التخلص من زيادة الوزن غاية تجمع نسبة كبيرة من البشر، رهبة من التعرض لأمراض السمنة ورغبة في المظهر المتناسق، نحاول مرة باتباع أنظمة الحمية الغذائية وتارة بممارسة الرياضة، وبعد طول عناء أحياناً لا تتحقق النتيجة المرجوة.. هل فكرت مسبقاً أن قد يكون السبب في ذلك بعض أنواع الأطعمة؟، ربما لم تفكر لكن خبراء التغذية فكروا، وأجروا الدراسات والأبحاث وفي النهاية وضعوا قائمة بأصناف خادعة، نخالها تخفض الوزن أو على الأقل لا تزيده، لكنها في الحقيقة كانت تؤدي دوراً معاكساً للمرجو منها.
أصناف الطعام المتسببة في زيادة الوزن :
مشروبات الفواكه :
نهرب من أضرار المشروبات الغازية إلى عصائر الفاكهة، إيماناً منا بفوائدها واعتقاداً بأنها لا تؤدي إلى السمنة، لكن هذا الافتراض حطمه التقرير الغذائي الذي نشرته “دايلي ميل” البريطانية، والذي فجر من خلاله خبراء التغذية هذه المفاجأة الصادمة، بقولهم أن عصائر الفاكهة قادرة على زيادة الوزن في زمن قياسي، والاعتقاد المغلوط بشأنها منشأه أن الفاكهة يُنصح بتناولها لمن يتبعون أنظمة الريجيم، لكن تناول ثمار الفاكهة يختلف تماماً عن مشروبها.
فثمار الفواكه تتضمن نسبة كبيرة من الألياف، والتي تعد بمثابة حاجز يحد من قدرة الأمعاء على امتصاص سكرياتها، أما عصير الفاكهة لا يحتوي على هذا النوع من الألياف، أي أن تناول الإنسان لكأس عصير واحد يعني تناوله 100: 150 سعراً حرارياً، أي ما يقارب كم السعرات الحرارية بعبوة مياه غازية.
زيت الزيتون :
الساعون وراء إنقاص الوزن دائماً ما يستعيضون بزيت الزيتون عن باقية المواد الدهنية، فهذه هي النصيحة التي تلقوها من أكثر من مصدر، والسبب في انتشار هذه المعلومة الخاطئة هي سُمعة زيت الزيتون الطيبة، فهو بخلاف أغلب أنواع الزيوت يساهم في خفض معدلات الكوليسترول، وله فوائد صحية أخرى عديدة لكن الحفاظ على الوزن ليس من بينها، فالزيوت جميعها تختلف في كل شيء وتتشابه في ارتفاع السعرات الحرارية، ويكفي القول بأن جرام زيت الزيتون يحتوي على 9 سعرات، أي أن استهلاك ملعقة كبيرة منه يعني تناول 120 سعراً، وهي بالطبع كمية ضخمة تتسبب في زيادة الوزن ، خاصة إذا كان يتم تناوله بصفة يومية.
الزبادي قليل الدسم :
عبارة قليل الدسم لا تتناسب إطلاقاً مع عبارة زيادة الوزن ..لكن هذه هي الحقيقة العلمية الجديدة تثبت العكس، فقد قام باحثان بجامعة ستنافورد الأمريكية هما بيتر آتايا وجاري تابيز بدراسة الأمر، وكشفوا الخدعة التي تعرض لها جميع من اتبعوا نظام غذائي معين بهدف التخسيس، حيث أن جميعهم لجأوا إلى الزبادي كعامل مساعد في عملية الهضم، ومن بين أنواعه اختاروا قليل الدسم كي يتجنبوا زيادة الوزن ، بينما يؤكد آتايا أن العكس هو ما تحقق، ويفسر ذلك بأن شركات الأغذية المُنتجة للزبادي قليل الدسم، تسعى إلى تعويض المادة الدهنية التي تنزع منه بإضافات غذائية أخرى، ويزيد الأمر سوءاً بالنسبة للزبادي المخلوط بالفاكهة، حيث أن كميات الفاكهة الطبيعية المضافة لا تكون كافية لإعطاء اللون والمذاق والمراد، وهنا تلجأ الشركة إلى إضافات غذائية أخرى، مثل مكسبات اللون والطعم ونسبة من السكر، وكل هذه العوامل تعمل على مقاومة إفراز الأنسولين بالجسم، وبالتالي يتراكم هذا الكم من السكريات بداخله.
اختصاراً إذا كنت تتبع حمية غذائية معينة للتخسيس، لا تستهلك أي كمية من الزبادي قليل الدسم، فصحيح أن دسمه قليل إلا أنه سكرياته مرتفعة، وإن اضطررت فتناول الزبادي كامل الدسم حيث أنه يحتوي على سعرات حرارية أقل.
عسل النحل :
عسل النحل بجانب مذاقه الحلو فهو له تأثيرات إيجابية عديدة على الصحة، مما يجعله بمثابة مضاد حيوي طبيعي، وهو ليس من الأطعمة التي يُشاع أنها تساعد على خسارة الدهون، لكن المشكلة أنه أيضاً لا يُشاع العكس، وهو الأمر الذي دفع بعض الراغبون في خسارة وزنهم إلى استبدال السكر به، واستخدامه كمادة مُحلية للمشروبات.. بالطبع عسل النحل صحي أكثر وفوائده تفوق السكر، لكن فيما يخص اجتناب زيادة الوزن فالسكر يتفوق؛ حيث أن كم السعرات بملعقة العسل يزيد 30 سعراً عن ملعقة السكر، فبينما الأخير يعطي 70 وحدة حدد العلماء قيمة الأول بـ 90 وحدة حرارية، وهو ما يجعله مضراً بالنسبة لمن يتبعون نظاماً للتخسيس.