الصلع هو مرض أقرب للوباء في تفشيه، ونسبة إصابة النساء به لا تكاد تذكر مقارنة بالعدد الهائل لحالات صلع الرجال، فما الأسباب التي تقود للإصابة بذلك المرض المنتشر وما العلاج؟
أسباب وعلاج الصلع :
وأغلب من يصيبهم يعلنون يستسلمون لأمرهم الواقع ولا يحاولون تغييره، وذلك لاعتقادهم بأن فقدان الشعر مرض وراثي فقط، والاعتقاد الثاني بأن ليس هناك ما يمكن أن يُعالج الصلع، ولكن الخبر المبشر هنا هو أن كلا الاعتقادين خطأ، فـ الصلع له أسباب أخرى بخلاف الوراثة كما أن علاجه ممكن خاصة إذا تم التدخل مبكراً.
أسباب الصلع :
بعد إجراء العديد من الأبحاث العلمية حول الصلع ،تمكن العلماء من تحديد مجموعة عوامل هي المؤدية إلى، وهذه العوامل تتمثل في الآتي:-
العامل الوراثي :
العامل الوراثي هو السبب الأول لحدوث الإصابة بمرض الصلع ،ولفترة طويلة دام الاعتقاد بأن الوراثة هي السبب الوحيد لحدوث الصلع ،والعجيب أن هذا الاعتقاد رغم شيوعه إلا أنه لم يثبت علمياً بنسبة 100%، وإنما لوحظ أن احتمالات تعرض الرجل لمرض الصلع تزداد إذا كان لأب أصلع.
الضغط النفسي :
بعض الدراسات التي أجريت مؤخراً ربطت بين الضغط النفسي والتوتر و الصلع ،ولكن المقصود هنا بالتوتر ليس ذلك النوع الاعتيادي الذي يتعرض له كافة الناس بشكل شبه يومي، إنما التوتر المزمن “التوتر الفسيولوجي” هو ما يؤدي إلى تساقط الشعر، وذلك يتم لأن التوتر يُسرع من دورة حياة شعر الرأس، فمن المعتاد أن الشعيرات تستمر في النمو ببطء لمدة عام تقريباً بمعدل 1سم بكل شهر، ثم يتوقف النمو لعدة أشهر متتالية وهذه الفترة تعرف طبياً بفترة الاستراحة، وخلالها يحدث تساقط لبعض الشعيرات وتستبدل من تلقاء نفسها بشعيرات جديدة، والتوتر يُسرع من بلوغ الشعيرات لمرحلة الاستراحة مبكراً عن الأوان المفترض، ومن ثم تبدأ مجموعات منه في التساقط تباعاً.
حساسية DHT :
الـDHT هو هرمون الذكورة الذي يزيد ارتفاعه من احتمال التعرض لمرض الصلع ،حيث أن بعض الرجال يعانون من حساسية تجاه زيادة ذلك الهرمون بفروة الرأس، حيث يؤثر هذا الهرمون على صحة بصيلات الشعر ويضعفها تدريجياً إلى أن يُوقف نشاطها تماماً.
بروتين D2 :
كلما ارتفعت نسبة بروتين D2 بجلد فروة الرأس زاد احتمال التعرض للصلع، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن ذلك البروتين يشكل إعاقة بالغة لنمو الشعر، وهو المتسبب الأول في نسبة كبيرة من حالات الإصابة بالصلع
مرض :
قد تكون الإصابة بـ الصلع ناتجة عن التعرض لنوع آخر من الأمراض، فإصابة الرأس بالأمراض الجلدية كالقراع الانجليزي أو داء الثعلبة سبب رئيسي لحدوث الصلع ،كما أن أمراض أخرى كفقر الدم الناتج عن نقص الحديد واختلالات الغدة الدرقية تعد أيضاً من مسبباته.
علاج الصلع :
لا توجد وصفة ثابتة ومحددة لعلاج الصلع ،إنما طريقة علاج ذلك الداء تتوقف على مسببات حدوث الإصابة به في الأساس، وبالنسبة للصلع غير الوراثي فيتمثل علاجه في التغلب على السبب فتنعكس النتيجة، بمعنى إذا كان الصلع ناتج عن توتر حاد أو مصاحباً لارتفاع ضغط الدم، ففي هذه الحالة يمكن معالجة الصلع عن طريق التخلص من التوتر أو علاج ضغط الدم، وفي أغلب هذه الحالات تكون بصيلات الشعر غير متضررة وقابلة للنمو بشكل طبيعي مجدداً.
أما في حالات الصلع الوراثي أو مجهول السبب، فيمكن اللجوء إلى تناول بعض العقاقير الطبية المُنشطة لبصيلات الشعر وتحفز نموه، وكذا الأدوية التي تحد أو تمنع إنتاج هرمون DHT بمنطقة فروة الرأس، باعتباره أحد المسببات الرئيسية لمرض الصلع ، ورغم أن من بين هذه الأدوية ما مُصرح بتداوله بدون الحصول على وصفة طبية، إلا أنه يُنصح بالحصول على استشارة طبيب أمراض جلدية لتحديد النوع الأنسب، وكذا يُفضل الإقدام على تلك الخطوة في وقت مبكر، أي خلال مرحلة تساقط الشعر وقبل حدوث الإصابة بـ الصلع التام لرفع احتمالات النجاح.
يمكن علاج داء الصلع أيضاً من خلال التدخل الجراحي، فعمليات زرع الشعر وهي إحدى أكثر عمليات التجميل شيوعاً، تعد من سبل علاج الصلع والتغلب عليه بشكل تام ونهائي، ومؤخراً ظهر علاج آخر للصلع باستخدام أشعة مشط الليزر، وتلك التقنية الحديثة “مشط الليزر” تعتمد على تحفيز تدفق الدم بفروة الرأس، ومن ثم تحصل البصيلات على تغذية أفضل فتنشط وتنمو مجدداً، كما تساهم هذه التقنية في الحد من فاعلية DHT ذو التأثير السلبي على صحة البصيلات، ولكن حتى يومنا هذا لا تزال هذه التقنية المستحدثة تحت التجربة والدراسة.