مسألة خلافية كبيرة نتعرض لها كل عام عندما يحل علينا شهر رمضان الكريم. يتسائل الكثيرون وخصوصا المدخنون المعتادون على شرب عدد من السجائر يوميا ووصلت بهم الحكاية الي التعود وربما ادمان التدخين, يقولون كيف لنا ان نطيق الصيام لمدة اثنا عشر ساعة او اكثر من الفجر وحتى الغروب؟ نحن نتحمل الجوع والعطش بصعوبة طوال فترة الصوم ولكن لا نستطيع ابدا ان نبتعد عن السيجارة طوال هذه المدة. هي اصبحت هنا ليست عادة خطيرة فقط, بل اصبحت جزء لا يتجزأ من الانسان المدخن واصبح هو اسيرا لها حتى لو لم يشعر بذلك. ما العمل وهل الصيام في شهر رمضان المعظم له دور في مساعدة الانسان الذي يود ان يترك التدخين نهائيا ام لا؟ تعالوا لنتعرف على العلاقة الموجودة بين صيام الشهر الفضيل والمدخنين.
التدخين وشهر رمضان : مشكلة نقص النيكوتين
المشكلة التي تؤرق المدخنين في شهر رمضان الكريم هي ان السيجارة التي يشربونها واحدة وراء الاخرى تعود الجسم على استقبال جرعة معينة من مادة النيكوتين التي تعتبر من المواد الكيميائية الخطيرة الموجودة في التبغ “السجائر”. وهي مادة تلتصق بكرات الدم الحمراء وتصبح جزء لا يتجزأ من دم الانسان وتصل بتركيزات مختلفة الي كل خلايا جسمه, وبالتالي عندما تنخفض نسبة هذه المادة بسبب الصيام او بسبب اي شئ اخر يمنع الانسان عن التدخين فتثل هذه المادة, يصبح الانسان في حالة من العصبية وعدم الراحة والدوخة والقلق والتوتر والنرفزة. وتجده لا يستطيع ان يصبر ويتعارك مع كل من حوله ابناءه وزوجته واخواته فهو لا يستطيع ان يضبط اعصابه وهو تحت هذا التأثير. هو نفس الشعور الذي ينتاب الشخص عندما يكون قد تعود على شئ محدد وفجأة هو مضطر ان يبطله او يقلل منه بشكل حاد. والاعراض المرهقة لاعصابه هذه تسمى الاعراض الانسحابية.
التدخين وشهر رمضان : فرصة للتقليل من اضرار التدخين
في المقابل, الصيام في خلال الشهر المبارك الكريم يمثل فرصة ذهبية للشخص المدخن الذي يملك من الارادة ليجعل هذا الصوم وهذا الشهر الذي يتقرب فيه الانسان من الله ويقيم الشعائر اكثر, بداية ممتازة للتخلص من عادة التدخين نهائيا. فهو يبدأ بتقليل عدد السجائر التي يشربها يوميا الى النصف تقريبا, بما انه طوال نهار اليوم وحتى غروب الشمس صائم, ويحاول في الليل ان يضبط احتياجه للتدخين قدر استطاعته, وبالتالي تقل معدلات تدخينه الى النصف, ويكمل المسيرة بنفس الشكل ليجد نفسه بعد شهور قليلة تخلص من الاثر النفسي والعصبي للانسحاب من عادة التدخين ومن تأثير النيكوتين على الجسم, ومعلوم ان النيكوتين يخلص من جسم المدخن اذا ابتعد عن التدخين تماما وبشكل كامل بعد ثلاثة شهور تقريبا ويختفي اثر انسحابه بعد خمسة شهور على الاكثر.