الشباب الدائم هو الحلم المستحيل الذي يراود كل إنسان، وبالأخص النساء باعتبارهن أكثر اعتناءً بجمالهن واهتماماً بمظهرهن، لكن في النهاية هذه سنة الحياة ولا يمكن لأحد أن يمنع عمره من التقدم، إلا أنه يستطيع تأخير أعراض الشيخوخة.. نعم سيدتي، فقد توصل العلماء إلى مجموعة عوامل بسيطة لكنها بالغة التأثير، والالتزام بها يضمن لكِ الشباب الدائم ويجنبك أعراض الشيخوخة المعروفة.
الشباب الدائم ونمط الحياة :
لن نحصد في الغد ألا ما تزرعه أيدينا اليوم.. هذه الحكمة القديمة أثبتت صحتها الأبحاث العلمية المتناولة لأعراض الشيخوخة، حيث وجد العلماء أن التغلب على أعراض الشيخوخة بعد ظهورها أمراً مستحيلاً، ولكن من الممكن تجنبها من البداية أو تأخير ظهورها، وذلك من خلال اتباع بعض النصائح السلوكية التي يوصي بها أساتذة الطب، والتي تحافظ على يقظة العقل وصحة الجسم وحسن المظهر فيتحقق بذلك الشباب الدائم
تجنبي المشاعر السلبية :
يصعب على البعض التصديق بأن هناك علاقة تربط بين تنامي المشاعر السلبية والتغيرات الفيزيائية الجسدية، لكنها هي الحقيقة التي تم إثباتها مراراً من خلال أكثر من دراسة علمية، ومن ثم يأتي تجنب المشاعر السلبية على رأس الخطوات المؤدية إلى الشباب الدائم ،حيث أن تعرض الإنسان إلى الضغوط المستمرة ومشاعر التوتر والقلق، يترتب عليهم تغير كبير في معدلات إفراز الهرمونات المنظمة للعمليات الحيوية بالجسم، ونتيجة لذلك تبدأ سلسلة مديدة من التغيرات السلبية تعيق تحقيق غاية الشباب الدائم مثل :
- ارتفاع ضغط الدم أولى النتائج المترتبة على الغضب والتوتر، وبالتبعية تزداد معدلات ضربات القلب.
- بعض البشر تزداد شراهتهم إلى الطعام عند تعرضهم إلى الاكتئاب أو الأزمات النفسية، وهو ما يجعلهم عرضة للإصابة بأحد أنواع السمنة، وهي الإصابة التي قد ينتج عنها عِدة أمراض.
- أيضاً تنامي المشاعر السلبية تصيب بحالة من الأرق واضطرابات النوم، وهو الأمر الذي ينعكس بالضرورة على الصحة العامة للإنسان.
لهذا ينصح الأطباء بضرورة محاربة هذه المشاعر للحصول على شباب دائم ومديد، وذلك من خلال الابتعاد بقدر الإمكان عن مثيرات هذه المشاعر، واستقطاع بعض الوقت المخصص للراحة والاستجمام، كما ينصح مؤيدي الطب البديل بالاستعانة بتمارين الاسترخاء واليوجا.
الإقلاع عن التدخين :
العدو الأول للصحة والعائق الأساسي في طريق الحصول على الشباب الدائم هو آفة التدخين، فإذا كنتي من المدخنين فأول خطوة عليك اتخاذها هو الإقلاع التام عن هذه العادة القاتلة، فمن المعروف أن التدخين ضالع في أغلب الأمراض المحتمل تعرض الإنسان لها، ويأتي على رأس قائمة العوامل المؤدية إلى الإصابة بعدة أنواع من السرطان، وليس هذا فقط ما يجعل التدخين متعارضاً مع تحقيق الشباب الدائم ،فهو لا يؤدي فقط إلى الشيخوخة الصحية بل أن آثاره الضارة تنعكس على المظهر العام، فالأبحاث الطبية التي جرت مؤخراً أثبتت الارتباط الوثيق بين التدخين والزحف المبكر لآمارات الشيخوخة، فيبدد الأمل في الشباب الدائم ويجعلك سيدتي تبدين أكبر سناً من الحقيقة، ومن أمثلة هذه الآثار الناتجة عن التدخين:
- يُعجل التدخين بظهور تجاعيد البشرة وانكماشاتها والهالات الداكنة حول العينين.
- وفقاً للدراسات التي جرت بالجامعات التيوانية فأن المدخنين أكثر عرضة للصلع من غيرهم، وذلك لأن دراستهم توصلت إلى أن التبغ يؤثر على بصيلات الشعر ويتسبب في تساقطها.
- يسبب التدخين تصبغ الشفتين ويشوه مظهر الأسنان ويجعلها مائلة للإصفرار.
- الشباب الدائم يعتمد على سهولة الحركة واتسامها بالحيوية والنشاط، والحركة تعتمد على صحة العظام التي تتضر كثيراً جراء التدخين، فتصيبها الهشاشة وتصبح أكثر عرضة للكسور، كما أن ضعف العظام يزيد من احتمالات إصابة الإنسان بالتحدب.
وعلى المدخنات عدم اليأس وهذا كله لا يعني أن أملهن في الحصول على الشباب الدائم والإطلالة المتألقة قد ضاع، إذ أن الأبحاث ذاتها أثبتت أن الإقلاع عن التدخين يعقبه تحسن تدريجي للمظهر العام، وعلى غير المدخنات تجنب الاختلاط بالمدخنين أو التعرض لأدخنة السجائر، إذ أن التدخين السلبي له ذات التأثيرات السلبية الناجمة عن التدخين الفعلي.
اعتني ببشرتك :
البشرة النضرة هي الركيزة الأساسية للجمال والإطلالة المتميزة الشابة، و الشباب الدائم يعتمد بصفة رئيسية على دوام نضارتها، ومن ثم إذا كنتي ترغبين سيدتي في شباب دائم فعليك أن تعتني ببشرتك عناية فائقة، وهذه الغاية لن تحققها الوسائل الاعتيادية المتمثلة في ماسكات الوجه والتنظيف الدوري للبشرة، صحيح أنها أمور جيدة إلا أن تأثيرها وقتي ولا يمتد لفترات طويلة، أما في سبيل الحصول على شباب دائم وتجنب آثار الشيخوخة، فأن الأطباء ينصحونك باتباع الآتي :
- احتمي من الشمس : التعرض لأشعة الشمس له فوائد عديد منها أهمها بعنصر فيتامين د، لكن لأشعة الشمس وجه آخر هو الأضرار التي تنجم عن طول التعرض لها، الجلد هو العضو الأكثر عرضة لأضرار أشعة الشمس، فالحرارة المرتفعة تنهك نسيج الجلد وتغير لونه إلى الدرجات الأغمق، كما أنها تحارب الشباب الدائم له بتسريعها عملية ظهور التجاعيد على سطحه، لذلك يوصي الأطباء بضرورة استخدام كريمات الوقاية من الشمس خاصة خلال الأيام مرتفعة الحرارة، مع ضرورة اختيار الكريم المناسب لطبيعة ونوع البشرة.
- ترطيب البشرة : كثير من النساء تهمل ترطيب البشرة وتجعلها فريسة سهلة للجفاف، مما يجعلها أكثر عرضة لزحف التجاعيد وظهور البقع الداكنة عليها، لذلك ينصحك خبراء التجميل بضرورة استخدام كريمات الترطيب في كل صباح، للحصول على شباب دائم وبشرة رطبة خالية من أعراض الشيخوخة المبكرة.
- الحرير : هو ليس بالأمر الضروري لكن إن تمكنتي منه فسيكون له تأثيرات جيدة على صحة بشترك، وهو استخدام وسادات النوم الحريرية، لا نقول هنا أن أقمشة القطن والكتان مسبب رئيسي للتجاعيد وأمراض الجلد، لكن لا شك أن الحرير هو الأكثر نعومة والأفضل للبشرة من أي قماش آخر، فإذا كنتي تحلمين بدوام نعومة البشرة و الشباب الدائم فهو خيارك الأمثل.
- مستحضرات التجميل : رغم ما تمنحه لك من مظهر جميل ومتألق، إلا أن المواد المستخدمة في صناعة مستحضرات التجميل تضر بالبشرة خاصة مع الإسراف في استعمالها، ومع الوقت تبدأ تتسبب في خشونة البشرة وظهور حفر الوجه، وهو ما يتعارض مع أملك في الجمال و الشباب الدائم ،لذا ينصح بعدم الإفراط في استخدام مستحضرات التجميل باختلاف أنواعها، وكذا يجب تجنب الأنواع الرديئة مع ضرورة تنظيف البشرة باستمرار باستخدام الكريمات الصحية وماسكات تقشير البشرة.
الرياضة والغذاء الصحي :
الرياضة والغذاء الصحي من العوامل الأساسية التي يعتمد عليها الشباب الدائم ،وهما عاملين لا يمكن فصلهما إذ أن أدوارهما تتسم بالتكامل، فلا يمكن جني فوائد أحدهما دون الالتزام بالآخر.. اتباع نظام غذائي صحي يضمن إمداد كل عضو بالجسم بما يحتاج إليه من غذاء وأكسجين، وهو ما يساعد على تحفيزه للقيام بوظيفته الحيوية بكفاءة، وفي ذات الوقت الغذاء الصحي يجنب الإنسان من السقوط في فخ السمنة أو السكري، ويحافظ على صحة الجسم بصفة عامة، وتحقيق ذلك يكون بالإكثار من تناول الخضروات والفواكه واللحوم منزوعة الدهون، وفي ذات الوقت تجنب الأطعمة الدسمة المشبعة بالدهون مع عدم الإفراط في تناول السكريات.
أما التمرينات الرياضية فـ الشباب الدائم لن يتحقق إلا من خلالها؛ فالمثل الشائع يقول أن الشباب هو شباب القلب ولا شيء قادر على تنشيط عضلة القلب سوى الرياضة، لذلك يؤكد الأطباء على ضرورة الانتظام في ممارستها بصفة يومية، فالرياضة تعمل على تحفيز العقل والجسم معاً، كما أنها تنشط الدورة الدموية مما يضمن تدفق الدم بشكل سليم إلى مختلفة الأنسجة والعضلات، أما عن المظهر فأن الرياضة تحارب السمنة وتمنح ممارسها جسماً متناسقاً.