نحافة الأطفال من الأمور التي تسبب قلق شديد للأمهات، خاصة وأن المعتقد أن زيادة الوزن عند الأطفال ترتبط بالصحة الجيدة، لكن الأمر لا يدعو لكل ذلك القلق ويمكن معالجته ببساطة بوسائل طبيعية، وهذا بالطبع بالنسبة للنحافة الناتجة عن عامل نفسي أو سوء بالتغذية، أما النحافة المرضية فلابد من توقيع الكشف الطبي للوقوف على أسبابها، ولا تتم معالجتها إلا بمعرفة الأطباء وتحت إشرافهم.
نصائح لعلاج نحافة الأطفال :
خبراء تغذية الأطفال حددوا مجموعة من العوامل التي تساهم في علاج نحافة الأطفال ،وأيضاً حددوا الأسباب التي قد تكون مسببة لها، والتي من الضروري معها اللجوء إلى استشارة الطبيب، فما هي هذه الطرق وما هي تلك الحالات؟
تنظيم الوجبات :
أي من الأمور الحياتية لا يمكن أن تستقيم إذا اتسمت بالعشوائية، وعلاج نحافة الأطفال لا يختلف عن علاج السمنة، الخطوة الأولى بالنسبة لكلاهما هي انتظام الوجبات الغذائية، فبداية وقبل الخوض في الحديث عن أنواع الأطعمة التي يجب على الطفل تناولها، يجب تحديد مواعيد ثابتة لتناول الوجبات الغذائية الرئيسية الثلاث على مدار اليوم، وذلك الجدول الزمني يعد خطوة مؤثرة بقدر ما تبدو بسيطة.
الوجبات الخفيفة :
خبراء تغذية الأطفال يختلفون في نصائحهم ويتفقون على هذه النصيحة، ويجدون أن من أكثر العادات فاعلية في علاج نحافة الأطفال، والتي تعتبر معززة للخطوة الأولى المتمثلة في ضبط مواعيد لتناول الطعام، هو إضافة مجموعة من الوجبات الخفيفة تتخلل الوجبات الرئيسية الثلاث، فهذا من شأنه أن يزيد من السعرات الحرارية ويساعد في تكوين الدهون المفيدة، وقد تجد بعض الأمهات صعوبة في إقناع الطفل بتناول هذه الوجبات، خاصة إذا كان لا يزال يشعر بالشبع، وينصح خبراء التغذية هنا باختزال الوجبة في ثمرة فاكهة أو كوب عصير، ومن المعروف حب الأطفال لهذه الأنواع من الأطعمة.
العادات الغذائية :
من الأخطاء التي تُرتكب من قبل بعض الأمهات الراغبات في زيادة وزن الأطفال، هي حثهم على التهام كل ما يصادفهم من أطعمة، وهذا لن يفيده بل على الكس قد يكون بالغ الضرر على صحته، وغالباً ما يكون منشوء نحافة الأطفال افتقار الجسم للعناصر الغذائية الهامة، والحلويات الجاهزة والمقرمشات مرتفعة السعرات لن تعوضه نقص هذه العناصر، وإن حدث وزاد وزنه فلن تكون زيادة صحية، خاصة وأن جسم الطفل يكون لايزال في مرحلة التكوين.. لذا يجب استبدال هذه المأكولات بأنواع أخرى تكون مرتفعة السعرات وفي ذات الوقت مغذية، العصائر والمشروبات الطبيعية على سبيل المثال تعد اختياراً مثالياً، ويحبذ تعزيز قيمتها وسعرتها بمزجها باللبن كامل الدسم، أما عن الوجبات الرئيسية فيجب أن تكون منوعة وغنية بالعناصر الغذائية الضرورية، ينصح بتحفيز الطفل للإقبال على الخضروات.
الحالة النفسية :
بعض الأمهات يخلطن بين الأزمات النفسية والاختلالات العقلية، ولذا يصعب عليهن الاعتراف بأن الطفل يواجه مشكلة نفسية، فيرجعون أي عَرَض سلبي يتعرض له لأسباب عضوية، وقد لا يكون كذلك وبالتالي يهدر مجهودهن ويضيع الوقت ولا يُعالج.. و نحافة الأطفال وإن كانت في ظاهرها تبدو مرتبطة بالتغذية، إلا أنها قد تنتج أيضاً عن سوء الحالة النفسية للطفل، فإذا كان الطفل يُعاني من الشعور بالإحباط أو الاكتئاب، فتلقائياً ستتبدد شهيته تجاه الطعام وينصرف عنه، ويترتب على ذلك انخفاض ملحوظ في وزنه، وفي تلك الحالة يكون السبيل الوحيد لمعالجة النحافة هو تخطيه لأزمته النفسية.
الاستشارة الطبية :
فيما يخص أمور الأطفال لا غنى عن الحصول على استشارة الطبيب المختص، خاصة إذا النظم الغذائية لم تأت بنتائج تذكر، فبداية هو سيتمكن من تحديد كم السعرات الحرارية التي يحتاج الطفل إليها، وذلك باحتسابها بالتناسب مع العمر والطول، وسيحدد النظام الغذائي المناسب لعلاج نحافة الأطفال وزيادة الوزن بشكل صحي، كما أنه لا يجب إغفال أحد الاحتمالات الهامة والخطيرة، وهو أن نحافة الأطفال قد تكون ناتجة عن إصابة الطفل بمرض ما، والفحص الطبي هو السبيل الوحيد للكشف عما وراء انتقاص الوزن ذلك.