حين يكون الحديث عن مشروبات الأعشاب ،فهو عادة ما يكون حول فوائدها الصحية اللانهائية، لكن الحقيقة التي أثبتتها الأبحاث أن هناك وجه آخر للعملة، وعدد الباحثون أضرار مشروبات الأعشاب ،التي تنتج عن الإسراف والإفراط في تناولها.
أضرار مشروبات الأعشاب :
تقول الحكمة أن كل ما يزيد عن الحد ينقلب إلى الضدد، وهذا هو الحال مع مشروبات الأعشاب ،التي دائماً ما يمدح الناس فوائدها، لكن من يريد اغتنام هذه الفوائد بحق عليه أن يتناولها بمقادير محددة.
الزنجبيل :
مشروب الزنجبيل هو أحد المشروبات التي يمكن وصفها بالسحرية، فمن بين مشروبات الأعشاب تعد فوائد الزنجبيل هي الأكثر تعدداً، ولكن اغتنام هذه الفوائد لا يكون إلا بتناول كميات معتدلة منه، أما الإسراف فإنه يؤدي إلى نتائج مضادة جسيمة منها:
-يعد الزنجبيل أحد مشروبات الأعشاب المهدئة للأعصاب، ويمنح متناوله شعوراً بالراحة والاسترخاء، لكن الإسراف فيه يحول هذا الهدوء إلى هبوط حاد بالجهاز العصبي المركزي، ويؤثر سلبياً على قدرته على القيام بمهامه.
-الزنجبيل مفيد لصحة القلب وذلك لقدرته على تنشيط الدورة الدموية، ومن ثم فإن تناول جرعات زائدة عن الحد المفترض منه، تؤدي إلى خفقان واضطراب ضربات القلب.
-يتفاعل الزنجبيل تفاعلاً تعارضياً مع بعض مشروبات الأعشاب الأخرى، هي المجموعة التي تساهم في عملية تخثر الدم، مثل القرنفل والبابونج والحلبة والعرق سوس، وإذا حدث وتفاعل الزنجبيل مع إحدى هذه الأعشاب، فقد يتسبب في إصابة الإنسان بالنزيف الحاد.
العرقسوس :
في أيام الصيف الحارة يلجأ الجميع إلى كأس العرقسوس المثلج، فيعد العرقسوس من مشروبات الأعشاب المرطبة، ويعرف أيضاً بالفوائد المتعددة الناتجة عن مادته الفعالة “الكلتيسريتسن”، لكن بعض الأبحاث كشفت عن الوجه الآخر للعرقسوس، والمتمثل في بعض الأضرار الناتجة عن الإسراف في تناوله.
-تناول العرقسوس يؤدي إلى خفض معدلات الصوديوم بالدم، ومن ثم يعد أحد الأغذية التي تساهم في ارتفاع ضعط الدم، ولهذا يشكل الإفراط في تناوله خطراً على صحة الإنسان.
-العرقسوس من مشروبات الأعشاب التي تتعارض مع بعض مركبات الأدوية، ويُمنع تناوله على مرضى الكلى والكبد وخلال فترة الحمل.
الشاي الأخضر :
الشاي الأخضر من مشروبات الأعشاب الشائع استخدامها، فهناك من يستعين به بديلاً عن الشاي العادي بسبب أضراره، أما القسم الأكبر من مستهلكيه فيكون هدفهم الاستفادة من قدرته على إنقاص الوزن، لكن أيا كان الدافع إلى تناوله فلابد من عدم الإسراف، تجنباً للآثار الجانبية السلبية الخطيرة التي قد تنتج عنه.
-المركبات التي يحتوي عليها الشاي الأخضر تتعارض مع بعض المركبات العلاجية، وتؤدي إلى إضعاف أو إبطال المفعول العلاجي، وبالتالي على كل من يتبع نظاماً علاجياً أن يمتنع عن تناول الشاي الأخضر، أو على أقل تقدير يستشير طبيبه أولاً.
-الشاي الأخضر من مشروبات الأعشاب التي تمتص الحديد المكتسب بالجسم، وبالتالي يحذر من الإسراف فيه حفاظاً على عنصر الحديد اللازم للصحة العامة، أما من يعاني من مرض فقر الدم (الأنيميا) فيحظر عليه تناول هذا المشروب.
-مشروبات الأعشاب لها فوائد متعددة لكن تقوية العظام ليست من بينها، بل على العكس مشروب مثل الشاي الأخضر قد يضر بالعظام، حيث يقوم الشاي الأخضر بامتصاص نسب مرتفعة جداً من مركبات الكالسيوم، وبالتالي يؤثر على صحة وسلامة العظام، ويحذر الأطباء دائماً مرضى هشاشة العظام ونقص الكالسيوم من تناوله.
القرفة :
القرفة من المكونات الغذائية شائعة الاستخدام، فبخلاف أنها من مشروبات الأعشاب ،فهي تستخدم أيضاً لإضافة نكهة طيبة للمأكولات والحلويات، وأضرار عُشب القرفة يمكن وصفها بالجسيمة، لكنها لا تحدث إلا في حالة الإفراط الشديد، وطالما الشخص ملتزم بتناول جرعات معتدلة فهو في مأمن منها، ومن الأضرار المحتملة للقرفة:
-القرفة تصنف ضمن الأعشاب الحارة، ومن هذا المنطلق فإن الإسراف فيها يسبب تهيج الأمعاء، ومع التمادي في تناولها قد يتفاقم إلى الإصابة بقرحة المعدة، ولذلك فهي محظورة على الأطفال دون الأربع سنوات.
-القرفة منشط فعال جداً للدورة الدموية، ولذلك على النساء تجنبها خلال فترة الدورة الشهرية، حتى لا تكون سبباً في إصابتهن بالنزيف.
-المرأة الحامل أيضاً عليها الحذر من تناول القرفة، كونها تتسبب في انقباض عضلات الرحم، وهو ما يمكن أن يؤثر بالسلب على حالة الجنين.