية المختلفة مثل الحساسية الغذائية والدوائية وغيرهما.. ولكن هناك أمور عامة تتشاركها تلك الأنواع جميعها، فما هي؟، وما الأعراض التي تكون مصاحبة لكل نوع منها؟
الحساسية .. الكيفية والأعراض والمضاعفات :
قبل التطرق إلى كيفية وقوع الإصابة بأحد أمراض الحساسية ،أو التعرف على الأعراض التي تصاحب كل نوع منها، وكذا المضاعفات المحتمل أن تتفاقم عنها الإصابة بها، فإن علينا أولاً التعرف على المقصود بهذا المرض
الحساسية .. ماذا تكون ؟
يُعرف مرض الحساسية بأكثر من مصطلح، فهو الحساسية أو مرض الأرجية والمسمى العلمية له “Alergy” أو “Alergie”.. ويقصد بذلك المرض حدوث ردة من قبل الجهاز المناعي لمواد غير ممرضة، وبالتالي فإن الجسم يرفض استقبال تلك المواد، رغم إنها لا تشكل ضرراً عليه ولا خطورة، وبالتالي تصيبه حالة حساسية تجاهها.
كيف تحدث الإصابة بـ الحساسية ؟
الحساسية باختلاف أنواعه تنتج عن حدوث خلل بآلية الجهاز المناعي، فالمعتاد أن جهاز المناعة عند تعرض الجسم لأي مواد ضارة، فإنه يقود بإنتاج نوع من البروتين يعرف بالجسم المضاد، الذي يقوم بالتصدي لذلك الجسم الغريب المسبب لمرض ما، لكن في بعض الأحيان يصيب المناعة خلل، يترتب عليه التعامل مع بعض المواد باعتبارها عوامل ضارة، بينما هي في واقع الأمر عكس هذا، ونتيجة لذلك فإن الجسم حال تعرضه لتلك العناصر، يقوم بإفراز مجموعة مواد مضادة منها الهيستامين، ولهذا السبب تظهر حساسية الجسد تجاه بعض المواد، وتظهر -على المريض- أعراضها التي تختلف باختلاف نوعها.
مضاعفات الحساسية :
الخطر الحقيقي الذي تشكله الحساسية كمرض، يكمن في المضاعفات الوارد أن تنتج عن الإصابة بها، والتي تتمثل في العديد من المشاكل الصحية، ومن بينها:
- التاق : مرض التاق أو ما يُعرف أيضاً بمسمى فرط الحساسية الحاد، وهو أول المضاعفات المحتملة للتعرض لهذا المرض، ويزداد احتمال التعرض لمرض التاق، بالنسبة لمن يعانوا من الحساسة الغذائية أو حساسية سموم الحشرات، وينتج التاق أو حساسية مفرطة من النمط الحاد، نتيجة تعرض الإنسان إلى رد فعل مناعي حاد نتيجة الحساسية ،وأكثر العوامل التي تشكل خطورة ذلك المرض، هو أنه من الممكن أن يدوم إذا لم يُعالج في وقت مبكر.
- الربو : ردات الفعل التي ينتجها الجهاز المناعي في حالة الحساسية ،من الممكن أن يكون لها تأثيرات سلبية على المسالك الهوائية، وبالتالي تتضرر الرئة والجهاز التنفسي بشكل عام، فتنتج عن ذلك الإصابة بمرض الربو، ووفقاً للأبحاث الإحصائية التي تناولت هذا المرض ومضاعفاته، فإن الربو هو أحد مضاعفات الحساسية الشائعة، أي أن نسبة كبيرة من المرضى يعانون من الربو.
- الالتهابات : مرض الحساسية على اختلاف أنواعه، ينتج عن الإصابة به التعرض لأحد أنواع الالتهابات، ويختلف نوع الالتهاب باختلاف نوع الحساسية التي حدثت الإصابة بها، ومن الالتهابات المدرجة ضمن قائمة المضاعفات، التهاب الجلد التاتبي والمعروف اختصاراً بمرض الأكزيمة، وكذا التهاب الجيوب والتهاب الرئتين الفطرية، ويزداد احتمال تعرض الفرد إلى أحد الأمراض المذكورة، إذا كان يعاني من أي نوع من أنواعه ،وبصفة خاصة الحساسية من أوبار الحيوانات أو حساسية العفن.
- أنواع الحساسية الأخرى : أظهرت الدراسات المتناولة لأنواع هذا الداء ومضاعفاتها، إن الأشخاص الذين يعانوا من مرض الحساسية ،فإنهم الأكثر عرضة للإصابة بنوع آخر منها مستقبلاً، مما يجعل أنواع الحساسية مضاعفات لبعضهم بعضا.
الحساسية والأطفال :
الحساسية من الأمراض التي لا تقتصر الإصابة بها على سن بعينه، أي أن التعرض للإصابة بأحد أنواع الحساسية ،يمكن أن يتم في أي مرحلة عمرية، لكن ذلك لا يجعلنا نغفل حقيقة أن الأطفال هم الفئة العمرية الأكثر عرضة للمرض، وإذا تمت المقارنة بينهم وبين البالغين، سنجد أن قرابة الـ 80% من المرضى، قد ظهرت أعراضه الأولى عليهم خلال مرحلة الطفولة، وفي أغلب الأحيان تظهر الإصابة في الطفولة ثم تختفي، ثم تعاود الظهور مرة أخرى بعد تجاوز المريض مرحلة البلوغ.
أعراض الحساسية بحسب أنواعها :
كي نتعرف على أعراض ذلك المرض لابد في البداية أن نحدد نوعها، إذ أن كل نوع من أنواع الحساسية يؤثر على عضو معين بالجسم، وباختلاف العضو تختلف الأعراض التي تصاحب حساسيته، و الحساسية قد تضر بالمسالك التنفسية أو الجيوب الأنفية، وفي أحيان أخرى تصيب الجلد أو الجهاز الهضمي، وفي المُطلق فإن الأعراض التي تصاحب الأحساسية أيا كان نوعها تكون طفيفة، ولا يُعد المريض معرضاً للخطر إلا في حالة التعرض للحساسية الحادة أو “التاق”، إذ أن “فرط الأرجية” ذلك يؤدي إلى اضطراب في الجهاز الدوري والجهاز التنفسي، وبعد التقارير الطبية تؤكد أن التاق يعد من ضمن الأمراض القاتلة، أي أن من المحتمل أن يتوفى المريض نتيجة التعرض للإصابة به، ولتجنب تفاقم الأمر إلى ذلك الحد، فالحل الوحيد هو الانتباه للأعراض التي تصاحب الحساسية بأنواعها، وتلقي العلاج المناسب لها للعمل على تثبيطها والسيطرة عليها.. فما تلك الأعراض؟
1- أعراض الحساسية الغذائية :
الحساسية الغذائية التي تسمى علمياً “Food Allergy”، تتمثل الأعراض المصاحبة لها في:
- التقرص : الشعور بألم يشبه القرص وخاصة بمحيط منطقة الفم، هو أحد الأعراض الدالة على الحساسية الغذائية.
- الشرى : مرض الشرى هو أنواع الأمراض الجلدية الحساسية، وهو عبارة عن لطخات حمراء تصيب سطح الجلد وتثيره، وذلك المرض هو دليل قوي على التعرض لنوع من الحساسية الغذائية.
- تورم : الحساسية الغذائية في بعض الأحيان تؤدي للإصابة بالتورمات، وقد تصيب تلك التورمات الشفتين أو اللسان، وقد تمتد أيضاً إلى الحلق أو الوجه.
2- أعراض الحساسية للسعات الحشرات :
جميع البشر يتعرضون من آن لآخر للسعات الحشرات، لكن مع يعاني من الحساسية تجاهه، يمكنه الانتباه إلى ذلك من خلال مجموعة أعراض مثل:
- تورمات واسعة : الشخص الذي يعاني من الحساسية للسعات وسموم الحشرات، فعند تعرضه لها يصاب بتورم بالغ بموضع الإصابة باللسعة.
- الحكة : التعرض للسعات الحشرات تثير جلد من يعانوا من الأرجية،وبالتالي يشعر برغبة ملحة في حكّ مختلف أجزاء الجسم.
- انقباض الصدر : من أعراض الحساسية أيضاً التعرض لحالة من انقباض الصدر، ينتج عنها شعوراً بضيق التنفس أو صفير مع الشهيق.
3- أعراض الحساسية الدوائية :
من فروع أمراض الأرجية فرعاً خاص بحساسية الدواء، والذي يعرف علمياً بمسمى “Drug Allergy”، ويُقصد به حساسية الجسم تجاه بعض العناصر الداخلة في تركيب الأدوية والعلاجات.. أما أعراض ذلك النوع من أنواع الحساسية ،فهي لا تختلف في شيء عن أعراض النوعين السابقين، إذ أنها تشمل كل من :
- الحكة : الشعور بالحكَة بأجزاء متفرقة من الجد، تعد من دلائل حساسية الجسم الدوائية، وفي كثير من الأحيان يصاحب ذلك الشعور ظهور طفح جلدي.
- ضيق التنفس : التعرض للهذا النوع من أنواع المرض يؤثر على الجهاز التنفسي، الأمر الذي يعرض المصاب لنوبات من ضيق التنفس والسعال.
- التورمات : يعتبر تورم الوجه من الأعراض العامة لأمراض الحساسية ،كونه يأتي مصاحباً لأكثر من نوع من أنواعها.