ابتسم.. هي أول كلمة نسمعها قبل التقاط أي صورة تذكارية، فالذكرى لتكون سعيدة لابد من التدليل عليها بابتسامة جذابة، والابتسامة لتكون جذابة لابد أن تكون ناصعة نصوع الشمس، وهذا لن يتأتى إلا من خلال عناية الفائقة بصحة الأسنان، لتحصل على إطلالتك المميزة الخاصة لكن ما لا يقل أهمية عن إطلالتك هو صحتك، فالأسنان من الأجزاء شديدة الحساسية بأجسادنا، وتسبب لنا آلاماً مبرحة إذا ما تعرضت لأي من المؤثرات كدرجات الحرارة شديدة الارتفاع أو الانخفاض، والأسنان المريضة أكثر عرضة لمثل هذه المؤثرات وأقل تحملاً لها، وستظل الوقاية دائماً وأبداً خير من أي علاج، وإن أكبر الضرر الملحق بأسنانها منبعه سلوكيات خاطئة ومعتقدات مغلوطة، وهي الأمور التي سنذكرها في الأسطر التالية لأن صحة أسنانها في تجنبها.
عادات خطيرة شديدة التأثير على صحة الأسنان
1- معجون الأسنان :
حين يدور الحديث حول صحة الأسنان سواء في برنامج على شاشة التلفاز أو مؤتمر طبي، أو حتى بين اثنين تقابلا صدفة في أي مكان، فإن أول نصيحة ينطق بها اللسان، هي: أهمية المواظبة على استخدام الفرشاه والمعجون لضمان سلامة الأسنان وبياضها، لكن في واقع الأمر فأن هذه النصيحة منقوصة وإن كانت صادقة، فالمعجون في ظاهره مستحضر طبي مفيد، وأكثر وسائل إزالة رواسب الأسنان انتشاراً، لكن هذا لا يُغني عن الحذر عند اللجوء إليها، فوفقاً لما أعلنه فريق بحثي ألماني، فإن معجون الأسنان يقوم بدوره في التبييض من خلال ما يحتويه من جسيمات تنظيف، وتلك الجسيمات الدقيقة تكون شديدة الخشونة، وذلك كي تتمكن من كسح أي أثر للاتساخات من على سطح الأسنان، وهذا تماماً هو مكمن الخطورة، فمع تكرار استخدام تلك المعاجين تؤثر هذه الجسيمات الخشنة تأثيراً سلبياً على مينا الأسنان، ثم يتفاقم الأمر على المدى إلى حد التآكل، ولأن معجون الأسنان شيئاً الاستغناء عنه في حكم المستحيل، فكل ما عليك هو قراءة الإرشادات المدونة على عبوته واتباعها؛ وذلك حتى تستمتع بمنافعه وتتجنب ضرره، فتلك الإرشادات تتضمن تحديداً لحجم كل جرعة، وعدد مرات استخدام المعجون خلال الـ24 ساعة.
2.مسحوق تنظيف الأسنان :
ضرر مساحيق التنظيف على صحة الأسنان يتشابه إلى حد كبير مع الضرر المحتمل للمعجون، إلا أن خطورة استخدامها يفوق خطورته، فإن المخلوط الذي يتكون منه المعجون في مُجمله يُلطف نوعاً ما من خشونة الجسيمات، أما مسحوق التنظيف فهو أساساً مكون من حبيبات خشنة تكسح الطبقات الصفراء من فوق الأسنان، ويرى البعض أن هذه المساحيق تحقق نتائج أفضل وأسرع من المعاجين، وهذا صحيح لكن في المقابل فأن ضررها أيضاً يحيق بمينا الأسنان بنفس السرعة، وعلاوة على ذلك فأن تلك المساحيق المتوفرة اليوم بأغلب محلات العطارة ومتاجر المستحضرات، عبارة عن تركيبات مجهولة الهوية والمصدر، ولم تخضع لأي مقاييس أو إشراف صحي.
3.عدم إزالة الجير :
الإشاعة الأكثر رواجاً فيما يخص صحة الأسنان هي أن عملية إزالة الجير عن سطح الأسنان مجرد رفاهية، والأدهى من ذلك هو اقترانها بإشاعة أخرى مفادها أن هذه العملية تضر ببنية و صحة الأسنان ، لكن الحقيقة التي تم إثباتها علمياً على النقيض تماماً، فإن تراكم الرواسب الجيرية على جدران الأسنان عواقبه وخيمة بحق، فأبسط أضراره يتمثل في التهاب اللثة، وقد يتفاقم الأمر ويؤدي ذلك الالتهاب إلى انحسار منطقة اللثة وتآكلها، وفي بعض الحالات المتأخرة يتسبب الجير في كشف جذور الأسنان.
4.عمليات التبييض :
في سبيل الحصول على أقصى درجات بياض الأسنان مستعدون لفعل أي شيء، لكن أغلبنا يفتقر إلى الصبر ويتمنى بلوغ هدفه في لمح البصر، والحل الأمثل بالنسبة له يكون في تسليم فكيه لأدوات الطبيب، ليجلس على المقعد بأسنان ضاربة إلى الصفرة ويغادره بأسنان ناصعة البياض.. قد يكون هذا حلاً فعالاً ومنجزاً لكنه أيضاً يشكل خطراً على صحة الأسنان، فالطبيب الألماني “Ditmars Ostriches” أستاذ طب الأسنان، يؤكد على أن المواد المستخدمة في مثل هذه العمليات تكون مكونة من عناصر خطرة، مثل “بيروكسيد كارباميد” و”بيروكسيد الهيدروجين”، ورغم فاعليتها في القضاء على إصفرار الأسنان إلا أنها قد تتسبب في أضرار جسيمة، ومرضى التسوس أو من يعانون من التهابات اللثة هم الأكثر عرضة لهذا الخطر، ولذلك يحذر Ostriches من خضوعهم لمثل هذه العملية، وينصح الأطباء بإلغاءها إذا اكتشفوا أن المريض مصاب بتآكل المينا، أو في حالة وجود عنق مكشوف لإحدى أسنانه..
ويتابع Prof. Ostriches حديثه في ذات السياق، مدللاً على خطورة مثل هذه العمليات بتعدد الفئات التي لا يمكنها الخضوع لها، مثل النساء خلال فترات الحمل والرضاعة، وكذلك الأطفال قبل بلوغهم سن 16 عاماً، ويؤكد أن أثر عمليات التبييض لا يدوم للأبد بعكس ما يعتقد البعض، ويحذر من تكرار هذه العملية أكثر من مرة حتى لا يصاب الشخص بشفافية الأسنان.. فإن كنت مقدماً على مثل هذه العمليات فربما عليك إعادة التفكير، أو على أقل تقدير قم بإجراء كشف شامل على الأسنان والفم قبل الخضوع للعملية؛ لتتأكد من أنها قادرة على احتمال آثار تلك المواد.
5.استخدامها لغير أغراضها :
أمام المظهر الصلب للأسنان يتناسى البعض أنها جزءاً من جسمه، جزء حي شديد الحساسية وسريع والتأثر، ومن هذا المنطلق يبدأ في استخدامها ككلابة (كماشة)، فهو يكتشف أصالة النقود المعدنية بالضغط بأسنانه عليها، ويقشر بها حبوب اللوز والفستق الصلبة، وأحياناً يستخدمها لفتح الزجاجات محكمة الغلق، والحقيقة أن وصف هذا كله بالسلوك الخاطئ لهو وصف رقيق للغاية، فإن أردنا الحق فأقل ما يوصف به هذا الفعل هو أنه تدمير ممنهج للأسنان، فطبقة المينا رغم ما تتمتع به من صلابة لا يمكن أن أبداً تحتمل ذلك فتبدأ في التآكل، كما أن الإنسان في كل مرة يقدم فيها على فعل مثل ذلك، يعرض الأسنان إلى التخلخل أو التشقق والكسر.
6.المياه العازية :
مشروباً غازياً مثلجاً قد يجلب لك الشعور بالانتعاش في نهار صيفي حار، لكنه سيجلب مع هذا الانتعاش ألماً سيلازمك طوال فصول السنة، فإن كنت أحد مدمني هذه المشروبات فقد آن الوقت لاتخاذ قرارك بالامتناع عنها، فتقريباً لا توجد حملة صحية توعوية واحدة إلا وتحذر من الإسراف في تناول تلك المشروبات، وأما عن صحة الأسنان على وجه التحديد، فقد أثبتت أبحاث طبية مدى أصالة العلاقة بين المشروبات الغازية وتآكل الأسنان.. فقد قام فريق بحثي من جامعة “غونتجن” مؤخراً بإجراء دراسة طبية شملت 1000 طفل ومراهق، ونتائج الدراسة الصادمة أكدت أن شاربي المياه الغازية في سن (12 عاماً) يزداد احتمال إصابتهم بتآكل الأسنان بنسبة 60%، ويصل الاحتمال نفسه إلى أكثر من 200% بالنسبة للأطفال (14 عاماً)، حيث أن المشروبات الغازية تتكون في الأساس من وسط حامضي، وهذا يتسبب بشكل مباشر في إتلاف مينا الأسنان، ويلخص أحد الأطباء المشاركين في الدراسة الأمر بجملة واحدة هي: إن أضرار المشروبات الغازية لا تقل خطراً عن أضرار التدخين.
7.عادات الأطفال :
للأطفال أيضاً عادات وسلوكيات خاطئة تؤثر على صحة الأسنان، تعد أهمها قطعة الكاوتشوك المسماه بـ”لهالية” أو”عضاضة”، وأيضاً اعتياد الطفل على مص أصابعه أو وضع الألعاب داخل فمه، فكل هذه الأمور تؤثر سلباً على نمو الأسنان وقد تؤدي إلى تشويهها، ولهذا فعلى الآباء مساعدة أطفالهم في التغلب على تلك العادات مع بداية بزوغ الأسنان، وهذا كي يضمنوا نموها بشكل سليم.