العلم بطرق إجراء الإسعافات الأولية بالمنزل للإصابات البسيطة من الأمور الهامة، والتي تضمن السلامة لأفراد الأسرة وتوفير الرعاية السريعة لهم، أما فيما يخص صحة الأطفال فأن العلم بإجراءات وخطوات الإسعافات الأولية تصير ضرورة قصوى، خاصة وأن الأطفال أكثر عرضة لمثل هذه الأنواع من الإصابات، بسبب كثرة الحركة والجهل بمفهوم الخطورة، فما هي أكثر الإصابات الشائعة بالنسبة لهم وكيف يتم التعامل معها؟
الإسعافات الأولية للأطفال :
القاعدة العام والأساسية هي تمالك الآباء لأعصابهم عند تعرض الطفل لإصابة ما، وذلك ليتمكنوا من ترتيب أفكارهم واتخاذ خطوات الإسعافات الأولية السليمة، وتعد الجروح البسيطة والسطحية وحروق الدرجة الأولى الإصابات الأكثر شيوعاً للأطفال، وبالفقرات التالية سنتعرف على كيفية التعامل مع الحالتين بطريقة صحيحة.
أولاً : الجروح البسيطة :
من أكثر الإصابات الوارد تعرض الأطفال لها هي الجروح، فالطفل بطبيعته يتسم بالفضول الذي يدفعه للعبث بالأشياء المحيطة به، وبعضها لا يكون آمناً بالنسبة له فيتسبب في إصابته بجروح، أغلبها -بحمد الله- يكون من النوع البسيط الذي لا يستدعي التدخل الطبي المختص، ويمكن الاعتماد على الإسعافات الأولية التي تجرى في المنزل، بشرط اتباع الطرق السليمة في إسعاف الجرح لمعالجته والوقاية من مضاعفاته.
الإسعافات الأولية للجرح :
- في البداية يجب تطير الجرح من خلال وضع الجزء المصاب أسفل الصنبور وغمره بالماء، مع تجنب استخدام الصابون في عملية التطهير كي لا يتسبب في إصابة الجرح بالتهيجات، ثم آخر مراحل التطهير تكون بواسطة مسح الجلد بالكحول الطبي المطهر.
- الخطوة الثانية تتمثل في فحص الجرح والتأكد من خلوه من العوالق أو الشظايا، وإن تم العثور على أي أجسام غريبة يجب تنظيفها بواسطة ملقاط، أما إذا كانت غائرة وصعب الوصول إليها فحينها سيكون من الضروري التوجه إلى المستشفى.
- بعد تجفيف موضع الجرح من المياه والكحول، يجب أن يتم دهان موضع الإصابة بمرهم أو كريم مضاد حيوي، وذلك للحفاظ على سطح الجلد المحيط بالجرح رطباً، وذلك النوع من الدهانات الطبية لا يسرع من عملية العلاج إنما يمنع حدوث العدوى.
- بتلك الخطوات يكون قد اكتملت عملية تطهير الجرح ويحين وقت الضمادة، فلابد هنا من تغطية الجرح بالضمادات المعقمة الجافة، وذلك لمنع الملوثات عن الجرح والإحالة دون إصابته بالبكتيريا الضارة.
- تطهير الجرح لا يتم لمرة واحدة فقط، إنما سيتطلب الرعاية والمطابعة وإعادة التطهير وتغيير الضمادة بشكل شبه يومي، وهذه العملية ستساهم في مراقبة تطورات عملية استشفاء الجرح، وإذا ظهرت عليه إية بوادر تلوث أو أصيب بعدوى، فيجب عدم التردد في التوجه إلى طبيب مختص والحصول على استشارته.
ثانياً : حروق الدرجة الأولى :
بداية يجب الإشارة إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية ضد تعرض الطفل للحروق، وذلك لما قد تلحقه من أذى -لا قدر الله- بالطفل، وأخف الأضرار التي قد تنتج عن هذه الإصابة هي الألم الشديد الذي سيتعرض له، والحروق تنقسم إلى ثلاث درجات تتحدد وفقاً لدرجة شدتها وما تحدثه من ضرر، والإصابات المتقدمة من الحروق تتسم بالخطورة ويجب معها التوجه إلى مركز طبي، أما الإسعافات الأولية البسيطة فلا تكون إلا بالنسبة لحروق الدرجة الأولى، ولذلك ففي البداية يجب التعرف على أعراض حرق الدرجة الأولى.
الحروق من الدرجة الأولى هي الأدنى من حيث الخطورة، حيث تقتصر الإصابة فيها على الطبقة السطحية الخارجية من الجلد، فتتسبب في حدوث إحمرار بموضع الإصابة، وفي كثير من الأحيان يكون ذلك الإحمرار مصحوباً بتورم.
الإسعافات الأولية للحرق :
- الخطوة الأولى بـ الإسعافات الأولية للحرق تتمثل في غمر الجزء المصاب بالماء بالبارد لمدة 15 دقيقة، وذلك لخفض درجة حرارة الجلد والحد من حدوث التورم، ويقصد بالماء البارد هنا ماء الصنبور العادي ويحذر من استخدام الثلج.
- الخطوة الثانية هي تضميد مكان الإصابة بلفه بشرائط الشاش المعقمة، على أن يتم ذلك برفق وعدم شَدّ الشاش بقوة كل لا يشكل ضغطاً على الجلد المحترق.
- الخطوة الأخيرة ولإتمام الإسعافات الأولية يتم تناول الطفل لأحد المسكنات لتخفيف شعوره بالألم الناتج عن الحرق.