طرق الاسترخاء لا تختلف فقط في كيفية ممارستها، بل أنها تختلف أيضاً في الوقت الذي تستغرقه تلك الممارسة، ويخال البعض أن طرق الاسترخاء تتسم ببعض التعقيد، وأن ممارستها تتطلب وقتاً طويلاً والتواجد في أماكن مهيئة لذلك، وهذا صحيح بالنسبة للتمرينات ذات التأثير القوي طويل الأمد، مثل اتخاذ أوضاع اليوجا المختلفة والخروج إلى الطبيعة للتأمل، لكن في ذات الوقت هناك طرق أخرى تؤدي إلى الاسترخاء، وممارستها لا تتطلب سوى بضعة دقائق، مما يعني إمكانية ممارستها خلال ساعات العمل أو استذكار الدروس، للتخلص من التوتر والضغط واستعادة النشاط والتركيز مجدداً.
طرق الاسترخاء الأسرع :
من بين وسائل و طرق الاسترخاء جميعها، هناك مجموعة يصفها العلماء بأنها الأسرع تأثيراً، وتحقيق نتائجها يستغرق عشرة دقائق كحد أقصى، وتلك الطرق هي :
1- عسل النحل :
فوائد عسل النحل الصحية سواء الوقائية أو العلاجية، كثيرة ومتعددة وأغلبها معروف للجميع، ولكن يمكننا أن نضيف إلى قائمة الفوائد الطويلة هذه، أنه إحدى طرق الاسترخاء هي تناول ملعقة واحدة منه، فقد وجدت الأبحاث العلمية أنه محارب للمشاعر السلبية، فبفضل احتواء عسل النحل على نسبة مرتفعة من السكر، فأن أقل قدر منه يمنح الإنسان الطاقة اللازمة لممارسة نشاطه اليومي، وذلك الشعور بالحيوية يساعد في تحسين الحالة النفسية، بجانب أن العسل به مركبات مضادة لالتهابات المخ، ومن ذلك توصل العلماء إلى فاعليته في الخلاص من الاكتئاب والقلق، مما يجعل تناول ملعقة كبيرة منه إحدى وسائل و طرق الاسترخاء ،بل أنها واحدة من أكثر الطرق فاعلية وتأثيراً.
2- إسناد الرأس :
تمر على الإنسان لحظات يشعر خلالها بانخفاض طاقته، وتغلب عليه حالة من النعاس والخمول المفاجيء، والأكثر عرضة لذلك هم الذين يدوم عملهم لساعات طويلة، ولصعوبة الحصول على فترة قيلولة خلال ساعات العمل، فالحل هو اللجوء لإحدى طرق الاسترخاء ،وفي تلك الحالة فالخيار الأمثل هو إسناد الرأس للأمام، كل ما يتطلبه الأمر وسادة وثيرة صغيرة، توضع على حافة طاولة أو مكتب، ويتم الميل بالرأس للأمام حتى ملامسة تلك الوسادة، ويؤكد العلماء على أن ذلك الوضع له آثر إيجابي بالغ، فذلك الوضع يسمح بتدفق الدم بضخات أكبر إلى المخ، مما يدفعه لاستعادة تيقظه ونشاطه، كما أنه يخلص من مشاعر التوتر الناجمة عن ضغوط العمل.
3- العد العكسي :
طرق الاسترخاء على اختلافها لا تؤتي بالنتائج المأمولة إلا في حالة خلو الذهن، فلابد أن يكون لدى الشخص استعداد داخلي لاستقبال شعور الاسترخاء، لكن كثيراً ما يعجز الإنسان عن إيقاف عقله عن التفكير، بل أن تلك الأفكار القهرية تحمله ضغوطاً أكبر، وتتسبب له في مزيد من شعور التوتر وتعكر الحالة المزاجية، وفي هذه الحالة فمن بين طرق الاسترخاء كافة، يُعد العد العكسي هو الوسيلة الأنسب، فهي تدفع العقل إلى التركيز على عملية العد المعكوس، وبالتالي فأنها تصرفه عن التفكير بمسببات قلقه وتوتره، يمكن البدء من 100 أو من 10 مع إغماض العينين، وهناك شبه إجماع من أطباء النفس على فاعلية تلك الطريقة من طرق الاسترخاء.
4- كرة المطاط :
من فرط سهولة هذه الطريقة من طرق الاسترخاء ،يخال للبعض أنها ضعيفة أو عديمة التأثير، لكن الحقيقة المثبتة علمياً تقول غير ذلك، ولهذا اقتنى كرة المطاط أو كرة التوتر كما تُعرف، وأجعلها إحدى الأدوات الأساسية بحقيبة عملك، وفي فترات ذروة الضغط استعن بها لبضعة دقائق، وتلك الضغطات البسيطة عليها ستعمل على تفريغ الشحنات السلبية، وتحفز العقل والجسم لاستعدادة نشاطتهم وممارسة الأعمال مجدداً.
5- الموسيقى :
المقطوعات الموسيقية لها أثر كبير على الحالة النفسية للإنسان، حتى أنه تم اعتبارها وسيلة علاجية مستقلة بذاتها، تعرف باسم العلاج بالموسيقى، لهذا يعدها علماء النفس واحدة من طرق الاسترخاء الفعالة، كل منها لديه مقطوعات موسيقية محببة بالنسبة له، احتفظ بها على جهاز هاتفك المحمول كمسكن نفسي وقت الحاجة، كذلك يمكن الاستعانة ببعض مقطوعات الريكي الموسيقية، والتي تعد وسائل العلاج النفسي و طرق الاسترخاء بالغة التأثير، ومجرد الاستماع لتلك المقطوعات لدقائق معدودة، ستدخل على نفس شعوراً بالطمأنينة والسكينة، قادر على تبديد أية مشاعر سلبية ناتجة عن ضغط العمل.
6- الشيكولاتة :
إذا بحثنا عن الطعام صاحب الشعبية الأكبر، فبنسبة كبيرة ستكون النتيجة هي الشيكولاتة، أما بالبحث عن السبب سنجد أنه مذاقها الساحر، لكن العلم أثبت أن لعشق الشيكولاتة سبب آخر، وهو أنها تعد واحدة من طرق الاسترخاء والحد من التوتر، إذ أنها تعمل على تنظيم عمل هرمون كورتيزول بالجسم، وبالتالي تحد من الآثار الناتجة عنه، إذ أن إفراز ذلك الهرمون يأتي كأثر مباشر لتعرض الجسم للإجهاد، حيث يساهم في تهدئة الجهاز المناعي، لكن من آثاره الجانبية تحفيز مشاعر التوتر والاضطراب، ولأن الشيكولاتة تحد من تلك الآثار فهي تعد من طرق الاسترخاء ، ويؤكد خبراء التغذية أن هذه الفائدة تحققها الشيكولاتة الداكنة بنسبة أكبر، ومن خلال تناول قدر بسيط يقدر بحوالي 27 جراماً فقط.
7- الماء البارد :
يقال أن من فوائد الوضوء الصحية هي أنه يحد من التوتر، بشرط أن يتم باستخدام الماء البارد، ومن ذلك نخلص إلى أن الماء البارد أحد طرق الاسترخاء ،تلك حقيقة علمية أثبتها أكثر من بحث أجري بأكثر من جامعة ومركز بحثي، والنتائج كافة أكدت على أن إحدى طرق الاسترخاء سريعة المفعول، هي غسل الرسغين بواسطة المياه الباردة، وكذا يتم مسح المنطقة خلف الأذن بذات الماء، والسبب في ذلك هو أن الشرايين بهذه المواضع شديدة القرب من سطح الجلد، وهو ما يزيد من تأثير الماء البارد عليها، وانخفاض درجة حرارة هذه المواضع يبعث شعوراً بالراحة بكامل الجسم.
8- الجري بالمحل :
التمارين الرياضية بصفة عامة تساهم في تحسين الحالة النفسية، والدراسات الإحصائية وجدت أن الشخص المنتظم في ممارسة الرياضة، تقل احتمالات تعرضه للمشاعر السلبية مثل التوتر والقلق، وذلك لأنها تحفز إنتاج الجسم لهرمون الإندروفين، وهو ذلك الهرمون المسئول عن الحد من الاضطراب ومشاعر الألم، ورياضتي المشي والجري هما الأكثر قدرة على تحقيق ذلك، مما يجعلهما من طرق الاسترخاء الفعالة، وممارسة الجري لا تتطلب الكثير من العناء، والتوجه إلى النوادي أو استخدام أجهزة رياضية معينة، فعند الشعور بدء تسلل الخمول ومشاعر الإرهاق إلى الجسم، تكفي ممارسة رياضة الجري في المحل لبضعة دقائق فقط، لتنعم بفاعلية تلك الطريقة من طرق الاسترخاء ،والتخلص من الإرهاق والتوتر الناجم عن ضغوط العمل.
9- القهوة والشاي الأخضر :
في فترات الراحة التي تتخلل ساعات العمل، عادة ما يلجأ الشخص إلى تناول مشروب دافيء، عادة ما يكون ذلك بهدف إعادة شحن التركيز والتخلص من الصداع، لكن من يريد مضاعفة الفائدة فليجعل ذلك المشروب، إما القهوة أو كوب من الشاي الأخضر، فهذين المشروبين يعدان من ضمن طرق الاسترخاء وشحن الطاقة :
- القهوة : من المعروف أنها من أغنى المشروبات بمادة الكافيين، تلك المادة المنبهة القادرة على شحن الطاقة وإعادة التركيز، بجانب أنها تحمل خواص الشيكولاتة وتأثيرها، من حيث المساهمة في إزالة التوتر وحسين المزاج، الأمر الذي يمكن معه عدها من طرق الاسترخاء
- الشاي الأخضر : يعد أحد مشروبات الأعشاب المفيدة للصحة، ويحتوي على مركبات عديدة تؤثر إيجابياً على الصحة النفسية والجسمانية، أما عن اعتباره واحد من طرق الاسترخاء الفعالة، فذلك بسبب احتوائه على مركب الليثيانين، والذي يحد من مشاعر التوتر ويقلل من آثار الضغط العصبي.
10- النظام :
لا يعد النظام من طرق الاسترخاء المباشرة، إنما يعد بمثابة نصيحة عامة لتجنب التعرض للتوتر والضغوط، فقد وجد علماء النفس أن الفوضى تزيد من حِدة المشاعر السلبية، أما التواجد في أماكن منظمة تحد من احتمالات التعرض للتوتر والضغوط، لذا احرص على تنظيم منزلك ومكان عملك باستمرار، فذلك سيقي من التعرض لمشاعر الإحباط والتوتر المفرط.