العادات الرمضانية الخاطئة قد تسبب مشكلات صحية عديدة.. فمع بداية الشهر الكريم وبدء أداء فريضة الصيام، يبدأ البعض في ترديد العديد من الشكاوى المتكررة، والتي جميعها تتمحور حول اضطرابات الجهاز الهضمي، سواء عسر الهضم أو التقلصات المعوية وغيرها من أشكال الاضطرابات، وهناك من يشكو من تعرضه لحالة من الصداع المزمن أثناء الصيام، وغير ذلك، ولكن بالنظر إلى مُجمل هذه الشكوى سنجد أنها جميعاً تأتي كنتيجة لسبب واحد، هو اتباع بعض العادات الرمضانية الخاطئة ،التي نتجت عن بعض المعتقدات التي أثبت العلم أنها مغلوطة، فما هي تلك العادات وما الذي ينتج عنها.
العادات الرمضانية الخاطئة وآثارها السلبية :
فوائد الصيام عديدة ولها آثار إيجابية تنعكس على الصحة العامة للإنسان، فإن كان الأمر كذلك فما سر المعاناة التي يعاني منها البعض خلال شهر رمضان؟، وكيف للفوائد والمعناة أن يجتمعا في شيء واحد؟!.. الإجابة هو أن الصيام في ذاته لا يشكل أية معاناة، أو بشكل أدق من المفترض ألا يُشكل معاناة، إنما تلك الأعراض السلبية التي تصيب البعض منشأها شيء واحد، وهو العادات الرمضانية الخاطئة التي يتبعها البعض، والتي تجنبها يجنبنا التعرض للآثار السلبية التي تنتج عنها.
1- المشروبات السكرية تحارب العطش :
من أبرز العادات الرمضانية الغذائية هو تناول المشروبات المحلاة، وخاصة المرطبات مثل قمر الدين ومنقوع الخروب والعرقسوس وغيرهم، وللآسف يكثر تناولها خلال وجبة السحور وقرب بدء الصيام، وذلك اعتقاداً بأن تناولها يحد من العطش في رمضان، إلا أن الدراسات العلمية أثبتت عكس ذلك، وضمت ذلك الاعتقاد إلى قائمة العادات الرمضانية الخاطئة .. وذلك لأن نسبة السكر المرتفعة بتركيب تلك المشروبات، تتسبب في ارتفاع معدلات إدرار الجسم للبول، مما يجعل الإنسان يفقد نسبة كبيرة من السوائل المختزنة بجسمه، وبالتالي تأتي بنتائج عكسية وتسبب الشعور بالعطش خلال فترة الصيام.
2- الماء المثلج يروي العطش :
قبل موعد الإفطار بساعة أو أكثر، يصل الإحساس بالعطش إلى أقصى معدلاته، وتبلغ معاناة الصائم مع العطش ذروتها، ومن ثم يصبح كوب من الماء المثلج المنعش حلم صعب المنال.. وفور سماع أذان المغرب يهرع الغالبية إلى ذلك الكوب، اعتقاداً بأن تناوله سيدفع عنهم العطش الذي شعروا به خلال فترة النهار، لكن العلم أثبت أيضاً أن ذلك من العادات الرمضانية الخاطئة ، والتي إن كان لها تأثير إيجابي فهو مؤقت، ولا يكاد يذكر إذا تمت مقارنته بالمشاكل الصحية المتوقع أن تنتج عنه.
فتناول ماء مثلج أو شديد البرودة عند الإفطار، له تأثير سلبي بالغ على سلامة عملية الهضم، حيث ينتج عنه الإصابة بانقباض في الشعيرات الدموية، وبالتالي تضطرب منظمومة الجهاز الهضمي بصفة عامة، مما يتسبب في إصابة الصائم بتقلصات المعدة المؤلمة، الأمر الذي يجعل الماء المثلج من أخطر العادات الرمضانية الخاطئة ، والبديل المثالي له هو الماء معتدل درجة الحرارة أو متوسط البرودة.
3- كثرة الماء تحمي من العطش :
هذه العادة من بين العادات الرمضانية الخاطئة ، التي يُصر الغالبية عليها رغم تكرار التأكيد على خطأها، فالغالبية عند وجبة السحور يحرصون على تناول كميات كبيرة من الماء، اعتقاداً بأن ذلك سيحميهم من التعرض إلى العطش خلال فترة الصيام، بينما الحقيقة هي أن قدرة الجسم على الاختزان ثابتة، ولا يمكنها أن تتسع للمزيد عما يحتاج الجسم إليه، وبالتالي فإن تناول المزيد من الماء سيُعتبر ماء زائد، الأمر الذي سيدفع الكلى إلى التخلص منه خلال بضعة ساعات، ولن يجني الإنسان من ذلك كله سوى الإصابة بعسر الهضم، وإرهاق الأمعاء بالضغط عليها بكم من السوائل يفوق قدرتها على الاحتمال.
4- كثرة الطعام تقود للشبع :
بعد انقضاء فترة الصيام والتي تمتد لساعات طويلة، يندفع البعض إلى الولائم المعدة إلى الإفطار، ويبدأ بتناول الأطعمة الشهية مرتفعة السعرات الحرارية، وذلك الأمر شائع الحدوث لدرجة التي يمكن اعتباره معها إحدى العادات الرمضانية ،وهي بالتأكيد عادة خاطئة بل وتعرض الصائم للعديد من المشكلات الصحية، وتلك العادة جاءت من الاعتقاد الخاطيء بأن الجسم يكون في حاجة إلى تعويض ما فقده خلال ساعات الصيام، وهذا حقيقي ولكن تعويضه بالعناصر والفيتامينات اللازمة لا يكون بتلك الطريقة، فالمعدة في وقت تناول وجبة الإفطار تكون في حالة خمول، ناتج عن توقفها عن العمل تماماً لأكثر من 15 ساعة، وبالتالي يجب أن يتم تناول الطعام بشكل تدريجي، وذلك لتجنب الإصابة بعدة مشكلات صحية، منها عسر الهضم والتقلصات المعوية والإحساس بالغثيان.
ويقدم خبراء التغذية الحل هنا متمثلاً في اتباع السنة، أي تناول قليل من الماء بجانب بعض التمرات، فذلك سيمد الإنسان بقدر من الطاقة ويروي عطشه، بجانب أنه سيعمل على تهدأة المعدة ويُعدها لاستعادة نشاطها، ومن ثم يمكنه البدء في تناول وجبة الإفطار بشكل طبيعي، مع ضرورة الحرص على عدم الإفراط في تناول المأكولات.
5- الماء يُسهل عملية الهضم :
عسر الهضم من المشكلات الصحية الشائعة خلال رمضان، وهو ينتج عن العديد من المفاهيم و العادات الرمضانية الغذائية الخاطئة، ويعتقد البعض أن التغلب على مشكلة عسر الهضم، يمكن أن يكون من خلال تناول الماء أثناء تناول الإفطار، أي أنهم يقوموا بدفع الطعام بواسطة الماء، ولكن تلك من العادات الرمضانية الخاطئة والتي تأتي بنتائج عكسية، حيث أن أثبت العلم أن عملية الهضم تبدأ خلال تناول الطعام، ولكن تناول الماء يعيق هذه العملية، كونه يخفف من لزوجة اللعاب والإفرازات الهضمية، ومن ثم ينخفض تأثيرها فتعجز عن هضم الطعام، لذا إن كان الصائم عطشاً واضطر لتناول الماء مع الطعام، فيجب أن يكون ذلك بكميات محدودة جداً، وبالقدر الذي يروي عطشه بالكاد حتى لا يعرض نفسه للإصابة بحالة من عسر الهضم.
6- الراحة بعد الإفطار :
أداء فريضتي صلاة العشاء والتراويح ليسوا فقط شعائر دينية، بل يمكن اعتبارهما وسائل وقائية من آلام المعدة، وذلك لأن العلم أثبت أن الاسترخاء والاستلقاء التام بعد تناول وجبة الإفطار، من العادات الرمضانية الخاطئة التي يتبعها البعض، وذلك لأن ممارسة الأنشطة يساهم في تيسير عملية الهضم، بينما الاسترخاء وبالأخص النوم بعد تناول الإفطار، يجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بآلام المعِدة وصعوبات الهضم.
7- الامتناع عن السحور :
وجبة السحور لا تقل في أهميتها عن وجبة الإفطار، ومن بين العادات الرمضانية الخاطئة بل والتي يمكن وصفها بالخطيرة أيضاً، هو عدم تناول تلك الوجبة أو إهمالها، إذ أن ذلك يجعل الصائم مُعرض للعديد من المشكلات الصحية خلال فترة الصيام، أقلها ضرراً هو إصابته بأحد أنواع الصداع، وتعرضه لحالة عامة من الضعف والخمول، وقد يتفاقم الأمر لدى البعض إلى حد التعرض للإغماء، خاصة بالنسبة لمن يمارسون أعمالاً نهارية شاقة، ويشير خبراء التغذية هنا إلى أن تبكير موعد وجبة السحور، هو أيضاً من بين العادات الرمضانية الخاطئة ، إذ أنه يفقد وجبة السحور تأثيرها ويعيق تحقيق الغاية المُرادة منها.
8- العصائر مفيدة :
العصائر الطبيعية يلجأ إليها البعض باعتبارها ذات قيمة غذائية أعلى، بجانب أنها تحميه من العطش خلال ساعات الصيام، باعتبارها تزيد من كمية السوائل المختزنة داخل الجسم، ولكن يمكن اعتبار ذلك من العادات الرمضانية الخاطئة ،فالعصائر وإن كانت تمثل إمداداً للجسم بالسوائل، فإن تلك السوائل سيتم فقدانها خلال بضعة ساعات، ولكن النصيحة التي يقدمها خبراء التغذية هي تناول الفاكهة ثماراً، ففي تلك الحالة ستمد الجسم بكم السوائل المرغوب به، علاوة على أن الألياف الطبيعية التي تتوفر بها بنسب كبيرة، يمنح إحساساً بالشبع يدوم لساعات طويلة، مما يعني أن الفائدة التي تحققها ثمار الفاكهة تكون مضاعفة.