انتشار مرض السمنة في الآونة الأخيرة، كان سبباً لتناولها بالبحث العلمي من قبل العديد من الباحثين، ووفقاً لما جاءت به هذه الأبحاث من نتائج قام الخبراء بتحديد أنواع السمنة ،وتم تقسيمها إلى ثلاثة مستويات رئيسية، ثم تم تناول كل مستوى منهم بالبحث والدراسة على حدة، للتعرف على أسباب حدوثه ومن ثم اكتشاف سبيل الوقاية منه وتحديد علاجه، ومستويات و أنواع السمنة الثلاثة هي كالآتي:
مستويات وأنواع السمنة :
رغم أن السمنة غير معدية إلا أننا لن نبالغ إذا وصفناها بالوباء، ففي السنوات القليلة الأخيرة تفشى مرض السمنة بالعالم، ولايزال عدد المرضى به يزداد يوماً بعد يوم، وعلاج السمنة يبدأ من نقطة واحدة هي تحديد نوعها.
1- السمنة البسيطة :
النوع الأول من أنواع السمنة هو ما يعرف باسم السمنة البسيطة ،وهذا النوع هو الأوسع انتشاراً على مستوى العالم، ويعد أقل المستويات خطورة على الصحة العامة للمصاب، وعادة ما يكون ناتج عن الكسل وقلة حركة الشخص، مع اتباع نظام غذائي غير صحي وغير متوازن.
من بين أنواع السمنة هذا هو النوع الذي لا يسبب أي تشوهات ملحوظة بالجسم، ومصطلح ” وزن زائد ” يعتبر توصيف أقرب للحقيقة له من مصطلح “سمنة”، حيث أن في أغلب الحالات لا تكون الزيادة ناتجة عن انتفاخ الخلايا، وامتلاء الخلايا الدهنية الموجود تحت سطح الجلد دون زيادة في عددها.
ويمكن علاج السمنة البسيطة من خلال اتباع أنظمة الريجيم، مع تعزيزها بممارسة تمريناتإنقاص الوزن الرياضية، ليتم إحراق الدهون المتراكمة داخل هذه الخلايا ومن ثم عودتها إلى حجمها الطبيعي، وإذا لم تلحظ حدوث تغيير خلال بضعة أسابيع، فسيكون عليك مراجعة طبيب مختص يصف لك نوع الريجيم المناسب لك.
2- السمنة المتوسطة :
النوع الثاني من أنواع السمنة يسميه المتخصصون السمنة المتوسطة، وهذا النوع تنتج عنه تشوهات بالمظهر الخارجي للجسم، حيث أن يكون هناك خللاً في توزيع الدهون على مستوى الجسم، فتتركز في مناطق محددة مثل الأجناب والبطن أو الفخذين ومحيطهما.
هذا النوع يعرف بين أنواع السمنة بمصطلح السمنة الموضعية، وبنسبة كبيرة تكون ناتجة بسبب العوامل الوراثية، بجانب المسبب الأساسي لكافة أنواع السمنة وهو الغذاء غير الصحي، والإسراف في استهلاك كميات الدهون والسكريات.
السمنة الموضعية أو المتوسطة يمكن أن تعالج أيضاً باتباع حمية غذائية، ويمكن تعزيز تأثيرها بتناول مشروبات الأعشاب المُنقصة للوزن، أما التمرينات الرياضية فهي عامل أساسي في علاج هذا نوع السمنة هذا، ويُرجح ممارستها تحت إشراف مُدرب متخصص، ليحدد أنسب التمارين القادرة على إذابة الدهون بالنسبة لأماكن تركزها، والحل الأفضل هو اللجوء إلى الطبيب المختص لعلاج هذا المستوى، وعادة لا يتطلب الأمر الخضوع لعملية جراحة، وتتم معالجته بطريقة الحقن الميزوثيربي الموضعي، الذي يتم من خلال حقن مواد مذيبة للدهون بمواضع الإصابة.
وهذا النوع من السمنة في بداياته لا يشكل خطورة على المصاب، ربما فقط لا يسبب سوى الإزعاج بسبب تشويهه للمظهر، لكن الخطورة الحقيقية تكمن في أهماله، فقط يتفاقم ويتحول إلى سمنة من المستوى الثالث، وفي هذه الحالة يصير خطراً على الصحة العامة.
3- السمنة المفرطة :
النوع الثالث من أنواع السمنة هو السمنة المفرطة أو الشديدة، وهذا النوع التعامل معه يتم على أساس أنه مرض صريح وخطير، فإعاقة الحركة وتلاهث الأنفاس أهون ضرر ممكن أن يسببه.. فبداية تظهر السمنة المفرطة نتيجة لامتلاء الخلايا بالدهون بالإضافة إلى تضاعف عددها، والشخص الذي يزداد وزنه لحد الإفراط يصبح أكثر عرضة للإصابة بأمراض عديدة خطيرة، منها داء السكري وارتفاع ضغط الدم نتيجة زيادة الكوليسترول، وتزداد احتمالية تعرضه للنوبات القلبية أو السكتة الدماغية، بجانب إضعاف الجهاز المناعي فيصبح عرضة للعديد من العدوات الفيروسية وخلافه..
والسمنة المفرطة من أنواع السمنة التي لا تعالج إلا تحت إشراف طبي، واتباع الأنظمة الغذائية المنقصة للأوزان وحدها إجراء غير كافي، فالطبيب المتخصص هو وحده القادر على تقدير الحالة ووصف طريقة العلاج المناسبة لها، والذي في بعض الأحيان يتطلب إجراء جراحة.