طب الطبيعة بمثابة تطبيق عملي لتقديم الوقاية على العلاج، حيث يهتم طب الطبيعة بتنمية الإنسان بدنياً وعقلياً وروحياً، بالقدر الكافي لجعله مصاناً من التعرض للحالات المرضية، وذلك دون اللجوء إلى استخدام عقاقير طبية أو العلاج الجراحي، إنما يتم بوسائل طبيعية مثل النظام الغذائي السليم وممارسة الرياضة بانتظام، وتعريف الإنسان بالطاقة الكامنة بداخله والتي يمكنها تحقيق الشفاء له.
ما هو طب الطبيعة ؟
طب الطبيعة هو أحد الأفرع المنبثقة عن الطب البديل، التي تستعيض عن الجراحات والعلاجات الكيميائية بالعلاج الطبيعي، وقد بلغ طب الطبيعة من الأهمية ما جعل بعض الدول تشدن معاهد خاصة بتدريسه، فترى كيف كانت نشأة هذا الفرع من فروع الطب؟، وما النتائج التي يمكن أن يحققها وكيف؟
تاريخ طب الطبيعة ونشأته :
طب الطبيعة لا يعرف تاريخ محدد ومعروف لنشأته، فكل محاولات الاستشفاء باستخدام وسائل طبيعية، ويُرجع البعض بداياته إلى الطب الفرعوني والبعض يقول بعودته لتاريخ الصين القديم، لكن أول مرة يتم فيها ظهور مصطلح ” طب الطبيعة ” كانت في القرن الثامن عشر، الذي شهدت نهاياته أولى الممارسات العلاجية تحت ذلك المصطلح، ولكنه كان بشكل بدائي ومقتصر على عدد قليل من الإجراءات والطرق العلاجية، ثم أخذ في الارتقاء والتطور بشكل تدريجي شيئاً فشيء، حتى تم الاعتراف بـ طب الطبيعة رسمياً كأحد الوسائل العلاجية، وأقيمت له المعاهد المتخصصة لتدريس فروعه.
غاية طب الطبيعة :
غاية طب الطبيعة وما يهدف إليه لا يختلف عن غاية أي فرع آخر من فروع الطب، ألا وهو تحقيق الشفاء من السقم والعلاج من الأمراض، وتسكين الآلام والتهوين من معاناة المرضى مع أمراضهم، أما ما يميز طب الطبيعة عن فروع الطب وطرق العلاج الأخرى، هو عدم توقفه عند حد معالجة الداء ورفع المرض عن المصاب فحسب، إنما يعنى أيضاً بالبحث عن السبب الأساسي الذي أدى إلى وقوع المرض ومعالجته، ويجد في التوقف عن حد معالجة الأعراض قصور شديد..
أما الغاية الثانية لـ طب الطبيعة والتي أيضاً تعد من مميزاته وأهدافه الأساسية، هي سعية لتشكيل عامل وقائي مضاد للأمراض من البداية، أي أن طب الطبيعة يهتم بالارتقاء بالجهاز المناعي للإنسان وتحفيزه وتعزيز قدراته، كي يمنع وقوع الإصابة أو التعرض للأمراض من البداية، بعكس أنواع الطب الأخرى التي ينصب كامل تركيزها على معالجة المرض بعد حدوثه.
الطبيب في طب الطبيعة :
مفهوم الطبيب في علم الطبيعة كمصطلح ومهنة يختلف عن مفهومه بالفروع الأخرى للطب، وذلك الاختلاف ناجم عن اختلاف الدور الذي يلعبه الطبيب بين هذا وذاك، فمصطلح طبيب في طب الطبيعة يُرد إلى أصله اللغوي “Docere” الذي اقتبس منه اللقب، وهي كلمة تشير إلى الفعل “يُعلم” والطبيب أو الدكتور هو “المُعلم”، وطبيب طب الطبيعة وظيفته أشبه بوظيفة المُدرب أو الناصح أكثر منه معالج، فهو في المقام الأول يعمل على توجيه الناس إلى طرق العناية بصحتهم، ويرشدهم إلى السبل التي يمكنهم من خلالها تنمية مناعة الجسم والوقاية من الأمراض، وتنص تعاليم طب الطبيعة صراحة على عدم التعامل مع المريض كجماد مكسور يتم إصلاحه، وإنما كعقل عليه أن يستوعب حقيقة ما يواجهه ويساهم في التصدي له.
تدرج عملية الاستشفاء :
عملية الاستشفاء في طب الطبيعة هي عملية تتسم بالشمول، أي أن طب الطبيعة يهتم بمعالجة الجسم وتحسين صحته بشكل عام، ولا يقتصر على معالجة إصابة بعينها أو مرض محدد، وذلك يتحقق وفقاً لأربعة قواعد أساسية يلتزم بها الطبيب عن التعامل وهي:
- العلاج في طب الطبيعة يبدأ من الأعضاء الداخلية حتى الخارجية، أي يكون البدء بمعالجة الأعضاء الداخلية أما الجلد فيكون في النهاية.
- القاعدة الثانية هو أن يتم العلاج من القمة وحتى القاعدة، أي تكون بداية العلاج من عند الرأس وتستمر نزولاً حتى الوصول إلى القدمين.
- القاعدة الثالثة للعلاج في طب الطبيعة هي اتباع التسلسل الزمني المعاكس، أي أن الأعراض المرة الحديثة تتم معالجتها في البداية ثم الأقدم.
- كذلك يضع طب الطبيعة أعضاء الجسم في تسلسل تبعاً للأهمية، ويتم معالجة الأعضاء بترتيب معين وفقاً لذلك الترتيب.